الرباط.. انطلاق أشغال مؤتمر دولي حول موضوع “الوئام بين أتباع الديانات: تعزيز التعايش السلمي”

قبل 6 ساعات

انطلقت، اليوم الثلاثاء بالرباط، أشغال المؤتمر الدولي حول موضوع ” الوئام بين أتباع الديانات: تعزيز التعايش السلمي”، الذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بهدف إذكاء الوعي بأهمية التسامح والحوار بين الأديان والثقافات لتعزيز التعايش السلمي.

ويتوخى هذا المؤتمر، الذي حضر جلسته الافتتاحية مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، وسفير جمهورية أذربيجان بالمملكة، ناظم صامادوف، وشخصيات دينية وثقافية من داخل وخارج المغرب، تسليط الضوء على التحديات التي تكبح تحقيق التعايش الديني على المستوى العالمي، مع التأكيد على أهمية تعزيز الاحترام المتبادل والتعايش عبر الحوار، في ضوء الصراع والتعصب والخلاف الذي أفضى إليه سوء فهم الدين أو الثقافة.

ويناقش المشاركون في هذا المؤتمر المنظم بشراكة مع اللجنة الحكومية للشؤون الدينية بجمهورية أذربيجان، وسفارة أذربيجان في الرباط، دور الدين في بناء المجتمعات السلمية، وإعمال الحوار بين أتباع الديانات كأداة لحل النزاعات، والدبلوماسية الثقافية/ الحضارية من خلال توظيف الدول لتنوعها الثقافي كنقطة قوة لتعزيز السلام، فضلا عن التعريف بنموذج أذربيجان في تعزيز التعايش السلمي بين أتباع الديانات.

وفي كلمة بالمناسبة، قال المدير العام للإيسيسكو، سالم بن محمد المالك، إن التحولات الجذرية التي تطال النسق الاجتماعي الدولي، باتت تفرض على الجميع مسؤوليات كبيرة، لأن أمن وسلام العالم شأن بات يفرض بالضرورة الشراكة الإنسانية والمسؤولية الجماعية.

وأبرز في ذات الصدد، جهود المنظمة في الاضطلاع بدورها في تعزيز التعايش والحوار بين الأديان والثقافات، عبر أنشطتها وبرامجها ومشاريعها المختلفة، فضلا عن تشجيع مفهوم الدبلوماسية الحضارية كأداة جديدة لحل الصراعات ذات المنشأ الثقافي.

وأكد السيد المالك على أهمية موضوع هذا المؤتمر الدولي، معربا عن أمله في أن يفضي إلى توصيات ناجعة تساهم في خلق الوئام والتعايش والسلم بين الأديان والثقافات.

من جهته، أبرز رئيس اللجنة الحكومية للشؤون الدينية في جمهورية أذربيجان، رامين ممدوف، أن هذا اللقاء الدولي الذي يشارك فيه خبراء وعلماء من مختلف أنحاء العالم، يتوخى بحث القضايا والتحديات الرئيسية ذات الصلة بالتعايش السلمي والتسامح الديني على المستويين الإقليمي والدولي، في ظل عالم يتسم بالتعددية الثقافية والدينية والحضارية.

وبعدما سجل أن بلاده تمكنت من “تخطي المعضلات” الناجمة عن تنوع وتعدد الثقافات والأديان والمذاهب، أشار السيد ممدوف إلى أن هذا المؤتمر يشكل فرصة للمشاركين للاستفادة من تجربة أذربيجان في ما يتعلق بإرساء التعايش والتسامح بين مختلف الأديان والثقافات.

بدوره، توقف نائب رئيس المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان، رافائيل حسينوف، عند تجارب من التاريخ “جسدت إلى وقت قريب قيم التسامح والتعايش بين أتباع الديانات المختلفة”، متسائلا عن أسباب “غياب تفعيل الآليات التي كانت تضمن هذا التعايش في الوقت الراهن”.

ودعا السيد حسينوف إلى تضافر جهود مختلف الفاعلين على المستوى الدولي، بهدف إرساء الحوار والسلام، لافتا إلى أن أقصر طريق لتحقيق ذلك يكمن في إرساء التناغم بين الأديان والثقافات.

ويتضمن برنامج المؤتمر، الذي تمتد أشغاله على مدى اليوم، عدة محاور للنقاش أبرزها، “دور الدين في بناء المجتمعات السلمية”، و”تحديات تعزيز التعايش الديني”، و”الحوار بين أتباع الأديان كأداة لحل النزاعات”، و”دور الدبلوماسية الثقافية والحضارية في تعزيز السلام”، علاوة على تنظيم معرض بعنوان: “إنسانية مشتركة، أتباع أديان متنوعون”، لتسليط الضوء على التنوع الديني والتسامح في أذربيجان.

و م ع

آخر الأخبار