الرباط: تقديم مشروع لتعزيز الدمج المدرسي للأطفال حاملي التثلث الصبغي

قبل 4 ساعات

قدمت الجمعية المغربية لدعم ومساندة الأشخاص حاملي التثلت الصبغي ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، اليوم الخميس بالرباط، مشروعا تحت عنوان “تعزيز الدمج المدرسي: إعادة ابتكار مسار الشباب حاملي التثلث الصبغي من خلال ممارسات بيداغوجية مبتكرة “.

ويروم هذا البرنامج، الذي يمتد على مدى ثلاث سنوات، تعزيز الدمج المدرسي لـ160 طفلا حاملا للتثلث الصبغي في جهة الرباط – سلا – القنيطرة، وذلك في إطار الجهود المبذولة للنهوض بالتربية الدامجة بالمغرب.

ونظمت، بالمناسبة، ورشة عمل جمعت مختلف الشركاء المؤسساتيين، والفاعلين المدنيين، والمهنيين في المجال، والمتدخلين من القطاع الاجتماعي، بالإضافة إلى أسر الأطفال حاملي التثلث الصبغي. ويعكس حدث إطلاق المشروع الالتزام المستمر تجاه الدمج المدرسي، من خلال تنفيذ سلسلة من الإجراءات العملية التي تهدف إلى تمهيد الطريق لدمج هؤلاء الشباب في المنظومة التربوية المغربية.

ويستند هذا المشروع إلى عدة محاور رئيسية، تتمثل أساسا، في وضع برنامج للدمج في مدارس الجهة، لتمكين الأطفال حاملي التثلث الصبغي من المشاركة في أنشطة منتظمة لتشجيع التفاعل مع أقرانهم، وكذا بناء قدرات هيئة التدريس لمساعدتهم على فهم احتياجات الأطفال حاملي التثلث الصبغي بشكل أفضل وتكييف أساليبهم التعليمية، وتطوير وإتاحة الموارد البيداغوجية المكيفة.

علاوة على ذلك، سيتم تطوير وإتاحة الموارد التعليمية الملائمة، مصحوبة ببرامج للحفاظ على المكتسبات الأكاديمية لضمان استمرارية التعلم. كما سيتم تقديم مواكبة خاصة للأسر، مع إرساء مناقشات منتظمة لإعدادهم بشكل أفضل لتعليم أطفالهم.

ويشمل المشروع، أيضا، النهوض بمستوى الوعي في المجتمع المدني بهدف تعزيز فهم قدرات واحتياجات الأشخاص حاملي التثلث الصبغي.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس الجمعية المغربية لدعم ومساندة الأشخاص حاملي التثلث الصبغي، نجيب عمور، على أهمية هذه الشراكة الواسعة النطاق، مشيرا إلى أن المشروع يمثل خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للأطفال حاملي التثلث الصبغي الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات.

وأضاف السيد عمور أن المشروع لا يهم تمدرس هؤلاء الأطفال فحسب، بل يشمل أيضا برامج إعادة التعليم والتعاون مع المدارس العادية، مضيفا أن مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط ملتزمة تمام الالتزام بضمان توفير فرص النجاح لهؤلاء الأطفال.

من جانبها، أعربت مديرة قطب التعليم بمؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، سعاد أزروال، عن التزام المؤسسة ورغبتها في تعزيز إدماج الأطفال حاملي التثلث الصبغي في المجتمع، مع ضمان تطورهم الأكاديمي والاجتماعي.

وأكدت على أن الولوج العادل إلى التعليم الجيد حق أساسي لا يتيح التطور الأكاديمي فحسب، بل أيضا الاستقلالية والاندماج الاجتماعي لهذه الفئة من الأطفال، مضيفة “سنواصل العمل معا من أجل مستقبل أفضل وأكثر شمولا”.

وتأتي هذه المبادرة استمرارا للجهود التي يبذلها الشركاء في إطار مشروع يعزز الرعاية المبكرة للأطفال حاملي التثلث الصبغي، بهدف تحسين نموهم ودمجهم المستقبلي، وكذا إيمانا منهم بأن التربية الدامجة تشكل ركيزة أساسية لضمان تكافؤ الفرص ومحاربة التمييز ضد الأشخاص في وضعية إعاقة، حيث يسعون من خلال هذه الشراكة الجديدة إلى تغيير حياة الأطفال حاملي التثلث الصبغي.

ويهدف الشركاء من خلال هذه المبادرة، التي تندرج في إطار البرنامج الوطني للتربية الدامجة، إلى بناء نموذج مثالي للإدماج المدرسي، بالتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للرباط – سلا – القنيطرة، والأسر والمؤسسات العمومية، والجمعيات المحلية.

ومن خلال الاستثمار في ممارسات تعليمية مبتكرة، تروم الجمعية ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، ليس فقط المساهمة في التنمية الشخصية والأكاديمية للأطفال حاملي التثليث الصبغي، بل أيضا في تشجيع التحول الإيجابي في العقليات والممارسات الاجتماعية، مما من شأنه المساهمة في تعزيز أسس مجتمع أكثر شمولا وتضامنا.

و م ع

آخر الأخبار