ندوة علمية دولية تبحث بطنجة تأثير التغيرات المناخية والجفاف على الإجهاد المائي

قبل شهرين

يناقش ثلة من العلماء والأكاديميين والباحثين الجامعيين، يومي الجمعة والسبت بطنجة، استراتيجيات تقوية الصمود في مواجهة الجفاف والإجهاد المائي الناجم عن التغيرات المناخية.

ويتطرق المشاركون، في الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول الكوارث الطبيعية المنظم بمبادرة من المرصد المغربي للمحافظة على التنوع البيولوجي “سينيجيتيكا” بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي، إلى سبل تقوية قدرات البلدان على تحسين تدبير الموارد المائية في سياق يتسم بظواهر مناخية متطرفة وندرة التساقطات المطرية.

ويستعرض المشاركون في الندوة، القادمون من المغرب وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا ومصر وكينيا والسنغال وتركيا واليونان، آخر المستجدات في مختبرات البحث العلمي والتكنولوجي حول آليات التكيف مع التغيرات المناخية، وتقوية الصمود في مواجهة ظاهرة الجفاف، واقتراح الحلول المبتكرة في مجال حكامة التدبير المائي وتعبئة الموارد المائية.

وأكد منسق الندوة العلمية، عبد الغني كاظم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التئام هذا المحفل العلمي يأتي في سياق أملته التغيرات المناخية وموجات الجفاف التي دخل فيها المغرب منذ حوالي 6 سنوات، مبرزا أن المنظمين حاولوا “مقاربة هذا الموضوع الراهن من زوايا مختلفة باستضافة خبراء وأكاديميين من مختلف المشارب العلمية، في المناخ والهيدرولوجيا والجيولوجيا والجغرافيا”.

وأضاف أن المقاربة المندمجة لهذه الإشكالية ستمكن من الإحاطة بها من مختلف الزوايا من أجل تحديد أفضل لأسباب الجفاف والإجهاد المائي، في افق الخروج بتوصيات مفيدة لمدبري الشأن العام، خصوصا ما يتعلق بتدبير الأخطار الناجمة عن الإجهاد المائي الذي أصبح ظاهرة بنيوية يعرفها المغرب.

من جهتها، اعتبرت نائبة رئيس جامعة عبد المالك السعدي المكلفة بالبحث العلمي، هند الشرقاوي الدقاقي، ان الندوة تمثل مناسبة لخوض “نقاش أكاديمي لخلق وعي جماعي بالتغيرات المناخية وعلاقتها بالإجهاد المائي”، داعية إلى إطلاق دينامية جماعية من شأنها الاستجابة لرهان تدبير ندرة المياه، وهي الإشكالية التي تزداد تعقيدا بسبب الجفاف والتغيرات المناخية وارتفاع الطلب وتأخر إنجاز بعض المشاريع المائية.

وتوقفت المتدخلة عند التوجيهات الملكية السامية القاضية بوضع استراتيجية جديدة لتلبية الرهانات ذات الصلة بتدبير الموارد المائية، وفق مقاربة استباقية تشمل وضع ممارسات مستدامة وتدبير مسؤول للموارد المائية، مذكرة بأن جامعة عبد المالك السعدي انخرطت في هذه المقاربة ما مكنها من أن تنضم إلى التصنيف الدولي المرموق “تايمز للتعليم العالي – تصنيف الجامعات العالمية”( Times Higher Education – World University Rankings)، والذي يرصد مدى انخراط الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

بدورها، ذكرت الرئيسة المؤسسة لسفارة الماء، جانيت بريتو، أن هذه الندوة العلمية “مهمة” بالنظر لأن جل بلدان حوض المتوسط تعاني من ظاهرة الإجهاد المائي، مشددة على أهمية ضمان السلم الاجتماعي من خلال التشاور القبلي لوضع منظومة لحكامة تدبير الموارد المائية، تأخذ بعين الاعتبار حجم الموارد المتوفرة ضمن مجال ترابي معين، ومدى تلبيتها للحاجيات، وطريقة تقاسمها بإنصاف بين سكان المجال.

وأبرزت أن “سفارة الماء” تعتبر جمعية تأسست بفرنسا وتعمل في عدد من البلدان، بما فيها القيام بتجربة نموذجية بالمغرب، حيث يعمل سفراء الماء، وجلهم من الباحثين والأكاديميين، بتعاون مع وكالات الأحواض المائية لجمع بيانات تساهم في تعزيز حكامة الماء، بتنسيق مع باقي القطاعات، لاسيما الفلاحة والصناعة والجماعات الترابية والمواطنين.

وتتطرق المداخلات العلمية خلال المؤتمر حول مواضيع “الجفاف والتغيرات المناخية .. نحو فهم مندمج للظاهرتين” و “الإجهاد المائي .. الرهانات الحالية والمستقبلية” و” التداعيات البيئية والسوسيو-اقتصادية للجفاف” و “التخفيف والتأقلم والمرونة وأهداف التنمية المستدامة”.

و م ع