عقد مجلس الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، أمس الثلاثاء، اجتماعه العادي لدورة 2024 لتدارس ومناقشة قضايا استراتيجية تتعلق بتدبير الموارد المائية في المنطقة.
وأبرز رئيس المجلس محمد العالمي أن هذا اللقاء يشكل فرصة هامة لتعزيز الحوار البناء وتوسيع دائرة النقاش حول قضايا المياه على المستوى المحلي، بما يتيح استعراض التحديات القائمة والفرص المتاحة في مجال تدبير الموارد المائية بإشراك جميع الأطراف المعنية، ويمثل خطوة أساسية نحو تبني حلول مبتكرة ومستدامة تعزز من كفاءة استغلال الموارد المائية، وتحافظ على استدامتها للأجيال القادمة.
وأشاد العالمي خلال هذا اللقاء، بالمشاريع والبرامج الحكومية الطموحة التي تم إطلاقها في مجال تدبير الموارد المائية بمنطقة نفوذ وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، والتي تشمل على الخصوص البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي 2020 – 2027، الذي يهدف إلى تأمين التزود بالماء.
وسجل في هذا الصدد أن هذه المشاريع، والتي تستند إلى رؤية استراتيجية حكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تجسد التزام الدولة القوي لمواجهة التحديات المائية، سواء عبر تحسين البنية التحتية، أو تعزيز الموارد المائية غير التقليدية، لمواجهة التحديات المرتبطة بشح المياه نتيجة للتغيرات المناخية وارتفاع الطلب على هذه المادة الحية.
وذكر بالمشاريع والبرامج التي تطلقها وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، سواء من خلال الدراسات المتقدمة التي تنجزها أو من خلال برامجها الهادفة إلى حماية الموارد المائية واستدامتها، مبرزا أن الوكالة أثبتت بفضل كفاءاتها وإمكاناتها، أنها شريك أساسي في تعزيز التنمية المحلية وتحقيق الأمن المائي.
ونوه بالمشاريع الطموحة التي أطلقها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب -قطاع الماء- في المنطقة، والتي تهدف إلى ضمان تزويد مستدام للمراكز القروية والحضرية بالماء الصالح للشرب، وتشمل توسيع المحطات وإنشاء محطات حديثة لتحلية مياه البحر على مستوى المدن والمراكز الساحلية ما يعزز من استغلال الموارد المائية المتاحة بطريقة فعالة ومستدامة، بالإضافة الى تعبئة المياه الجوفية الضرورية لتلبية احتياجات المناطق الداخلية، واستخدام تقنيات متقدمة لتحلية المياه الأجاج، مما يسهم في توفير المياه للمراكز غير الساحلية التي تعاني من ندرة الموارد المائية.
من جهة أخرى، أشاد بالمشاريع التنموية التي أطلقها قطاع الفلاحة في المنطقة، والتي أثبتت جدواها رغم التحديات المناخية القاسية التي تتميز بها المنطقة، المعروفة بطبيعتها الصحراوية وظروفها المناخية الصعبة.
وأبرز أن هذه المشاريع، تهم إنشاء مجموعة من المدارات السقوية (مشروع الجريفية وأوديت التيوس) التي ساهمت في تعزيز الفلاحة التضامنية وتحسين استغلال الموارد المتاحة بشكل مستدام، مشيرا الى أنه في إطار الجهود الرامية إلى مواجهة ندرة المياه، تم إطلاق مشروع طموح يتمثل في إنشاء محطة لتحلية مياه البحر مخصصة للأغراض الفلاحية بإقليم وادي الذهب، وهو مشروع يهدف إلى توفير مصادر مائية مستدامة بالمنطقة.
وأكد أن هذه التجربة الرائدة تمثل نموذجا ناجحا يمكن تعميمه على مستوى أقاليم نفوذ وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، من أجل تعزيز التنمية المستدامة ودعم القطاع الفلاحي الذي يعتبر ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي.
وعرف هذا اللقاء، تقديم مجموعة من العروض تمحورت حول ” الوضعية المناخية والمائية بالحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب”، و “أهم المنجزات في قطاع الماء” ، و”التوجهات الكبرى للسياسة المائية”، و” وضعية التزود بالماء الصالح للشرب بجهتي العيون الساقية الحمراء و الداخلة وادي الذهب”، و” تدبير المياه بجهة العيون الساقية الحمراء على مستوى القطاع الفلاحي”، و” عقد التدبير التشاركي للمياه الجوفية العميقة بالداخلة – إقليم وادي الذهب”.
كما تم خلال هذا اللقاء، الذي حضره والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون، عبد السلام بكرات، ورئيس جماعة العيون مولاي حمدي ولد الرشيد، وأعضاء المجلس، تقديم مشروع القانون الداخلي للمجلس، ومناقشة تمثيلية المجلس في اللجن الاقليمية للمياه.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.