انطلقت، اليوم الأربعاء بالرباط، أشغال المؤتمر الدولي الثاني للتعاون جنوب-جنوب حول تنمية الطفولة المبكرة، بمشاركة ممثلين عن وزارات التربية بمختلف الدول الإفريقية وخبراء من شتى بقاع العالم.
ويهدف هذا المؤتمر، الذي تنظمه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بشراكة مع منظمة اليونيسف بالمغرب حول موضوع “من أجل تعليم ذي جودة في مرحلة الطفولة المبكرة بإفريقيا”، إلى مناقشة محاور رئيسية تتعلق بالتخطيط والحكامة والتدبير والتمويل في مجال التعليم الأولي بإفريقيا، من خلال تحليل خدماته وانعكاساته على البيداغوجيا وتكوين وتأهيل الأطر العاملة في مجال الطفولة المبكرة.
كما يروم تعزيز دينامية الشراكات والتعاون جنوب-جنوب، وتسليط الضوء على التجارب والممارسات الفضلى لمختلف البلدان، بالإضافة إلى إعادة تأكيد التزام القارة الإفريقية بتطوير وتعزيز تنفيذ السياسات التي تخدم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
وفي كلمة بالمناسبة، قال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، إن التعليم الأولي يشكل ركيزة أساسية لتنمية المجتمعات ويضطلع بدور مهم في تنمية الطفولة، فضلا عن تأثيره الإيجابي على النمو المعرفي والاجتماعي والعاطفي للأطفال، مؤكدا أن الاستثمار في التعليم الأولي وتنمية الطفولة المبكرة بمثابة استثمار في مستقبل البلدان والقارة الإفريقية.
وبعدما استعراض مزايا التعليم الأولي وتنمية الطفولة المبكرة، أكد السيد برادة أن هذه المزايا دفعت المغرب سنة 2018، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى إطلاق برنامج وطني طموح لتعميم التعليم الأولي، والذي مكن من استفادة ما يقارب مليون طفل من تعليم أولي ذي جودة.
وذكر الوزير، في هذا الصدد، بمختلف المبادرات التي نفذتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في هذا المجال، مشيرا إلى أن الوزارة تشتغل في الميدان بشراكة وثيقة مع عدة شركاء مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي التزمت منذ سنة 2018 بإحداث 10 آلاف وحدة للتعليم الأولي همت، بالأساس، المناطق القروية.
كما أبرز أن الوزارة تستعين بمجهودات فاعلين جمعويين مرجعيين لهم دور أساسي وخبرة متراكمة في المجال من قبيل المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي ومؤسسة “زاكورة”.
وأشار، في هذا الإطار، إلى أن المبادرات المغربية في مجال التعليم الأولي تندرج في إطار التوجه الإفريقي المنصوص عليه في “إعلان الرباط” الذي توج أشغال الدورة الأولى من المؤتمر المنظم 2016 بالرباط، معتبرا أن هذا التوجه الإفريقي يؤكد على دور التعليم الأولي الأساسي في تنمية البلدان الإفريقية.
من جهته، أكد ممثل اليونيسف في المغرب، مارك فينسنت، على أهمية تنمية الطفولة المبكرة والتعليم الأولي، مؤكدا أن توفير تعليم أولي ذي جودة يمكن أن يسهم في الرفع من فرص التشغيل وزيادة التماسك الاجتماعي وتعزيز التنمية.
ونوه، في هذا الاتجاه، بميزة الشراكة بين البلدان الإفريقية في مجال التعليم، معتبرا أن التعاون المشترك من شأنه دعم وتطوير التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
كما أشاد بتجربة المغرب في مجال تنمية الطفولة المبكرة التي مكنت من ولوج 80 في المائة من الأطفال التعليم الأولي، مؤكدا أن هذه النتائج “المشرفة” تم تحقيقها بفضل الالتزام السياسي للمملكة وتخصيص التمويل اللازم لذلك.
ودعا السيد فينسنت الدول المشاركة إلى الاستفادة من تجربة المغرب في مجال تنمية الطفولة المبكرة وتعميم التعليم الأولي، لا سيما أن هذا المؤتمر يعد فرصة مهمة للنقاش وتقاسم التجارب وتعزيز التعاون جنوب-جنوب من أجل جعل التعليم الأولي ممكنا لجميع الأطفال.
ويشهد المؤتمر، الذي تستمر أشغاله إلى غاية 24 يناير الجاري، تنظيم ورشات وطاولات مستديرة وعروض ومجموعات للنقاش الموضوعاتي، بمشاركة خبراء وباحثين وممثلين عن مختلف المتدخلين في مجال التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بالقارة الإفريقية.
و م ع