المؤتمر ال14 لوزراء التربية والتعليم العرب بالدوحة يحدد مداخل تعزيز التعليم الشامل بالعالم العربي
![المؤتمر ال14 لوزراء التربية والتعليم العرب بالدوحة يحدد مداخل تعزيز التعليم الشامل بالعالم العربي](https://www.maroc24.com/wp-content/uploads/2025/01/الألكسو-850x560.jpg)
توج المؤتمر ال14 لوزراء التربية والتعليم العرب، الملتئم على مدى ثلاث أيام بالدوحة، أشغاله اليوم الثلاثاء باعتماد وثيقة رئيسية تحت عنوان ” “التعليم الشامل وتمكين المعلمين: رؤية استراتيجية للتربية في الوطن العربي” والتي تحدد مداخل تعزيز التعليم الشامل كأحد الركائز الأساسية لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص في الممارسة التعليمية.
وحددت الوثيقة التي أعدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، والتي تستند في جوهرها إلى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لاسيما الهدف الرابع بضمان التعليم الجيد والشامل بحلول 2030 ، الهدف من التعليم الشامل في بناء بيئات تعليمبة دامجة تراعي تنوع احتياجات جميع الطلبة بما في ذلك ذوو الإعاقة وتتيح لهم فرصا متكافئة للنمو الاكاديمي والاجتماعي والنفسي .
وأكدت الوثيقة أن فلسفة التعليم الشامل تعتمد على إزالة جميع العوائق التي تحول دون المشاركة الفاعلة للطلبة في بيئات تعليمية موحدة مع التركيز على تطوير ممارسات تربوية توائم وتدعم الشمول مع التأكيد على اهمية دور المعلمين في تحقيق التعليم الشامل على اعتبار أن نجاح العملية التعليمية الدامجة يعتمد على تأهيل المعلمين وتدريبهم بطرق حديثة ومبتكرة وذلك من خلال إعداد برامج تدريبية مستمرة وتنفيذها لتقوية قدراتهم في التعامل مع الطلبة ذوي الاعاقة والتركيز على المهارات الرقمية التي تمكنهم من استخدام التكنولوجيا بكفاءة واقتدار.
وارتباطا بالجانب التكنولوجي والتطورات المتسارعة التي يعرفها هذا المجال نصت الوثيقة على ضرورة الاستفادة من هذه الزخم التكنولوجي ، وذلك في انسجام تام مع الدعوة التي أطلقها المغرب عبر السيد محمد سعد برادة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة ، اليوم خلال الجلسة الوزارية للمؤتمر والتي أكد من خلالها على ضرورة بلورة استراتيجية عربية لتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية .
وأكد الوزير في كلمة ألقاها ، نيابة عنه، السيد يونس السحيمي الكاتب العام للوزارة رئيس الوفد المغربي المشارك في المؤتمر ، أنه يتعين جعل الذكاء الاصطناعي رافعة أساسية للنهوض بأنشطة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي ،من خلال جعلها متاحة الولوج بشكل أكبر، وفعالة وملائمة لحاجات مختلف فئات المجتمع العربي، وكذلك من خلال بلورة أساليب جديدة ومبتكرة، ترتكز على تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي من شأنها أن تحدث فرقا كبيرا في تحقيق أهداف التعليم الشامل والجودة الشاملة في التعليم.
وأبرز أن أهمية وراهنية موضوع الذكاء الاصطناعي، تجعله يشكل مجالا رئيسيا من مجالات العمل العربي المشترك من أجل بلورة استراتيجية عربية بخصوص استخداماته الممكنة و آفاق تطويره، بما يتماشى وطموحات الأنظمة التربوية بالوطن العربي.
وإلى جانب الوثيقة الاستراتيجية فقد تمت خلال هذه الدورة مناقشة مجموعة من الوثائق التي تحدد مداخل أخرى لتعزيز التعليم الشامل ومنها وثيقة “النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم” وعرض “تقرير فني لأعمال اللجنة التوجيهية العليا الخاصة بالتعليم” وعرض “خطة تطوير التعليم في الوطن العربي 2026-2035” إلى جانب عرض “الإطار العربي المرجعي لتعزيز تعليم المواد الفنية في التعليم العام” وعرض ” الحقيبة التدريبية الخاصة بالتعليم الدامج ” المركز العربي للتدريب التربوي بدول الخليج بالشراكة مع مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن بالدوحة.
وتوجت المؤتمر أشغاله ب “إعلان الدوحة”، الذي أكد الالتزام بالمبادئ والموجهات العملية لتطوير نظم التعليم في الوطن العربي بما يسهم في بناء مجتمعات أكثر عدالة وازدهارا، مشددا على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في مجال التربية والتعليم لتحقيق التحولات المطلوبة في النظم التعليمية.
وتضمن “إعلان الدوحة” بالخصوص توصيات تدعو إلى تطوير سياسات وطنية تدعم التعليم الشامل وتضمن إدماج جميع الفئات، مع تكامل الجهود الوطنية والإقليمية لضمان استمرارية التعليم في حالات الطوارئ والأزمات، مشددا على أهمية وضع خطط لتدريب المعلمين وتطوير مهاراتهم بشكل مستمر، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية اللازمة للتعليم الرقمي وضمان وصولها إلى جميع المناطق لتقليل الفجوة الرقمية، وإنشاء برامج خاصة لدعم التعليم في حالات الطوارئ مع توفير حلول مبتكرة لاستمرارية العملية التعليمية.
وأكد ضرورة تفعيل التعاون بين الدول العربية وبناء شراكات مع المؤسسات الإقليمية والدولية للاستفادة من التجارب الناجحة، وزيادة المخصصات المالية الموجهة لقطاع التعليم وضمان استدامة المشروعات التعليمية لتحقيق التعليم الشامل، داعيا إلى دعم البحث العلمي في مجالات التربية والتعليم، وتطوير نظم تقييم شاملة لتحسين جودة التعليم ومخرجاته، وتحديث المناهج بما يتماشى مع متطلبات العصر وسوق العمل ويعزز من الإبداع والابتكار.
وتطرق الإعلان إلى تحديث البرامج الصفية واللاصفية لتعزيز قيم المواطنة والتسامح والانتماء الوطني والهوية العربية، بالإضافة إلى تعزيز تعليم المواد الفنية في التعليم العام لتنمية شخصية الطلاب وصقل مواهبهم وتعزيز قدراتهم على الإبداع والابتكار.
ومثل المغرب في هذا المؤتمر الذي انعقد تحت شعار “التعليم الشامل وتمكين المعلمين: رؤية استراتيجية للتربية في الوطن العربي” إلى جانب السيد يونس السحيمي، السادة فؤاد شفيقي، المفتش العام للشؤون التربوية بالوزارة؛ ومحمد أضرضور، مدير الموارد البشرية وتكوين الأطر ومكلف بتدبير شؤون الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة وكريم حميدوش، الأمين العام بالنيابة للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.