خريبكة.. تسليم مشاريع مدرة للدخل لسجناء سابقين منخرطين في برنامج (مصالحة)

نظمت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، اليوم الخميس بخريبكة، حفل تسليم مشاريع مدرة للدخل لفائدة 19 شخصا مفرج عنهم من مختلف جهات المملكة، ممن استفادوا من برنامج (مصالحة).

وقد أخذت هذه المشاريع، التي رصد لها غلاف مالي يفوق 1.2 مليون درهم، في الاعتبار زمن قضاء المستفيدين عقوبات سالبة للحرية ومؤهلات ومهارات كل منهم، ومدى جدوى المشروع سواء كان ذا صبغة مهنية أو خدماتية أو تعلق بالتجارة أو المطعمة.

ويدمج المشروع، ضمن مقاربة تشاركية ونظام تكاملي، بين محور التصالح مع الفئات ومع المجتمع ومع النص الديني وفك الارتباط مع خطاب العنف والكراهية بما يعزز الأمن الوقائي من جهة، وبين الإعداد للانخراط في الإدماج السوسيوـاقتصادي للأشخاص المعنيين من جهة أخرى.

وجرى هذا الحفل بحضور الكاتب العام لعمالة إقليم خريبكة مصطفى الحصار، والمنسق العام لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء عبد الواحد جمالي الإدريسي، وشركاء المؤسسة.

وأكد السيد جمالي الإدريسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المبادرة تمثل مرحلة جديدة في عملية التكفل بالنزلاء داخل المؤسسات السجنية وفق الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعية إلى الاهتمام وتقديم الدعم الاجتماعي النوعي لفئة السجناء السابقين.

وذكر بأن المؤسسة ملتزمة، بشكل فعال، بتسهيل إعادة الإدماج الاجتماعي للسجناء وإشراكهم في الدورة الاقتصادية؛ موضحا أن برنامج (مصالحة) يعتمد مقاربة تشاركية وتكاملية بهدف تعزيز المصالحة مع الذات ومع المجتمع ومع النصوص الدينية، مع تقوية الاندماج السوسيوـمهني للأشخاص المعنيين.

كما أشاد المنسق العام للمؤسسة بالعمل الذي يقوم به كافة الشركاء في مجالات التكوين المهني والتربية والصحة، الذين يساهمون بفعالية في هذا البرنامج، منوها بالتجربة المغربية الفريدة من نوعها والقائمة على مصالحة الفرد مع المجتمع واندماجه، مما يميزها عن المبادرات الأخرى المماثلة.

ومن جانبه، أشار السيد الحصار، في كلمة بالمناسبة، إلى أن هذه المبادرة المتمثلة في توزيع مشاريع مدرة للدخل لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية المفرج عنهم والذين كانوا موضوع برنامج (مصالحة) يستمد ف لس فت ه من البعد المتعلق بالتأهيل السوسيوـاقتصادي.

وتابع أن البرنامج يروم تأهيل السجين للعودة للمجتمع بمؤهلات ذاتية ت م ك ن ه م ن الاندماج الاقتصادي والاجتماعي؛ معتبرا إياه مقاربة تجسد “أسمى آيات التسامح والصفح الجميل”.

وعلى هامش هذا الحفل، نظمت المؤسسة حملة طبية لفائدة النساء نزيلات بسجن خريبكة، فضلا عن مبادرات أخرى مماثلة لفائدة النساء والأحداث، نزلاء سجني بني ملال وخريبكة.

ومن خلال مثل هذه المبادرت، تعمل مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء على النهوض بالبرامج الإدماجية التي يسهر عليها جلالة الملك لفائدة المواطنين من نزلاء الفضاءات السجنية باعتبارها محطة ثانية وفرصة جديدة للتعافي والتأهيل والإصلاح أثناء سريان العقوبة السالبة للحرية، قبل أن تستكمل بعد الإفراج بمصاحبة لاحقة طلبا لإدماج مثمر في النسيج الاجتماعي والاقتصادي، يثني عن العود إلى الجريمة ومحاصرة محاضنها.

ويعتبر (مصالحة) برنامجا تنفذه كل من مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وبتعاون مع خبراء متخصصين في المجال.

و م ع