فاس.. أكاديميون وخبراء يشيدون بالمكتسبات الكبيرة التي تحققت في مجال النهوض بالأمازيغية
أشاد ثلة من الأكاديميين والخبراء والباحثين، خلال ندوة علمية نظمتها المدرسة العليا للأساتذة بفاس، اليوم الخميس احتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975، بالمكتسبات العديدة والكبيرة التي تحققت في مجال النهوض بالأمازيغية.
وبالمناسبة، أشاد المفكر المغربي والباحث، حسن أوريد بالمكتسبات العديدة التي تحققت لفائدة اللغة الأمازيغية بالمملكة، ومن بينها، على الخصوص، إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإدماج هذه اللغة في الإعلام.
كما تتمثل هذه المكتسبات، يضيف الأستاذ أوريد، في الاعتراف بالطابع الرسمي للغة الأمازيغية، إضافة إلى القرار الملكي السامي بإقرار 14 يناير من كل سنة رأسا للسنة الأمازيغية وعطلة رسمية مؤدى عنها.
وبعدما أكد أن الأمازيغية تعتبر قاسما وإرثا مشتركا لجميع المغاربة يرتبط بالشخصية المغربية، أبرز المفكر المغربي أهمية الحفاظ على اللغة الأمازيغية والاهتمام بها بشكل أكبر.
وسجل أن الأمازيغية تعتبر من بين أهم مرتكزات الهوية والشخصية المغربية، مما يتطلب تعزيز معرفتها وتعلمها، مشيرا في السياق ذاته إلى أن العديد من المفردات والمصطلحات المتداولة في الدارجة المغربية أصلها أمازيغي مما يعكس التجذر الكبير لهذه اللغة.
وأكد السيد أوريد، أيضا، على “ضرورة أن تكون اللغة الأمازيغية في خدمة الهوية الوطنية شأنها في ذلك شأن اللغة العربية، وأن يكون الإطار الجامع هو الوطنية”.
من جهته، أكد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، مصطفى إجاعلي، أن إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها، يعكس العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها.
وشدد السيد إجاعلي على أهمية الرافد الأمازيغي بالإضافة إلى مختلف الروافد الأخرى التي تلاحمت وانصهرت فيما بينها عبر العصور لتخلق الشخصية المغربية المتفردة بأصالتها الغنية بتنوعها والقوية بانفتاحها.
وأشار إلى أن جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس كانت من أوائل الجامعات المغربية التي أحدثت مسالك للدراسات الأمازيغية سواء على مستوى الإجازة أو الماستر، وقامت أيضا بفتح شعبة خاصة باللغة الأمازيغية.
وتابع السيد إجاعلي أن جامعة فاس تضم، أيضا، تكوينات تدرس باللغة الأمازيغية وأولت عناية خاصة لهذه اللغة على مستوى البحوث ومشاريع نهاية الدراسة، وجعلتها من بين محاور البحث بالمختبرات المعتمدة على مستوى الجامعة.
ومن جانبه، قدم الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مصطفى الصغير، لمحة حول المنصة الإلكترونية التي أطلقها المعهد لتعلم اللغة الأمازيغية عن بعد “موك إركام” (MOOC IRCAM ).
وأكد أنه جرى تصميم هذه المنصة، التي تتيح الولوج المجاني، وفق رؤية تربوية وبيداغوجية تراعي الخصوصيات الجهوية للأمازيغية بتعبيراتها الثلاثة (تاريفيت- تامازيغت- تاشلحيت).
وتابع أن هذه المنصة تتميز بسهولة الاستخدام وتحتوي على دروس متعددة من أجل تعلم واكتساب المعارف والكفايات الأساسية المرتبطة باللغة الأمازيغية، وتعزيز المهارات التواصلية.
أما زهير سويرتي، الطبيب المختص في الجهاز العصبي، والأستاذ بكلية الطب والصيدلة بفاس، فأشاد بدوره بالمكتسبات العديدة التي تحققت لفائدة اللغة الأمازيغية وتعزيز حضورها بشكل أكبر في الإعلام.
وأكد، في السياق ذاته، على ضرورة تعزيز الاهتمام بها والنهوض بتدريسها والتأليف بها، باعتبارها إرثا مشتركا لجميع المغاربة.
ويأتي تنظيم هذه الندوة، التي حملت شعار “العلوم والثقافة الأمازيغية وسؤال الهوية”، في إطار احتفاء جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس برأس السنة الأمازيغية 2975.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.