في أجواء مغربية أصيلة داخل مقر قنصلية المملكة في نيويورك، بشارع وول ستريت الشهير، سلط الروائي والصحفي المغربي ياسين عدنان الضوء على دور المثقف في النهوض بالغنى والتنوع الثقافي للمغرب.
وخلال لقاء انعقد مساء السبت مع أفراد من الجالية المغربية المقيمة في منطقة نيويورك الكبرى، بمبادرة من القنصلية العامة للمغرب، أشار السيد عدنان إلى أن المثقف، سواء كان شاعرا أو روائيا أو صحفيا، يساهم في هذا “المجهود الجماعي” لإبراز الفسيفساء الثقافية والحضارية العريقة التي يتميز بها المغرب.
وأوضح المتحدث أن المثقف، من خلال عين الناقد الفاحصة و”روحه المتوقدة”، ينخرط في تفكيك الأحكام المسبقة وتمحيص الأفكار الجاهزة من خلال مقاربة موضوعية وإيجابية تروم، في نهاية المطاف، تقديم مساهمة نوعية للبناء المجتمعي وتوطيد أسسه.
وبالنسبة لهذا الكاتب، المزداد بمدينة آسفي والذي نشأ في مراكش المجاورة، فإن الأمر يتعلق بـ”رؤية ثقافية” تبرز الدور المترابط بين الأدب والمجتمع. وأوضح السيد عدنان، الذي يقوم بزيارة للولايات المتحدة للمشاركة في البرنامج الدولي للكتابة الذي تنظمه جامعة آيوا (الغرب الأوسط الأمريكي)، أن الفعل الثقافي يعكس بسخاء، من خلال تعبيراته المختلفة، أوجه التنوع في المجتمع والهوية المغربية.
كما اعتبر مؤلف رواية “هوت ماروك” أن من الضروري تعزيز دور الثقافة من خلال تشجيع مساهمة وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت واقعا لا جدال فيه.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أشار القنصل العام للمغرب في نيويورك، عبد القادر الجموسي، إلى أن هذا اللقاء يأتي تفاعلا مع خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، الذي أعلن جلالته من خلاله عن إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بالمغاربة المقيمين في الخارج.
وأبرز السيد الجموسي أن هذا الحوار التفاعلي، الذي يتزامن أيضا مع الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال، يندرج في إطار اللقاءات الثقافية الدورية التي تنظمها القنصلية لفائدة المغاربة في نيويورك والولايات المجاورة.
من جانب آخر، أبرز السيد الجموسي أهمية “الرهان الثقافي” بالنسبة لمغاربة العالم الذين يعتبرون بمثابة “سفراء” للمملكة ولتنوعها العريق، مضيفا أن أفراد هذه الجالية يولون اهتماما خاصا للثقافة ودورها في الحفاظ على الهوية المميزة للمغرب.
وعبر أفراد من الجالية المغربية المقيمة في منطقة نيويورك الكبرى، في مداخلات بهذه المناسبة، عن تشبثهم بالوطن الأم واستعدادهم الدائم للمساهمة في دينامية التنمية الشاملة التي يشهدها المغرب، بما في ذلك المجال الثقافي.
كما تطرقوا إلى أهمية تعزيز المكون الثقافي من أجل الحرص على نقل إرثه إلى الأجيال المستقبلية من مغاربة العالم، داعين إلى إقامة شراكات في هذا الصدد وعقد لقاءات منتظمة مع المغاربة المقيمين في الخارج.
شارك في هذا اللقاء أيضا الأستاذ الأمريكي ألكسندر إلينسون، الذي قام بترجمة رواية “هوت ماروك” لياسين عدنان إلى اللغة الإنجليزية. كما عرف مشاركة شعراء مغاربة مقيمون في الولايات المتحدة، من قبيل فاطمة الزهراء تسولي، وعمر برادة، وسلوى غرداف، ومبارك السريفي، الذين أمتعوا الحضور بقراءات من آخر إبداعاتهم.
و م ع