كان مسرح إسبانيول العريق بمدينة تطوان، مساء الجمعة، على موعد مع احتضان الدورة الأولى من ملتقى “روح الأندلس”، الذي يهدف إلى إبراز الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين مدينتي تطوان والصويرة.
ويسلط هذا الملتقى، المنظم بمبادرة من جماعة تطوان وجماعة الصويرة وجامعة عبد المالك السعدي وجمعية الصويرة موكادور والمركز المغربي للدراسات والابحاث في الثقافة والقانون العبري (بيت الذاكرة)، وجمعية تمغربيت، الضوء على الدور الريادي الذي لعبته المدينتان في حفظ التراث المادي واللامادي للمغرب، حيث تعد كل منهما نموذجا فريدا لتلاقح الثقافات والعيش المشترك بين مختلف الأطياف الحضارية.
كما يسعى الملتقى، المنظم بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل – قطاع الثقافة – إلى إبراز التراث الأندلسي الأصيل لمدينة تطوان والانفتاح الثقافي متعدد الأبعاد لمدينة الصويرة، واللتين تجمعان بين إرث تاريخي غني وروح معاصرة تعزز القيم الإنسانية المشتركة.
وشهد الملتقى، الذي تميز بحضور مستشار جلالة الملك، الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، وعامل إقليم تطوان، عبد الرزاق المنصوري، وعدد من الشخصيات، بالتوقيع على بروتوكول اتفاق يهدف إلى إعادة تثمين مبنى المحطة الطرقية القديمة (الأزهر) بمدينة تطوان عبر إحداث جامعة علوم الثقافة والتراث تطوان-الصويرة.
وتسعى هذه المبادرة الأكاديمية الثقافية، الأولى من نوعها في إفريقيا، إلى تعزيز البحث الأكاديمي في مجال التراث الثقافي، وربط جسور التعاون الثقافي بين المغرب ودول العالم، مع الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة تطوان.
في كلمة بالمناسبة، أبرز الرئيس المؤسس للمركز المغربي للدراسات والابحاث في الثقافة والقانون العبري، عبد الله أوزيتان، أن تنظيم هذا الملتقى وإحداث جامعة علوم الثقافة والتراث تطوان-الصويرة يجسد عزم والتزام الشركاء من أجل المضي قدما لإعلاء ثقافة التنوع.
وأشار إلى أن هذه المشاريع تنبثق من دينامية متواصلة بين تطوان والصويرة، المدينتن الألفيتن، منوها بأنه من خلال مبادرات من هذا القبيل، تعمل المدينتان معا من أجل بث، انطلاقا من المملكة المغربية، رسالة مفعمة بقيم السلام والتسامح واحترام ثقافة الآخر.
من جهته، اعتبر رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، أن هذا الحدث يجسد قيم التنوع الثقافي والحضاري والتي تشكل جزءا من الهوية المغربية المتعددة، مذكرا بأن تطوان، بإرثها الأندلسي الأصيل، والصويرة، بروحها الثقافية الفريدة، نموذجان بارزان للتعايش والاندماج بين الثقافات والحضارات، وتعزيز قيم السلام والتسامح والعيش المشترك بين مختلف الديانات.
كما أبرز أن تثمين المحطة الطرقية القديمة بتطوان، والذي طال انتظاره من قبل سكان المدينة، سيمكن من إحداث بناية أكاديمية فريدة من نوعها، وسيساهم في إشعاع وإتاحة اكتشاف التراث المغربي على الصعيدين الوطني والدولي.
أما رئيس جماعة تطوان، مصطفى البكوري، ورئيس جماعة الصويرة، طارق عثماني، فقد أشادا بإبرام هذه الشراكة بين المدينتين، والتي ستمكن من إحداث جامعة ثقافية من شأنها تقديم قيمة مضافة حقيقية للتنمية الثقافية، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، والمساهمة في تمتين العلاقات بين المدينتين التاريخيتين.
كما شهد الملتقى تكريما خاصا للسيد أندري أزولاي، تقديرا لدوره البارز في دعمه المتواصل للمبادرات الثقافية التي تبرز الهوية المغربية المتنوعة، وفي تعزيز قيم السلام والتسامح والعيش المشترك.
وتخللت الملتقى سهرة فنية أندلسية أحياها جوق تطوان للموسيقى الأندلسية بقيادة الفنان فهد بنكيران، والفنان بلال الهواج، وبمشاركة الفنانة بهاء الروندة، والفنان نور الدين الطاهري.
يذكر أن هذا الحدث الثقافي الفريد سلط الضوء على التراث الأندلسي، بوصفه أحد أعمدة الهوية الثقافية المغربية، وعاملا لتعزيز قيم العيش المشترك والسلام.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.