شارك المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز، تجربته الفكرية الطويلة مع رواد معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك في إطار فعاليات الاحتفاء بالمغرب كضيف شرف الدورة الحالية.
وناقش الكاتب المغربي، خلال جلسة حوارية انعقدت أمس السبت، وأدارها الباحث والمفكر المغربي محمد نور الدين آفاية، حضوره الثقافي العربي، وتجربته الفكرية، وأثر الفلسفة على كتاباته.
وفي هذا الصدد، قال بلقزيز الذي تم اختياره كرمز للثقافة العربية لعام 2024 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، إن الكتابة تمثل بالنسبة له “فريضة يومية” وطقسا مقدسا اعتاد ممارسته منذ مراهقته، مؤكدا على أهمية القراءة في تعزيز ملكة الكتابة.
وفي حديثه عن تكريمه من قبل “الألكسو”، عبر عن امتنانه لهذا الاعتراف بالفكر المغربي في شخصه، مشيرا إلى أن تقدير المبدعين والمفكرين في العالم العربي قليل وغالبا ما يُمنح لمن هم خارج نطاق الإبداع.
وتناول الباحث والفلسفي المغربي، تعدد المجالات في أعماله الأدبية والفكرية، مشبها الكتابة بالموسيقى التي تتنوع مقاماتها، موضحا أن لكل مجال لغته الخاصة التي ينبغي احترامها، سواء كان المجال أدبا أو سياسة أو فلسفة.
وفي مجال تخصصه الفلسفة، أكد بلقزيز على “سطوتها” المستمرة على مختلف أنواع المعرفة، إذ تشكل معيار التفرقة بين الحقيقة والزيف، وأم المعارف، مشيرا إلى أن العديد من المبدعين مثل نجيب محفوظ ومحمود درويش استندوا إلى الفلسفة في إثراء أعمالهم الأدبية والفكرية، حيث تفتح الفلسفة المجال أمام توسيع الأفق المعرفي وتكامل مجالات التعبير، من فن وأدب وفكر وسياسة، وتعميق فضول الإنسان في كافة جوانب الحياة.
أما عن اهتمامه بالفكر السياسي، فأوضح أن السياسة تمس حياة الإنسان اليومية، سواء أكان يعي ذلك أم لا، معتبرا أن الفكر العربي منذ قرنين انشغل بأسئلة النهضة العربية وتقديم رؤى للارتقاء بالمجتمعات.
وأضاف أن السياسة والفكر السياسي جزء من مسيرته، وقد تناول هذه القضايا في أعماله المختلفة، سواء من خلال الفلسفة أو الرواية أو المقالات السياسية.
يشار إلى أن عبد الإله بلقزيز، كاتب ومفكر مغربي وأستاذ للفلسفة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، يكتب في مجالات الفلسفة والفكر السياسي والأدب، وله اهتمامات خاصة بقضايا الدولة والإصلاح والديمقراطية، وقد ترجمت أعماله إلى عدة لغات، ويشارك هذا العام في معرض الشارقة الدولي للكتاب ضمن فعاليات الاحتفاء بالمفكرين والأدباء المغاربة كضيوف شرف.
كما شغل سابقا منصب الأمين العام للمنتدى المغربي العربي في الرباط، ومستشارا ومديرا للدراسات في “مركز دراسات الوحدة العربية” ببيروت، ونال عدة جوائز، منها جائزة المغرب للكتاب في العامين 2009 و2014، وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفكر والفن عن مجموع أعماله الفكرية في العام 2013، وصدر له ما يزيد عن ستين كتابا في الفلسفة، والإسلاميات، والفكر العربي، والفكر السياسي.
والجدير بالذكر، أن معرض الشارقة الدولي للكتاب، استضاف في دورته الحالية التي ستختتم فعالياتها اليوم الأحد، 134 ضيفا من 32 دولة، شاركوا في أكثر من 500 فعالية ثقافية تشمل جلسات نقاش وقراءات أدبية وورشات عمل وقصصا ملهمة عن تجارب إبداعية متنوعة في عالم الكتابة والفن، وضمت قائمة المشاركين 49 ضيفا عالميا من 14 دولة، و45 ضيفا عربيا من 17 دولة، إلى جانب 40 متحدثا إماراتيا، وغيرها العديد من الفعاليات المتنوعة.
و م ع