تاونات: تعبئة جهوية من أجل جعل الإقليم قطبا اقتصاديا هاما

قبل 12 ساعة

انعقد، مؤخرا بتاونات، لقاء التأم فيه مختلف الفاعلين بهدف تعزيز دينامية الاقتصاد المحلي وجعل الإقليم نموذجا تنمويا مستداما.

وشكل هذا اللقاء، الذي ترأسه والي جهة فاس – مكناس، عامل عمالة فاس، معاذ الجامعي، مناسبة لإبراز المؤهلات التي يزخر بها الإقليم، والدعوة إلى تعبئة جماعية من أجل تثمين هذه المؤهلات.

وفي كلمة بالمناسبة، شدد السيد الجامعي، بالخصوص، على ضرورة استكمال المشاريع المهيكلة التي يأتي في مقدمتها تثنية الطريق الوطنية رقم 8، التي تعتبر محورا استراتيجيا يربط بين فاس وتاونات.

وأكد أن تثنية هذه الطريق تكتسي أهمية كبيرة في فك العزلة عن الإقليم، وتعزيز انسيابية المبادلات وإدماج تاونات في محيطها الجهوي والوطني، والمساهمة،بالتالي، في استقطاب الاستثمارات الضرورية لتنميتها. وأشار أيضا إلى أن إحداث مناطق الأنشطة الاقتصادية والصناعية يسير بشكل جيد، من خلال مشاريع منجزة أو في طور الإنجاز بكل من مدن تيسة وغفساي وقرية ابا محمد.

وأوضح أن هذه المناطق تشكل منصات مهمة للغاية لاستقبال المستثمرين والمساهمة بفعالية في خلق فرص الشغل وتعزيز دينامية النسيج الاقتصادي المحلي.

وسجل المسؤول أن إقليم تاونات يزخر بمؤهلات طبيعية وسياحية وفلاحية مهمة، تؤهله ليصبح قطبا اقتصاديا رئيسيا. ومن بين المشاريع المهيكلة بالإقليم، أشار السيد الجامعي إلى إنجاز سدي “سيدي عبو” و “الرتبة”، وكذا تطوير مدارات سياحية حول البحيرات والجبال.

وأكد السيد الجامعي أن “نجاح مقاربتا يرتكز على تضافر جهود الجميع، سواء تعلق الأمر بالسلطات او المستثمرين أو المجتمع المدني”، مسجلا أن إقليم تاونات بفضل موارده المائية المهمة ومؤهلاته الطبيعية الفريدة وموقعه الجغرافي، يتعين أن يصبح نموذجا للتنمية المندمجة”.

وأكد أن هذه المبادرات تتماشى مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى النهوض بالاستثمار وتحفيزه، باعتباره رافعة أساسية للتنمية السوسيو – اقتصادية. وأشار السيد الجامعي إلى أن جهة فاس – مكناس تعد من بين أكبر جهات المملكة من حيث التعداد السكاني والتي تتمتع بمعدل نمو واعد، غير أنه يجب العمل على تعزيزه من خلال مشاريع ملموسة وانخراط أكبر للقطاع الخاص. كما سلط الضوء على المؤهلات الفلاحية التي يزخر بها إقليم تاونات، الذي يعتبر من ضمن أكثر أقاليم المملكة دينامية في هذا المجال، لاسيما بفضل زراعة النباتات العطرية والطبية. وسجل أن القطاع الفلاحي، إلى جانب الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، يمكن أن يضطلعا بدور هام في خلق فرص الشغل، خصوصا لفائدة النساء، وتثمين المنتوجات المحلية. من جهته، أكد عامل إقليم تاونات صالح داحا أن هذا اللقاء يأتي تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى تحفيز وتشجيع الاستثمار.

كما استعرض المؤهلات الهامة التي يزخر بها الإقليم، لاسيما السياحية، من خلال المناظر الطبيعية المتنوعة، والموارد المائية الهامة، من بينها سدي “سيدي عبو” و “الرتبة” اللذين يوجدان في طور الإنجاز، وكذا المواقع التي تحظى بالاهتمام مثل منتجع بوعادل.

وأكد أيضا على أهمية الاستغلال الأمثل لهذه المؤهلات بشراكة مع القطاع الخاص، من أجل جعل الإقليم قطبا سياحيا رئيسيا يساهم في خلق فرص الشغل لفائدة الشباب. كما سلط السيد داحا الضوء على المشاريع السوسيو – اقتصادية التي يعرفها الإقليم في إطار مختلف البرامج القطاعية، لاسيما المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبرنامج التنمية الجهوية.

وأكد على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي، فضلا عن مشاريع أخرى مهيكلة مثل المستشفى الإقليمي متعدد التخصصات بمنطقة ساحل بوطاهر.

كما سلط عامل الإقليم الضوء على الجهود المبذولة في مجال التأهيل الترابي والتطهير السائل وتأهيل المراكز الصاعدة، مؤكدا على عزم العمالة على إنعاش قطاعات السياحة والرياضة والثقافة والصناعة التقليدية، باعتبارها رافعات أساسية للتنمية المحلية. ومن جانبه، استعرض رئيس مجلس جهة فاس مكناس، عبد الواحد الأنصاري، مختلف المشاريع المنجزة والمبرمجة من طرف مجلس الجهة على مستوى إقليم تاونات، مؤكدا استعداد المجلس لبرمجة مشاريع جديدة تستجيب لطموحات الساكنة، بالتعاون مع مختلف الشركاء.

وجرى هذا اللقاء، الذي يندرج ضمن سلسلة اللقاءات التواصلية المنظمة على المستوى الجهوي، بحضور رئيس المجلس الإقليمي، ونواب ومستشاري الإقليم بالبرلمان ورئيس غرفة الصناعة التقليدية، ورؤساء الجماعات الترابية والفاعلين الاقتصاديين.

و م ع

آخر الأخبار