مؤتمر “كوب 29” بباكو.. التحديات والانتظارات

قبل 3 أيام

تتجه الأنظار إلى أذربيجان، التي تستضيف هذه السنة أشغال الدورة التاسعة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29). وبدأت العاصمة باكو، أول أمس السبت، استقبال رؤساء الدول والحكومات، وكذا مختلف الوفود المشاركة في هذا الحدث العالمي من أجل إيجاد حلول للمخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من ارتفاع قياسي عالمي في انبعاثات الغازات الدفيئة تم تسجيله السنة الماضية.

وقال رئيس أذربيجان، إلهام علييف، في خطاب ألقاه بمناسبة حوار بيترسبرغ الخامس عشر حول المناخ، الذي انعقد في أبريل الماضي في برلين، “إنه لشرف عظيم” لأذربيجان أن تستضيف هذا المؤتمر.

وبحسب السيد علييف، فإن احتضان هذا الحدث العالمي حول المناخ هو “مؤشر على تقدير المجتمع الدولي” لما تقوم به بلاده، خاصة في مجال الطاقات الخضراء، مبرزا “أنها مسؤولية كبيرة لأننا لا نريد فقط تنظيم حدث جيد، بل نريد أيضا تحقيق نتائج جيدة”.

وأعلن 2024 سنة التضامن من أجل عالم أخضر في أذربيجان. وكانت البلاد سطرت هدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 35 في المائة حتى سنة 2030 وبنسبة 40 في المائة حتى سنة 2050 مقارنة بالسنة المرجعية (1990).

وسيتمحور مؤتمر (كوب 29)، على غرار باقي مؤتمرات كوب الأخرى، بالأساس على على تسريع الجهود العالمية للتخفيف من التغيرات المناخية والتكيف معها. ويهدف جدول أعماله إلى ضمان وصول البلدان النامية إلى الموارد، كما أشار قبل بضعة أيام مختار باباييف، وزير البيئة والموارد الطبيعية الأذربيجاني والرئيس الحالي لمؤتمر كوب. ويعلق المجتمع الدولي آمالا كبيرة على هذا الحدث المناخي العالمي، حيث إن ظاهرة الاحتباس الحراري “تدمر بالفعل المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وخاصة الأكثر فقرا والأكثر ضعفا”، كما أعلنت ذلك المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنجر أندرسن. وقالت أندرسن، نقلا عن تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بعنوان “فجوة التكيف لسنة 2024: في مواجهة الرياح والمد والجزر”، إن “العواصف الهائجة تدمر المنازل، وتجتاح الحرائق الغابات، فيما تتدهور الأراضي بسبب الجفاف”. ويعتبر برنامج الأمم المتحدة أن الوقت قد حان للشروع في الالتزامات بغية زيادة التمويل من أجل التكيف ويدعو إلى “هدف جماعي كمي جديد” لتمويل المناخ في مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين لتغير المناخ. ورغم أن التمويل الدولي للتكيف في البلدان النامية بلغ 28 مليار دولار خلال سنة 2022، فإنه يظل أقل بكثير من الاحتياجات. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الأمر سيتطلب ما يتراوح بين 187 مليار دولار و359 مليار دولار سنويا لسد فجوة تمويل التكيف. وبحسب وسائل إعلام دولية، فإن عدة دول، من بينها الهند والمجموعة العربية والمجموعة الإفريقية، تقدمت بمقترحات تتراوح بين 1000 و1300 مليار دولار سنويا، بين عامي 2025 و2030، إلا أن الدول المتقدمة رفضت هذه المبالغ.

من جهتها، تتوفر رئاسة البلد المضيف لهذا الحدث المناخي على رؤية ترتكز على دعامتين أساسيتين: تعزيز الطموح وتعبئة العمل. وأوضح سفير أذربيجان لدى المغرب، ناظم صمادوف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الرؤية تهدف إلى تحديد خطط عمل ملموسة للحفاظ على هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية. وتتعهد الرئاسة أيضا بـ”إجراء المفاوضات بطريقة شفافة وشمولية، مع التركيز بشكل خاص على تمويل المناخ”.

وأضاف السيد صامادوف أنها “تدعو الأطراف إلى تقديم مساهمات وطنية طموحة والتوصل إلى توافق بشأن الآراء بشأن هدف جماعي جديد لتمويل المناخ يكون منصفا وطموحا”.

من جهة أخرى، قدم المغرب مؤخرا دعما لـ 14 مبادرة أطلقتها أذربيجان لتشجيع التعاون والعمل المناخي العالمي، “ما يعزز التزام بلدان الجنوب بالتعاون لتحقيق الأهداف المناخية”.

من جانبه، أبرز الاتحاد الأوروبي أهمية الاتفاق بشأن “الهدف الكمي الجماعي الجديد” فيما يتعلق بالتمويل المناخي والذي يمكن تحقيقه وتكييفه مع هدفه.

ويجب أن يركز مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين أيضا على مسألة الخسائر والأضرار وتعزيز التعاون الدولي في مجال أسواق الكاربون والحلول المبنية على الطبيعة والانتقال نحو الطاقات الخضراء. وستكون المادة 6 من اتفاق باريس وحقوق الإنسان في السياسات المناخية ومساهمة المجتمع المدني والشعوب الأصلية ضمن جدول أعمال قمة المناخ هاته.

و م ع