22 يناير 2025

وكالات الأنباء فاعل رئيسي في المرونة الصحية لإفريقيا (رئيس الفدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء)

Maroc24 | إفريقيا |  
وكالات الأنباء فاعل رئيسي في المرونة الصحية لإفريقيا (رئيس الفدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء)

أكد رئيس الفدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد فؤاد عارف، اليوم الأربعاء بسلا، أن وكالات الأنباء، بالإضافة إلى دورها المزدوج المواطن والعملي، تتموقع كفاعل رئيسي في المرونة الصحية للبلدان الإفريقية.

وأبرز السيد عارف، خلال افتتاح الجمعية العامة الثامنة للفدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء، التي تنعقد حول موضوع “وكالات الأنباء الإفريقية كرافعات لتعزيز السيادة الصحية للقارة”، أنه “من خلال الجمع بين هذين الدورين، تتموقع وكالات الأنباء كفاعل رئيسي في المرونة الصحية لبلداننا، وتعزيز التماسك الاجتماعي ودعم جهود الحكومات والمنظمات الصحية”.

وقال “لقد عايشنا جميعا هذه المرونة الإفريقية خلال جائحة كوفيد-19، هذه الأزمة الصحية التي أثرت علينا كافة كانت مصحوبة بأزمة معلومات حقيقية”.

وأضاف “في الواقع، نتذكر جميعا التدفق المتواصل للأخبار الزائفة، الذي هز إلى حد ما الحياة اليومية لعشرات الملايين من المواطنين في جميع أنحاء العالم أثناء جائحة كوفيد-19. وانتشرت هذه الموجة من المعلومات المضللة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشكل أسرع من انتشار الفيروس نفسه، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى وصف هذه الظاهرة بـ “الوباء المعلوماتي”.

واعتبر رئيس الفدرالية أنه بإمكان كافة وكالات الأنباء الحاضرة أن تؤكد التعبئة النموذجية التي ميزتها خلال الأزمة الصحية، في إطار جهود حماية السيادة الإعلامية لبلداننا، مضيفا أنه يتعين الآن تظافر هذه الجهود المبذولة على المستوى الوطني وتوحيدها وتعزيزها على المستوى القاري، من أجل مكافحة مشتركة للأوبئة المعلوماتية التي لا تعرف حدودا جغرافية ولا حواجز لغوية أو ثقافية .

وذكر بأن هذا الطموح أبرزه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في رسالته الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الإفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية، في نونبر 2022 بمراكش، حيث قال جلالة الملك: “كما نتطلع لتوحيد الجهود الإفريقية في مواجهة مختلف التهديدات التي تتربص بقارتنا، والتي تتطلب منا جميعا نهج سياسات استباقية ووقائية، وتعبئة الإمكانات المتاحة، لصيانة صحة وكرامة المواطن الإفريقي”.

وأكد رئيس الفدرالية أن النقاشات التي تعرفها هذه الجمعية العامة تنسجم تماما مع هذه الرؤية الملكية، وتهدف إلى حماية الصحة وصون كرامة المواطنين الأفارقة.

وبهذه المناسبة، أعرب السيد عارف عن شكره لجميع من ساهموا في تيسير انعقاد هذا الاجتماع، لاسيما الشركاء، اللذين أكدوا ثقتهم في قوة الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية للاضطلاع بدورها كمنصة إعلامية إفريقية رائدة، مشيرا إلى أنه قبل عشر سنوات من اليوم، أعلن إحداث الفدرالية عن ولادة دينامية إفريقية جديدة في مجال الاتصال.

وأبرز أن نماذج المبادرات لجعل الخصوصيات الإفريقية في قلب تدبير المعلومة تعددت، لاسيما خلال السنة المنصرمة، مسلطا الضوء بشكل خاص على تعبئة وكالات أنباء “فابا” خلال إطلاق مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة للأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة، في نونبر الماضي بالداخلة.

وأشار إلى أن هذه المؤسسة تضطلع بدور هام، حيث تروم خلق فضاء للتبادل والشراكة لتعزيز البحث العلمي في مجال الصحة، في سياق يتلاءم مع خصوصيات القارة الإفريقية. كما تركز على تكريس التميز في تلقين علوم الصحة، من خلال اقتراح دورات تكوينية تستجيب لحاجيات القارة.

وقال إن “حدث إطلاق هذه المؤسسة بالداخلة شكل مناسبة للتطرق إلى السيادتين الإعلامية والصحية لقارتنا، واللتين هما موضوع اجتماعنا اليوم”.

وأردف “هكذا، واجهت قارتنا لفترة طويلة تحديات صحية كبرى: أمراض معدية، تفاوتات في الولوج إلى العلاجات، الاعتماد على الواردات من المواد الصيدلانية…، وقد تفاقمت هذه التحديات بشكل خاص خلال الأزمات الصحية التي شهدتها بلداننا، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، والإيبولا، والملاريا، ومؤخرا جائحة كوفيد-19 وجذري القردة. وساهمت هذه الأزمات، على الرغم من تعقيدها وفتكها في بعض الأحيان، في الكشف عن إمكانات هائلة: مرونة إفريقيا، والخبرة المحلية، والإرادة المتزايدة وغير القابلة للشك في تحقيق السيادة الصحية”.

وسجل رئيس الفدرالية أنه تم في السنة الفارطة، وخلال نفس الجمعية، الحديث عن استرجاع السيادة الافريقية في ما يتعلق بالمعلومة، واستعادة السرد القاري، مؤكدا أنه بات من الواضح اليوم أن هذا الأمر يتطلب حتما التحكم في المعلومة الصحية، وذلك من خلال الدور المزدوج الذي تضطلع به وكالات الأنباء.

وتجمع الجمعية العامة الثامنة للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية المديرين العامين للعديد من وكالات الأنباء الإفريقية، إلى جانب خبراء في مجالي الإعلام والصحة، وشخصيات بارزة من مختلف المشارب، لمناقشة حصيلة عشر سنوات على إحداث الفدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، كفضاء للتفكير حول مستقبل وكالات الأنباء الإفريقية والدور الذي يتعين أن تضطلع به خلال القرن ال21 في ما يتعلق بتنوعها وخصوصياتها.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.