تعمل جامعة القاضي عياض بمراكش، شأنها شأن باقي المؤسسات الجامعية في المملكة، على تنفيذ الإصلاحات العميقة لنظام التعليم العالي من خلال متابعة تنفيذ المشاريع المدرجة ضمن هذه الاستراتيجية.
ففي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الدخول الجامعي 2024-2025، تطرق رئيس جامعة القاضي عياض، بلعيد بوكادير، إلى أهم المستجدات والتحديات المتعلقة بالانتقال الرقمي وتعزيز التميز داخل الجامعة المغربية، وكذا سير عملية تسجيل الطلبة الجدد بجامعة القاضي عياض.
1- ما هي التدابير الرئيسية المتخذة لتحسين تجربة الطلبة؟
خلال الدخول الجامعي 2024-2025، حرصت جامعة القاضي عياض على تسهيل اندماج الطلبة الجدد، مما سمح لهم باكتشاف الخدمات الرقمية ومختلف التخصصات.
فقد تم تنظيم أيام مفتوحة لهذا الغرض، وهو ما أتاح للطلبة فرصة الوقوف عند الإصلاحات البيداغوجية والخدمات المقدمة لهم.
وبالتوازي مع ذلك، قامت الجامعة بتعزيز نموذجها البيداغوجي الجديد من خلال إدراج تكوينات تأخد بعين الاعتبار المهارات الرقمية والمهارات الشخصية.
وعلى الصعيد الرقمي، تم إطلاق عملية تسجيل عبر الإنترنت وتطبيق لتبسيط الإجراءات الإدارية، مع توفير اختبارات للطلبة لتقييم مهاراتهم.
بالإضافة إلى ذلك، تم خلق مساحات مخصصة للتكوين في المهن الجديدة مثل “الترميز” والروبوتات، لتمكين المواهب الجديدة من التعبير عن نفسها في هذه المجالات الناشئة.
2- كيف تدير الجامعة تزايد عدد المسجلين مع الحفاظ على جودة التعليم؟
لتدبير تزايد عدد المسجلين، قامت الجامعة بتوسيع طاقتها الاستيعابية من خلال إنشاء مدرجات وقاعات دراسية جديدة، خصوصا في المدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة وكلية العلوم متعددة التخصصات بآسفي. وهناك مشاريع لبناء قاعات إضافية في العديد من المؤسسات التابعة للجامعة.
كما تقدم الجامعة وحدات تعليم عن بعد لتخفيف الضغط على المدرجات وتوفير مرونة أكبر في التعلم.
أيضا، تم اعتماد تخصصات مختلطة تتيح للطلبة متابعة دروس عبر الإنترنت والاستفادة من تكوين عملي.
وأخيرا، قامت الجامعة بتوظيف أساتذة جدد لضمان تأطير جيد، مما يضمن لكل طالب الدعم اللازم خلال مساره الأكاديمي.
3- ما هي التدابير المتخدة لدعم الطلبة من الفئات الاجتماعية الهشة ؟
أنشأت الجامعة مركز التعليم الشامل والمسؤولية الاجتماعية (CEIRS-UCA) لاستقبال الطلبة في وضعية إعاقة أو هشاشة، وتقديم الدعم والمشورة لهم، مما يساهم في خلق مجتمع مندمج ومتضامن.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم المدن الجامعية بمراكش وآسفي حلولا سكنية لضمان ولوج الطلبة إلى التعليم العالي.
كما تعمل جامعة القاضي عياض على تسهيل وصول الطلبة من الفئات الفقيرة المسجلون في التأمين الصحي الإجباري إلى المنح الدراسية المقدمة من المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية لضمان رفاهيتهم.
4- ما هي التخصصات والمناهج التعليمية الجديدة التي تم توفيرها هذه السنة ؟
قامت جامعة القاضي عياض بتكييف عروضها التعليمية مع متطلبات السوق من خلال تقديم تخصصات في الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والطاقات المتجددة. وتهدف هذه البرامج إلى تزويد الطلبة بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة.
كما تم تقديم برامج تكوينية تركز على مواضيع ذات صلة، مثل “النجاعة الطاقية والطاقات الخضراء” و”علوم وتقنيات تحلية المياه”، مما يعكس التزام الجامعة بالتنمية المستدامة.
من جهة أخرى، تم تحديث المناهج التعليمية من خلال إدراج منصات التعلم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، وهو ما يعزز التخصص في المسارات الأكاديمية.
5- ما هي المبادرات التي تخطط الجامعة لاتخاذها لتعزيز البحث والابتكار بالتعاون مع الفاعلين الاقتصاديين؟
تعمل الجامعة بتعاون وثيق مع السلطات الجهوية لتوجيه مشاريعها البحثية نحو الأولويات المحلية.
وفيما يتعلق بالسنة الجامعية 2024-2025، خصصت الجامعة 4 ملايين درهم لدعم المشاريع البحثية، خاصة تلك التي يحملها الباحثون الشباب.
وتشهد هذه السنة إطلاق حملة جديدة لاعتماد بنيات البحث بهدف تعزيز وقعها العلمي. وفي الوقت نفسه، سيتم خلق مراكز جهوية مواضيعية، مثل المركز الجهوي للماء والطاقات، للتعامل مع القضايا الخاصة بالجهة.
وستجمع هذه البنيات بين التكوين والبحث وتقديم الخدمات، وهو ما يعزز التعاون بين الجامعة والنسيج الاقتصادي المحلي.
وأخيرا، تشكل منصة “مدينة الابتكار بمراكش” مشروعا طموحا يهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال والابتكار، مما يخلق بيئة ملائمة لتحويل الأفكار إلى مشاريع ملموسة.
و م ع