سلط مشاركون في ندوة فكرية، نظمت أمس الثلاثاء بجرسيف، بمناسبة الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء، الضوء على أهمية المعالم الحضارية، والقيم الإنسانية التي جسدها الشعب المغربي خلال هذا الحدث التاريخي المميز.
واستحضر المشاركون في هذه الندوة، التي نظمتها المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بجرسيف، تحت عنوان “المسيرة الخضراء المظفرة: مسيرة وحدة وتضامن ونماء”، بتنسيق مع فضاء الذاكرة التاريخية والمقاومة والتحرير بجرسيف، وجمعية فضاء الأمل، صور تضحية وشجاعة الشعب المغربي في هذه المسيرة، التي بنيت على مبدأ السلم، وشدت إليها أنظار العالم بأسلوب تنظيمها الحضاري.
وأبرزوا أن المغرب قد نجح، بفضل حنكة وعبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، في تنظيم هذا الحدث الاستثنائي الذي شكل رسالة للعالم أكدت على قدرة الأساليب السلمية في حل النزاعات الإقليمية والدولية.
وأكد الإطار بمندوبية التعاون الوطني بجرسيف، عبد الإله دوز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الندوة، المنظمة في غمرة احتفالات الشعب المغربي بذكرى المسيرة الخضراء، تشكل مناسبة لإبراز الملاحم البطولية للشعب المغربي وتلاحمه مع العرش العلوي المجيد دفاعا عن مقدسات البلاد ووحدته الترابية، واستلهام القيم الحضارية والجوانب الإنسانية لهذه الملحمة الخالدة.
وأبرز أن المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بجرسيف، تعتبر الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية المجيدة، فرصة للتذكير بالخدمات والبرامج الاجتماعية التي تقدمها المندوبية لفائدة الأشخاص في وضعية صعبة، عبر شبكة واسعة من المراكز والمؤسسات الاجتماعية التابعة لها.
من جهتها، أشارت عضوة جمعية فضاء الأمل بجرسيف، فاطمة أوكنزا، إلى الدور الذي اضطلعت به المرأة المغربية في إنجاح المسيرة الخضراء، سواء عبر المشاركة المباشرة في المسيرة، أو عبر تقديم الدعم اللوجيستي وتلبية احتياجات المشاركين من خلال إعداد الطعام، والملابس، وتجهيز الامدادات والمعدات من أجل ضمان استمرارية ونجاح المسيرة.
وذكرت باقي المداخلات خلال هذه الندوة، بالسياق الوطني والدولي للمسيرة الخضراء الذي تزامن مع تحديات إقليمية مرتبطة بملف الصحراء، التي كانت ترزح تحت الاستعمار الإسباني، حيث كثف المغرب من مطالبته باستعادة صحرائه عبر القنوات الديبلوماسية سواء عبر التفاوض مع إسبانيا، أو نقل القضية إلى الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية التي أقرت خلال أكتوبر 1975 بوجود روابط تاريخية وقانونية بين المغرب والصحراء.
وأوضحوا أن هذا الإقرار دفع المغفور له الحسن الثاني إلى الإعلان عن تنظيم المسيرة الخضراء كخيار سلمي ونموذج حضاري لاسترجاع الصحراء، حيث استجاب الشعب المغربي على نطاق واسع، وانخرط أكثر من 350 ألف مواطن ومواطنة من مختلف مناطق المغرب في المسيرة التي انطلقت في 6 نونبر 1975، حاملة الأعلام الوطنية والمصاحف، لتكون رمزا للوحدة الوطنية، ولإيصال رسالة حضارية قوية للعالم.
وخلص المشاركون في هذا اللقاء إلى أن المسيرة مكنت من خلق توافق وطني شامل حول قضية الصحراء، وتعزيز الروح الوطنية، ما شكل محطة حاسمة في تاريخ المغرب، أسفرت في النهاية عن اتفاقية مدريد في 14 نونبر 1975، التي أنهت الاستعمار الإسباني وسمحت للمغرب باستعادة سيادته على أراضيه.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.