الدعوة إلى اعتماد المقاربة العلمية والحبكة القانونية في صياغة المواد التي يمكن أن تتضمنها مدونة الأسرة الجديدة

قبل 21 ساعة

دعا جامعيون وخبراء ومهنيون، اليوم الثلاثاء بالرباط، إلى اعتماد المقاربة العلمية والحبكة القانونية في صياغة المواد التي يمكن أن تتضمنها مدونة الأسرة الجديدة، حتى تتسم بالوضوح والفهم.

وشددوا، خلال مائدة مستديرة حول مراجعة مدونة الأسرة، نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بشراكة مع الجمعية الجهوية للاتحاد الوطني لنساء المغرب (سلا)، ومؤسسة رزان للدراسات الإستراتيجية حول الأسرة والمجتمع، على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار العديد من المحاذير كي لا يزيغ هذا المجال عن مساره السليم.

وأكدوا على الدور الذي يمكن أن تضطلع به الجامعة المغربية للإجابة على الأسئلة المجتمعية، لاسيما المتعلقة بإصلاح مدونة الأسرة، باعتبار أنها فضاء للحوار والمطارحة العلمية وتبادل الأفكار، وتعميق النقاش حول التعديلات المقترحة لإصلاح المدونة.

وحثوا الأكاديميين، بمختلف تخصصاتهم، على الانخراط في النقاش العلمي حول مراجعة مدونة الأسرة، وكذا المشاكل المرتبطة بالمحيط الاجتماعي، وتفكيك الخطاب المجتمعي الذي يظل مشروعا لكنه يفتقر للمرجعية والمنهج المؤطرين لتفاعلاته.

وبعدما أكدوا أنه لا يمكن اعتماد المقاربة الأكاديمية العميقة لقضايا الأسرة وحدها دون الاهتمام بالممارسة الميدانية، أبرزوا أن الجامعة المغربية يمكنها تقديم إجابات تمكن من تحقيق الاستقرار الأسري من خلال مقاربات متعددة وبزوايا مختلفة.

وأوضحوا أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط تولي اهتماما كبيرا بالدراسات الأسرية، علميا وأكاديميا، لكونها تضم مختلف التخصصات التي يحتاجها ذلك مع وجود شعب مثل علم النفس وعلم الاجتماع، والعلوم الشرعية، واحتضانها لمركز خاص بالدراسات الأسرية يعتمد المقاربة الشمولية ومد الجسور بين مختلف الشعب.

وشددوا على أهمية العمل على تبني خطاب أكاديمي تربوي تنصهر فيه جميع المقاربات من أجل التنبيه إلى المغالطات التي قد تطرح في النقاشات العامة، بغية التوجيه العلمي الرصين لمعالجة القضايا المرتبطة بمراجعة مدونة الأسرة.

وجرى خلال هذا اللقاء استعراض مختلف المراحل التي قطعها ورش مراجعة مدونة الأسرة.

يذكر أن هذه المائدة المستديرة تأتي لتعميق النقاش بخصوص التعديلات المقترحة لمراجعة مدونة الأسرة، والانخراط الأكاديمي للجامعة في المطارحة العلمية لهذه التعديلات بغية الإجابة على الأسئلة المطروحة، وتصحيح مجموعة من المغالطات المتعلقة بالمقترحات المقدمة لإصلاح المدونة.

و م ع

آخر الأخبار

التغيير الاجتماعي وانعكاساته على دينامية العلاقات الأسرية” إصدار جديد للباحث ادريس بن العربيصدر حديثا عن دار الإحياء للنشر والتوزيع، كتاب جديد للباحث ادريس بن العربي بعنوان “التغيير الاجتماعي وانعكاساته على دينامية العلاقات الأسرية”. ويتوزع هذا العمل الواقع في 186 صفحة من القطع المتوسط، على ثلاث أجزاء تتناول تباعا “قيم المساواة والتشارك والمسؤولية في الأسرة”، و”الاختيار للزواج والتغير الاجتماعي، قيم الحرية والاستقلالية عن سلطة الآباء والمجتمع”، و”تدبير المآزم العلائقية بين الأزواج، التحول السوسيولوجي في العلاقات الأسرية”. ويرصد الباحث من خلال هذا المؤلف انعكاسات التحولات الاجتماعية على دينامية العلاقات الأسرية، من حيث تمثلها لهذه التحولات واستيعاب قيمها والتكيف مع معطياتها أو مجابهتها والصراع معها والتحايل عليها، وذلك تبعا لسيرورة التغيير التي يشهدها المجتمع المغربي والتي طالت أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما يرصد المؤلف أشكال التطابق والتفاوت الحاصلة بين التمثلات والمواقف والتحولات التي تعرفها العلاقات الأسرية في الواقع وتفاعلها مع النموذج العلائقي الذي ترسم قواعده مدونة الأسرة الجديدة والرامي إلى بعث دينامية جديدة للعلاقات الأسرية تنبني على قيم المساواة والإنصاف والتكافؤ بين الزوجين. ويتوقف الكاتب في خضم ذلك عند السياقات الاجتماعية والثقافية التي تحول دون تجديد الوعي والسلوك في هذه العلاقات. وبحسب الكاتب، فإن هذه التحولات قد انعكست نتائجها على الأسرة، سواء على مستوى البنية والمكونات أو على مستوى العلاقات بين أفرادها، حيث أخذت بعض الأنماط العلائقية العائلية الجديدة تفرض نفسها بقوة كالمساواة في بعض الأدوار والمكانات والقرارات، سيما مع تعلم المرأة وولوجها لسوق الشغل وعلاقتها الجديدة بالفضاء العام. يشار إلى أن الباحث ادريس بلعربي أستاذ علم الاجتماع بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، وصدرت له عدة أبحاث ومقالات علمية في مجلات وطنية ودولية. كما صدرت لبلعربي دراسات في كتب جماعية من قبيل كتابي “قراءة وتحليل في فكر فاطمة المرنيسي.. الديناميكية العلائقية بين الرجل والمرأة ضمن كتاب (ما وراء الحجاب، الجنس كهندسة التكافؤ، اجتماعية)”، و”الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب.. مسيرة التحول (حالة الريف والأطلس المتوسط)”.

Maroc24
قبل 16 دقيقة