خمسة أسئلة لمدير المديرية الوطنية للتحكيم رضوان جيد

قبل يوم واحد

خص مدير المديرية الوطنية للتحكيم، رضوان جيد، وكالة المغرب العربي للأنباء بحديث، تناول فيه وضعية التحكيم في المغرب والتحديات المطروحة أمامه خصوصا مع تولي جيل جديد من الشباب إدارة مباريات مختلف مسابقات وأقسام كرة القدم الوطنية.

وتطرق السيد جيد في هذا الحديث، للأسباب والعناصر التي تحكمت في هذا التوجه الجديد نحو التشبيب، والمجهودات المبذولة بخصوص التكوين والتقييم والمواكبة للحكام المغاربة.

كما تحدث عن الانتقادات التي تسجل خلال إدارة بعض المباريات، ومنهجية المديرية الوطنية للتحكيم للتعاطي معها، والعلاقة مع باقي الشركاء في منظومة كرة القدم الوطنية.

* وضعتم الثقة مع بداية الموسم الكروي الجاري فى حكام جدد لإدارة مباريات البطولة الاحترافية، ما هي الظروف التي فرضت هذا التوجه الجديد؟

— بداية، أعتقد أنه من الضروري التنويه إلى كوننا نراهن كثيرا على ورش التشبيب، وفي هذا الإطار يمكن القول أننا نشتغل بمنظور جديد يعتمد على تصحيح بعض النقائص. وهنا لابد من التذكير أن معدل الأعمار في صفوف الحكام المغاربة كان كبيرا نسبيا وخصوصا في البطولة الاحترافية بقسميها الأول والثاني، وبالتالي كان من الضروري الاشتغال على ورش تخفيض هذا المعدل.

مع بداية الموسم الكروي الجاري حاولنا منح الثقة والفرصة لمجموعة من الشباب الذين كانوا يمارسون ضمن الأقسام الدنيا، واعتمدنا التدرج في إدماجهم رغم صعوبات البداية في التأقلم مع أجواء وضغوطات البطولة الاحترافية. ومع مرور المباريات يمكنني التأكيد بأن هؤلاء الحكام الشبان تأقلموا جيدا مع الأوضاع وتحسن مردودهم كثيرا.

* كيف تقيمون أداء الحكام المغاربة في مختلف المسابقات الكروية ببلادنا؟

— أكيد هناك بعض الهفوات والأمور التي يجب تصحيحها، لكن على العموم هناك أمور جد إيجابية يجب تثمينها، ونحن مطالبون بتقديم الدعم الكافي للجيل الجديد من الحكام ومنحهم الثقة ليبرزوا امكانياتهم، لذلك فأنا راض عن المستوى العام للتحكيم المغربي بدليل أننا لم نشهد انتقادات كثيرة خلال الدورات الخمس الأخيرة من البطولة الإحترافية، وهذا مؤشر قوي على أننا في الطريق الصحيح. وهدفنا أن نساهم من موقعنا في تطور كرة القدم الوطنية إلى جانب باقي الشركاء والمتدخلين.

* كيف تدبرون ملف إعداد ومواكبة وتكوين الحكام المغاربة، وما هي الآلية التي تعتمدونها لمراقبة مردودهم وتقييم جودة عملهم؟

— يمكنني القول بأننا نولي ورش التكوين والتكوين المستمر أهمية بالغة، فعلاقة بالقوانين والتعديلات التي طرأت على اللعبة، نظمنا العديد من الدورات التكوينية قبل بداية الموسم الكروي همت جميع الحكام الذين يمارسون على الصعيد الوطني بمن فيهم حكام النخبة والهواة وكرة القدم النسوية والشاطئية وكرة القدم داخل القاعة.

وانسجاما مع مشروعنا لتطوير التحكيم استحدثنا دورات تكوينية بهدف تقييم العمل الذي أنجز واخترنا أن يتم تنظيمها بعد كل 10 دورات من مختلف الأقسام والبطولات، كما نظمنا تدريبا لحكام النخبة 1 و 2، ستليه تدريبات أخرى في قادم الأيام، من أجل الوقوف على بعض الهفوات وتصحيحها، وكذلك تقييم وتثمين النقط الإيجابية لتحسين المردودية ورفع مستوى التحكيم بمختلف المسابقات والأقسام.

كما أننا نشتغل بمنهجية واضحة بخصوص مواكبة وتقييم عمل الحكام، وفي هذا الإطار نعتمد على العمل الكبير الذي يقوم به مراقبو الحكام، رغم الخصاص الكبير في عدد هؤلاء المراقبين، وهو ما نسعى مستقبلا لتجاوزه.

وكما تعلمون يتم أسبوعيا تعيين مراقبين يشتغلون على إنجاز تقارير حول أداء الحكام وتنقيط هذا الأداء . وبناء على هذه التقارير نتخذ القرارات وفي بعض الأحيان تكون هناك توقيفات نتعمد عدم الإعلان عنها للعموم. وفي نهاية الموسم يكون التصنيف التراكمي لهؤلاء الحكام الذي على ضوئه يتم اتخاذ قرارات منح الصفة الدولية أو الإعادة إلى أقسام أدنى.

* ما تقييمكم لاعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد “الفار” بالمغرب وكيف تتفاعلون مع بعض الانتقادات التي يتعرض لها الحكام؟

— المغرب من بين الدول الأوائل التي اختارت تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد “الفار”، لكن من الضروري التأكيد على أن المتحكم في هذه التقنية هو العنصر البشري، وبالتالي يكون دائما هناك هامش للخطأ، ومن جهتنا نحاول التقليل ما أمكن من الأخطاء عبر تنظيم العديد من التداريب لتطوير العمل بهذه التقنية. ويمكننا القول بأن مستوى التحكيم المغربي بخصوص تقنية الفار لا بأس به، بدليل مشاركة العديد من حكامنا بكأس العالم وهناك العديد منهم سيشاركون في كؤوس العالم المقبلة في مختلف الفئات السنية.

بخصوص الضغوط الناجمة عن الانتقادات يمكن القول بأنه من غير الممكن عزل الحكام عن النقاش الدائر حول الأداء التحكيمي للعديد من المباريات لأننا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا تظهر شخصية الحكم وقدرته على التعاطي مع الضغوط التي تتسبب فيها هذه الاحتجاجات. ما يمكنني تأكيده هو أنه أثناء المباريات ينغمس الحكم في الأجواء ولا يصب اهتمامه على ما يحدث خارج رقعة الملعب، ومع ذلك نحاول قدر الإمكان مواكبة الحكام عبر تقديم نصائح وتوجيهات بضرورة تجنب التأثيرات المحتملة لهذه الانتقادات .واعتقد بأن حكامنا اليوم لهم من التجربة وقوة الشخصية ما يجعلهم بمنأى عن هذه التأثيرات.

* كيف تنسقون مع باقي شركائكم داخل منظومة كرة القدم الوطنية؟

— هناك تواصل دائم وتنسيق محكم مع مختلف العصب (الاحترافية الهواة ..) لأن هذه الأجهزة هي التي تشرف على مختلف المسابقات وتتكفل بالبرمجة، لكن أود التأكيد على أن هناك استقلالية تدبيرية كاملة لمديرية التحكيم عن هذه الأجهزة وبالتالي نشتغل بمنطق تشاوري خدمة لصالح كرة القدم الوطنية.

و م ع

آخر الأخبار