تتويج صناع تقليديين في النسخة الثانية من الكنوز الحرفية المغربية

قبل 17 ساعة

تم، أمس الاثنين بالرباط، تتويج صانعات وصناع تقليديين، خلال حفل انطلاق النسخة الثانية من برنامج “الكنوز الحرفية المغربية”، التي نظمت تحت شعار “حاملو المشعل، احتفالا بالصناعة التقليدية المغربية”.

وذكر بلاغ لكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن هذا اللقاء الذي ترأسه مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، وكاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، برفقة وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، وممثل مكتب اليونسكو الإقليمي للدول المغاربية، إيريك فلات، شكل مناسبة أيضا لتوزيع الشواهد على الشباب المستفيدين من التكوين في هذا المجال.

وأوضح المصدر ذاته أن حفل هذه النسخة الثانية يعتبر امتدادا للنسخة الأولى التي نظمت سنة 2023، وشهدت نجاحا متميزا، حيث عرفت تصنيف 7 صناع تقليديين كـ “كنوز حرفية مغربية”، لتلقين معارفهم ومهاراتهم على مدى 9 أشهر لـ 57 من الشباب الناشئ، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بكل من الصناع والصانعات عبد القادر الورياغلي عن الإستبرق/البروكار، ومحمد المسال عن الزليج التطواني، وبوشتة الديواني عن صناعة الآلات الموسيقية (العود)، وهشام السقاط عن السروج المطرزة، ولطيفة منتبه عن البلوزة الوجدية، وزهرة بنميرة عن الطرز السلاوي، وجيلة مزي عن نسج الخيام.

كما تميزت فعاليات النسخة الثانية بتوزيع شواهد الاعتراف لفائدة 10 صانعات وصناع تقليديين تم تصنيفهم ككنوز حرفية مغربية، من أجل تكوين 100 من الشباب، ويتعلق الأمر بكل من حفيظة بوتعدال عن القفطان الرباطي، وجليلة عميرو عن المصنوعات النباتية للجنوب، وأسامة موقمير عن التراب المدكوك، واحماد باحسين عن الطاطاوي، وعبد الجليل بسيس عن الدك الصويري، وخالد موسو عن اللبادة، ومحمد الدقاقي عن الجلد الزيواني، وعبد الحق بلمليح عن خزف مكناس، وحسن حطوش عن صناعة المنافيخ، ومحمد الفاطني عن السطرمية الجلدية المطرزة.

وحسب البلاغ، أكد السيد أزولاي أن “المغرب يجسد اليوم الغنى المتميز وتنوع وإبداع خبراته”، معبرا عن امتنانه لإشراكه في هذا الحدث “الذي سيبقى في التاريخ كموعد للتميز والصمود الذي يترجم بشكل جلي إصرار كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني على توفير كل سبل النجاح لهذه الضرورة الملحة المتمثلة في نقل الموروث الضارب في العراقة لحرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض إلى الأجيال الصاعدة”.

وشدد على أن “هذه المقاربة، التي تتجاوز مجرد محاولة للحفاظ على الذات إلى الانخراط في دينامية استراتيجية طموحة ومستدامة جاءت نتيجة شراكة متميزة مع اليونسكو بغاية الحفاظ على حرف الفنون التقليدية التي تشكل صلب تراثنا اللامادي والترويج لها”.

وذكر مستشار جلالة الملك بأن كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني “تمكنت مرة أخرى من الارتقاء بالمغرب إلى مصاف الدول المتفوقة في هذا المجال”، مبرزا في السياق ذاته أن دولتين فقط تتحقق فيهما شروط الأهلية لهذا البرنامج، وهما المغرب والهند.

من جانبه، قال السيد السعدي إن الصناعة التقليدية هي “مرآة للهوية الثقافية والذاكرة الجماعية الوطنية، وانعكاس لعبقرية الصانع التقليدي الذي يحمل بين أنامله مهارات عريقة وإرث فني وحضاري”، مضيفا أن القطاع “يعمل على الحفاظ على هذا الموروث عبر الانخراط الدائم في هذا البرنامج المعني بحماية التراث، وعبر إعطاء دفعة قوية للصناعة التقليدية في جميع ربوع المملكة”.

وأضاف أن “كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني تحمل على عاتقها الحفاظ على هذا التاريخ، ومنخرطة من أجل بذل جميع الجهود للمضي قدما بهذه المهن، لا سيما وأن العديد منها معرض للزوال”.

حضر هذا اللقاء سفراء، وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي بالمغرب، وممثلي البرلمان بغرفتيه، ومديرات ومديري مؤسسات عمومية، إضافة إلى ممثلي القطاعات الوزارية، ورؤساء غرف الصناعة التقليدية بالمغرب.

وأشار البلاغ إلى أن برنامج “الكنوز الحرفية المغربية”، الذي وضعته كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بشراكة مع منظمة اليونسكو، يعتبر متعدد الأبعاد لكونه يساهم في المحافظة على التراث الثقافي غير المادي المرتبط بالحرف التقليدية المهددة بالزوال، والاعتراف بالصانعات والصناع التقليديين الحاملين للمعارف والمهارات المرتبطة بهذه الحرف من أجل تلقينها للشباب الناشئ، وبالتالي خلق أنشطة مدرة للدخل للمساهمة في إنعاش الاقتصاد الوطني.

و م ع

آخر الأخبار