المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.. “رزق من ورد”، فيلم وثائقي يناقش موضوع ندرة المياه بالعالم القروي

قبل ساعتين

يشارك الفيلم الوثائقي “رزق من ورد” للمخرجة المغربية الشابة، مونية الكومي، اليوم الخميس، في إطار المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة، ضمن فعاليات الدورة ال 24 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

ويحكي الفيلم، الذي تبلغ مدته 52 دقيقة، عن كيف انقلبت حياة سكان منطقة سرغينة بإقليم بولمان بسبب ندرة الماء، لا سيما التداعيات السلبية على زراعة أزهار الزعفران، النبتة التي تراهن نساء القرية على تحسين دخلهن بجنيها وتحضيرها. بينما رجال القرية اختاروا الهجرة إلى المدن للعثور على فرص شغل.

ويبدأ الفيلم بمشهد لرقصة أحيدوس المتداولة في الأطلس المتوسط، إذ جعلت المخرجة هذه الرقصة عتبة فنية قبل أن تنقل المشاهد إلى فضاء أمازيغي.

ويصور هذا العمل السينمائي كيف حرم الجفاف أعين الجمهور من الاستمتاع بمنظر حقول الزعفران التي يغطيها اللون البنفسجي في شهر نونبر من كل سنة في جماعة سرغينة بإقليم بولمان، وأبرزت المخرجة هذه المظاهر بتسليط آلة التصوير على تربة عطشى قاحلة على وشك التصحر.

كما يقدم الفيلم لمحة سريعة بخصوص دورة إنتاج الزعفران في هذه المنطقة، وذلك من خلال مشاهد بصالون متواضع جدا بمنزل طيني بالمنطقة، حيث تتحلق النساء حول قفف صغيرة مليئة بأزهار الزعفران وهن يتجاذبن أطراف الحديث بالأمازيغية منهمكات في فصل شعيرات الزعفران ليتم تجفيفها وتعليبها وتسويقها.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت المخرجة، مونية الكومي، أن هذه المشاركة في الدورة ال 24 للمهرجان الوطني للفيلم تعد ثاني مشاركة لها في هذه التظاهرة، وتتميز بعرضها للفيلم الوثائقي “رزق من ورد” الذي سلطت من خلاله الضوء على موضوع ندرة المياه، والهجرة القروية، وغيرها من التحديات المطروحة في العالم القروي.

وأضافت الكومي أن المشهد السينمائي المغربي أصبح يهتم بشكل كبير بصنف الأفلام الوثائقية، ويتجسد ذلك من خلال المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية ضمن فعاليات هذه الدورة للمهرجان، لافتة إلى أن “الفيلم الوثائقي أيضا له جمهور خاص به على غرار باقي الأصناف السينمائية الأخرى”.

وبخصوص تجربة الإخراج، شددت الكومي على ضرورة التكوين في المجال، سواء النظري منه أو التطبيقي، والمتعلق بالتقنيات المساعدة على تحقيق الجودة في الأعمال الفنية والإبداعية، داعية، بالمناسبة، الشباب المحب لعالم الفن والسينما إلى التوجه نحو التكوين بالموازاة مع الموهبة.

يذكر أن الفيلم الوثائقي “رزق من ورد” يعد ثالث فيلم للمخرجة، مونية الكومي، بعد إخراجها عدة أفلام، منها الفيلم الوثائقي بعنوان “شهادات حول محمد شكري”، و”الحضرة الشفشاونية”، والفيلم القصير “الدمعة اليتيمة”، و”صمت الأب”.

وإلى جانب فيلم “رزق من ورد”، يتنافس عدد من الأفلام في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة من بينها “كوبارويون” لعزيز اخوادر، و”جوك الأخير في الملاح” لحسن بنجلون، و”خيمة الرك” لسيدي محمد فاضل الجماني، و”العربي، جوستو.. والآخرون” لليلى الأمين الدمناتي وعبد الحميد كريم، و”مورا يشكاد” لخاليد زايري.

ويتعلق الأمر أيضا ب “مول الماء” لفؤاد السويبة، و”أفضل” لكمال أورحو، و”فقاعات” لحسن معناني، و”سكين على قماش” لأميمة العشي، و”كذب أبيض” لأسماء المدير، و”الشايعة” لزينب التوبالي، و”حراس لكصر” لعيدة بوي، و”تلمزون ذاكرة الصحراء” لأحمد بوشكة، و”ثلاثة أقمار وراء تل” لعبد اللطيف افضيل.

وتتواصل فعاليات الدورة ال 24 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 26 أكتوبر الجاري، بعرض مجموعة من الأفلام في إطار المسابقات الرسمية للفيلم القصير والفيلم الروائي الطويل، ومسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، ومسابقة أفلام المدارس ومعاهد السينما، إضافة إلى عروض أفلام “بانوراما” الفيلم المغربي.

و م ع

آخر الأخبار