احتضنت جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، اليوم الثلاثاء، النسخة الرابعة من المسابقة الإفريقية للابتكار، تحت شعار “الابتكار في إفريقيا خلال القرن الحادي والعشرين”.
وشارك في هذه النسخة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الإفريقية، 116 مشروعا تمثل 15 بلدا إفريقيا.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس جامعة مولاي إسماعيل أحمد موشطاشي، أن المسابقة الإفريقية للابتكار تروم النهوض بالابتكار على صعيد القارة الإفريقية، وتقوية الكفاءات التدبيرية للطلبة، وتعزيز انفتاح المغرب على البلدان الإفريقية، والدبلوماسية الموازية على الأصعدة الأكاديمية والتكنولوجية والاقتصادية.
وقال إن “هذه التجربة الناجحة، التي نعمل على استدامتها في أفق نقلها إلى المؤسسات الإفريقية الشريكة، مفتوحة في وجه جميع حاملي المشاريع المبتكرة”، من المؤسسات المغربية والإفريقية، مضيفا أن جامعة مولاي إسماعيل تؤكد بذلك التزامها وتموقعها فيما يتعلق بالأولويات الوطنية، وكذا مساهمتها في تنمية المغرب وإفريقيا.
وأشار السيد موشطاشي إلى أن الجامعة أنشأت فضاء للعمل المشترك وريادة الأعمال يطمح إلى أن يشكل منصة للاستقبال واللقاءات وتدبير جميع الأنشطة المتعلقة بخلق المنتجات، مشيرا إلى أن المسابقة الإفريقية للابتكار تشكل نقطة انطلاق لبناء تحالفات وأفكار سيتواصل صداها بعد هذا الحدث الإفريقي.
من جهتها، أفادت السيدة أنييس همروزيان، مستشارة التعاون والعمل الثقافي بسفارة فرنسا بالرباط والمديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، بأن التعاون العلمي بين المغرب وفرنسا مدعو إلى أن يتطور بشكل أكبر بعد توقيع عدد من الاتفاقيات بهذا الخصوص بمناسبة زيارة الدولة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي للمغرب.
وأكدت على أهمية الاتفاقيات الموقعة بين البلدين من أجل النهوض بالتعليم والبحث العلمي، في ظل بعد قاري، مضيفة أن المغرب وفرنسا ملتزمان بتعزيز قابلية تشغيل الشباب ودعم تكوين الأطر الجامعية، على الخصوص.
وأفادت الدبلوماسية الفرنسية بأن “هذا البعد القاري لا يشكل مجرد أفق، بل هو واقع بالفعل”، مذكرة بمختلف الاتفاقيات التي تم توقيعها، ومن ضمنها المتعلقة بإحداث مركز بحث فرنسي-مغربي، والطموح المشترك لتوسيع نطاقه ليشمل القارة برمتها.
من جهته، أعرب السفير فوق العادة والمفوض، والممثل السامي لجمهورية الغابون لدى المملكة المغربية، عبد العزيز برانلي مارسيال أوبولو ، عن سعادته بالمشاركة في الدورة الرابعة من هذا الحدث، مؤكدا على الدور الهام الذي تضطلع به التكنولوجيات الحديثة في إفريقيا على جميع المستويات، لاسيما الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
وأوضح أن المسابقة الإفريقية للابتكار تشكل مبادرة تم اتخاذها من أجل البلدان الإفريقية، ويتعين أن تتواصل ويتم تعميمها لتشمل القارة الإفريقية برمتها، مؤكدا على أهمية اتفاقيات الشراكة جنوب – جنوب، لا سيما في ميدان الابتكار والتكنولوجيا.
وقال الدبوماسي الغابوني “لقد حان الوقت للنهوض بالتكنولوجيا بالقارة الإفريقية”.
وفي ختام هذا اللقاء، تم توقيع اتفاقيات إطار للتعاون بين مؤسسات تابعة لجامعة مولاي إسماعيل والمعهد الفرنسي بالمغرب، وكذا بين بين الجامعة وشركاء آخرين مغاربة وأجانب.
وحظيت 6 مشاريع بالتكريم من أصل 116 مشروعا، خلال هذه النسخة التي عرفت مشاركة 15 بلدا، ضمنها جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكوت ديفوار، والسنغال، وبوركينافاسو، وغينيا، ونيجيريا، وجز القمر، والكاميرون، وموريتانيا.
يذكر أن باب الترشح في المسابقة الإفريقية للابتكار كان مفتوحا أمام كل حامل مشروع مبتكر (طالب هندسة، طالب، طالب دكتوراه أو باحث شاب) من المؤسسات المغربية والإفريقية، يرغب في المشاركة في مسابقة أفضل مشروع مبتكر، وذلك في سبعة محاور.
ويتعلق الأمر بـ “الهندسة، والصناعة والنقل، واللوجستيك، والتكنولوجيا المتقدمة”، و”تحديات الانتقال الإيكولوجي، والرقمنة والذكاء الاصطناعي”، و”التكنولوجيا الحيوية والصناعة الغذائية”، و”الصحة، والبيئة والمخاطر الجيولوجية، وجودة الحياة”، و”الماء والموارد الطبيعية والطاقات المتجددة”، و”علوم التربية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والاقتصاد والتدبير”، و”الأعمال الفنية بين الإبداع الكلاسيكي والرقمي”.
وتروم هذه المسابقة تعزيز التعاون جنوب-جنوب من خلال إحداث شبكة من المؤسسات التكنولوجية الإفريقية، ومشاركتها في تنظيم هذا الحدث وكذا مشاركة طلبتها في تحديات أفضل فكرة مشروع مبتكر، ودعم المشاركين في تحقيق وهيكلة وإنشاء مشاريعهم المبتكرة، وإحداث فضاء لالتقاء قادة المشاريع مع خبراء علميين وتقنيين أو شركاء صناعيين.
و م ع