19 نوفمبر 2024

تطوان: انطلاق فعاليات الملتقى الإقليمي للمدن المبدعة بالدول العربية

تطوان: انطلاق فعاليات الملتقى الإقليمي للمدن المبدعة بالدول العربية

انطلقت اليوم الثلاثاء بمدينة تطوان فعاليات الملتقى الإقليمي للمدن المبدعة بالدول العربية، بحضور ثلة من الخبراء والباحثين والفاعلين الثقافيين المغاربة والأجانب.ويشارك في هذا الاجتماع الإقليمي، المنظم بشراكة بين المكتب المغاربي لمنظمة اليونيسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ووكالة تنمية أقاليم الشمال وعمالة تطوان ووزارة الشباب والثقافة والتواصل وجماعة تطوان، ممثلون عن 50 مدينة مبدعة من عدد من البلدان، منها المغرب وموريتانيا وتونس وليبيا والأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر والامارات العربية المتحدة.

وتماشيا مع موضوع الاجتماع “إشراك الشباب في العقد القادم”، سيسلط انعقاد هذا اللقاء، الذي يرسخ المكانة الاستراتيجية للمغرب وتطوان باعتبارهما محركين للإبداع والابتكار من أجل تنمية حضرية مستدامة، الضوء على الدور المهم للشباب في بناء مدن مرنة ومبدعة.

في كلمة بالمناسبة، قالت الكاتبة العامة لقطاع الثقافة، سميرة المليزي، إن “المجهود الجماعي المسخر لتبويء الثقافة مكانة رفيعة في حاضر ومستقبل المدن قد أفضى فعلا إلى تصنيف تطوان ضمن شبكة المدن المبدعة لليونسكو في مجال الحرف والفنون الشعبية سنة 2017، إلى جانب مدن الصويرة والدار البيضاء و ورزازت، مما يؤكد الأهمية التي توليها المملكة المغربية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لجعل الثقافة من العناصر الأساسية في المنظومة التنموية”.

وتابعت أن “انخراطنا الدائم في منظور منظمة اليونسكو للنهوض بدور الثقافة في التنمية المستدامة، يوازيه اشتغال وطني متواصل على تقليص الهوة بين الاعتراف الجماعي بدور الثقافة في التنمية الشاملة، وإدراجها المنهجي في أولويات السياسات العمومية”، مشددة على أن حرص هذا الاجتماع على تدارس سبل التزام المدن المبدعة بجعل الإبداع والصناعات الثقافية في قلب الخطط التنموية، يتطابق مع السياسة العمومية للوزارة في هذا المجال.

من جانبه، أشار المدير الإقليمي لليونسكو لمنطقة المغرب العربي، إريك فالت، إلى أن المدن التي “تحتضن الثقافة” تضمن لساكنتها نوعية معينة من الحياة ودينامية فكرية قوية، مشددا على أن العديد من المؤسسات، بالإضافة إلى اليونسكو، ما فتئت تدعو منذ سنوات ولاسيما ضمن رؤية ما بعد عام 2030، بأن تتمتع الثقافة بـ “هدفها الخاص”.

ونوه بأن اليونسكو والدول الأعضاء فيها سيكون بوسعها الاعتماد على القرار الأخير الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد “ميثاق المستقبل”، الذي يمنح الثقافة مكانة غير مسبوقة، كما يعترف بدورها كعامل في التنمية المستدامة باعتبارها قطاعا واعدا اقتصاديا ينبغي للدول الاستثمار فيه.

من جانبه، نوه المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية الشمال، منير البيوسفي، ب “الاختيار الموفق” لمدينة تطوان، من أجل احتضان هذه التظاهرة الأممية، باعتبارها مدينة تزخر بتراث عالمي غني، وأيضا عرابة المدن المغربية في الانضمام إلى شبكة المدن المبدعة، مذكرا بالعناية الملكية السامية ببرامج تثمين الموروث الثقافي والإبداعي والنهوض بالرأسمال اللامادي، والتي صارت بفضلها مجموعة من حواضر المملكة تعيش على إيقاعات بنيوية مهيكلة، كفيلة بجعلها رافعة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وشدد على أن الوكالة، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، عملت بمعية شركائها على بلورة جيل جديد من البرامج التنموية، تروم تثمين الموروث الثقافي والحضاري والإنساني بالجهة الشمالية التي تزخر بثمان مدن عتيقة (القصر الكبير، وزان، العرائش، اصيلة، طنجة، تطوان، شفشاون وتازة)، وجعله رافعة أساسية لدينامية التنمية، وتعزيز جاذبيتها الثقافية والسياحية، وتطوير الاقتصاد الاجتماعي، ودعم الاقتصاد المحلي وتعزيز مقوماته الإبداعية، كالحرف التقليدية والفنون الشعبية.

أما مدير الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، حميد بن سيف النوفلي، فقد اعتبر أن انعقاد هذا اللقاء يندرج في إطار شراكة متعددة الأطراف تهدف إلى ترسيخ الثقافة في المدن، مشيرا إلى ضرورة رسم رؤية جديدة للمدن تقوم على مكوناتها الثقافية، إلى جانب تثبيت مكانة الثقافة في السياسات العمومية الرامية لتحقيق التنمية.

بهذا الخصوص، شدد على أهمية تنسيق جهود المنظمات الدولية المختلفة، وفي هذه الحالة اليونسكو والألكسو، لبحث التحديات التي تواجه المدن حاليا، عبر الاستفادة من الثقافة، داعيا إلى العمل على جعل الثقافة والابداع محركا للتنمية من أجل مدن شاملة ومرنة ومستدامة.

من جهته، سجل نائب رئيس جماعة تطوان، عبد السلام دامون، أن هذا اللقاء يشكل فضاء لتقاسم وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة، فضلا عن كونه منصة لنشر قيم الحوار والانفتاح والسلام، مشيرا إلى أن هذا الحدث يهدف إلى ربط المدن التي تتقاسم تخصصات مماثلة وتشجيع المزيد من المدن العربية على الانضمام إلى الشبكة.

وعلى مدى ثلاثة أيام، يناقش المشاركون عددا من القضايا الأساسية، من قبيل تعزيز العلاقات بين المدن المبدعة، وإنشاء تعاون مثمر ضمن المنطقة، وتوسيع شبكة الانخراط في المدن المبدعة، إلى جانب “إدماج الشباب في العقد المقبل ضمن الاستراتيجيات الحضرية”.

وتميز افتتاح هذا اللقاء بحضور عامل إقليم تطوان عبد الرزاق المنصوري، وعدد من المسؤولين المحليين وممثلي المجالس المنتخبة والفعاليات الثقافية المغربية والعربية.

وتعمل شبكة المدن المبدعة، التي أنشئت سنة 2004 وتضم حاليا 350 مدينة من أزيد من 100 دولة، على تثمين الابداع لدى أعضائها حول سبعة مجالات أساسية، تتمثل في الحرف والفنون الشعبية والفنون الرقمية والتصميم والسنيما وفن الطبخ والأدب والموسيقى، موضحا أن الشبكة جعلت استثمار الثقافة والابداع رافعة للتنمية الحضرية المستدامة.

يذكر أنه تم سنة 1997 إدراج المدينة العتيقة لتطوان ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وفي سنة 2017 تم تصنيف تطوان كمدينة مبدعة في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، ويجري منذ سنة 2024 الإعداد لمشروع توسيع التراث المسجل ليشمل حي “الإنسانشي”.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.