ألقى جامعيان مغربيان، أمس الجمعة بالجامعة الكاثوليكية للشمال بالشيلي، محاضرتين حول مشاريع البنية التحتية الكبرى المنجزة في المغرب، والروابط الثقافية واللغوية التي تجمع المملكة والشيلي.
ونظمت هاتان المحاضرتان في مدينة كوكيمبو (حوالي 460 كيلومترا شمال العاصمة سانتياغو)، بمبادرة من سفارة المغرب في الشيلي ومركز محمد السادس لحوار الحضارات، وذلك في إطار فعاليات “أسبوع المغرب في الشيلي”.
وتحتضن مدينة كوكيمبو مركز محمد السادس لحوار الحضارات، المتميز بمسجده ذي الطراز المعماري المغربي الأصيل، ومكتبته التي تزخر بآلاف الكتب والمنشورات باللغتين العربية والإسبانية، والموضوعة رهن إشارة زواره.
وبهذه المناسبة، تناول عبد الرزاق الهيري، الأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، في مداخلته أمام طلاب وأساتذة الجامعة الكاثوليكية للشمال، موضوع “الازدهار الاقتصادي لأقاليم المغرب الجنوبية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وقال في هذا السياق إن الازدهار بهذه الأقاليم تسارع مع “اعتماد نموذج تنموي” خاص بها في سنة 2015، في إطار مقاربة تشاركية تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية.
وأكد الجامعي المغربي أنه “وفق الرؤية الملكية، يرتقب أن تتحول الأقاليم الجنوبية للمغرب تدريجيا إلى قطب إفريقي لا محيد عنه (…)، وهي مدعوة للابتكار بشأن وضع وتنفيذ مشاريع التنمية المحلية من خلال تعزيز مختلف الميزات التي تتوفر عليها”.
وأشار إلى أن هذه الجهود الابتكارية تشمل قطاعات الصناعات الزراعية، والسياحة الشاطئية، والأنشطة الثقافية، والطاقة المتجددة، التي تعد قطاعات رئيسية تعزز الجاذبية الاقتصادية لهذه الجهات، لافتا إلى أن الكلفة المالية للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية تقدر بـ 79,3 مليار درهم.
وأبرز الهيري أنه بفضل هذه الجهود المالية، خلال الفترة الممتدة من 2001 إلى 2016، بلغ معدل النمو السنوي لهذه الجهات نحو 10 في المائة، متجاوزا بكثير معدل النمو على المستوى الوطني (5,6 في المائة).
وبخصوص “نموذج الداخلة”، أوضح الأستاذ الجامعي أن هدف مشاريع البنيات التحتية المنجزة بهذه المنطقة هو “تحسين الربط مع المراكز الوطنية الرئيسية للإنتاج والتوزيع”.
وأضاف أن “ميناء الداخلة، بفضل موقعه الجغرافي المتميز عند ملتقى المحيط الأطلسي ومنطقة إفريقيا جنوب الصحراء، يتوقع أن يصبح قطبا بحريا رئيسيا على الصعيد الإقليمي”، مؤكدا أن هذه المنشأة المينائية ستعزز التجارة الدولية والشراكات جنوب-جنوب.
من جهته، تناول رئيس شعبة الدراسات الإسبانية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، عبد الرحمن الفاتحي، في مداخلته الروابط اللغوية التي تجمع بين الشيلي والمغرب، والتي تتجلى بشكل خاص في أعمال الشاعر الشيلي الحائز على جائزة نوبل بابلو نيرودا وأعمال ميغيل دي ثيربانتيس.
وأشار إلى وجود أدب وتراث لغوي مشتركين بين البلدين، مسلطا الضوء في هذا السياق على أنطولوجيا الكاتب المغربي المتخصص في الأدب الإسباني، محمد شقور، والشاعر والكاتب الشيلي سيرخيو ماثيياس.
وتابع بالقول إن الشيلي والمغرب يجمعهما أيضا الأدب الإسباني، كما أن ملايين المغاربة يتحدثون الإسبانية ويؤلفون ويبدعون بهذه اللغة، مشيرا إلى الجهود التي يقوم بها مركز محمد السادس للحوار بين الحضارات بكوكيمبو في الترويج لأعمال الكتاب المغاربة باللغة الإسبانية.
كما تناولت محاضرة عبد الرحمن الفاتحي الإشارات التاريخية حول المغرب التي تضمنتها أعمال ثيربانتيس، ومشروع أنطولوجيا الأدب النسائي المغربي والشيلي.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد كريستيان فيليبي غوميز تابيا، المسؤول عن المواقع الرمزية في بلدية كوكيمبو، أن مركز محمد السادس للحوار بين الحضارات أصبح “رمزا” لهذه المدينة.
ويوفر المركز لطلاب وتلامذة المدينة فضاء لاستكشاف ثقافة مختلفة والولوج إلى مكتبة زاخرة بالكتب عن المغرب والإسلام.
وأشار غوميز تابيا إلى أن المعلومات المقدمة خلال هاتين المحاضرتين أبرزت القواسم المشتركة بين المغرب وشيلي، والروابط الثقافية واللغوية التي تجمع البلدين.
و م ع