إقليم سيدي إفني: وحدة التعليم الأولي بدوار آيت تغشيت، بنية تربوية لتعزيز التعليم لدى الأطفال بالوسط القروي

تشكل وحدة التعليم الأولي بدوار آيت تغشيت بجماعة أنفك التابعة لإقليم سيدي إفني، بنية تربوية نموذجية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة الأطفال لاسيما بالوسط القروي. وتجسد هذه الوحدة المحدثة في إطار برنامج “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، الاهتمام الكبير الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للنهوض بالتعليم الأولي على مستوى الجماعات القروية التابعة للإقليم. ويتجلى هذا الاهتمام، بالخصوص، من خلال حرص المبادرة على دعم الولوج للتعليم الأولي، لاسيما بالوسط القروي، وتحسيس الساكنة بأهمية هذا النوع من التعليم في مساعدة الأطفال على الاندماج السلس في التعليم الابتدائي ومحاربة الهدر المدرسي، وذلك من خلال إنشاء عدة وحدات وتجهيزها بمعدات بيداغوجية وديداكتيكية.
وتضطلع وحدة آيت تغشيت (130 كلم عن مدينة سيدي إفني)، بدور مهم في تربية أطفال الدوار وتشكيل الوعي الأساسي لديهم حول مختلف جوانب الحياة وتنمية حسهم وملكاتهم، وكذا تقوية وتعزيز عرض خدمات التعليم الأولي لاسيما في المناطق القروية والنائية بالإقليم. وتتوفر هذه الوحدة، التي تم افتتاحها في نونبر 2024 والتي خصصت لها المبادرة غلافا ماليا يقدر بـ500 ألف درهم للبناء والتهيئة والتجهيز والتسيير، على قاعة مؤثثة بمختلف المعدات البيداغوجية ولوازم مدرسية وكتب، ومجهزة بشكل مبتكر من خلال توفير أركان اللعب والصباغة والتجمع والمكتبة والمشروع . وتستقبل هذه المؤسسة التربوية حوالي 12 طفلا ما بين أربع وخمس سنوات، يتم تلقينهم أبجديات اللغة والأعداد والرسم، وكذا التعليم والتربية بواسطة اللعب، وتسهر المربية المكلفة بتعليمهم على المساهمة في تحفيزهم وإثراء مهاراتهم الذاتية وبناء شخصيتهم.
ووحدة آيت تغشيت هي من ضمن 59 وحدة تم إحداثها خلال المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023) بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 25.5 مليون درهم بما فيها البناء والتهيئة والتجهيز والتسيير، منها 33 وحدة تم بناؤها سنة 2023 افتتحت منها 26 وحدة في نونبر 2024. وأكد مصطفى حمو، إطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم سيدي إفني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إحداث وحدة التعليم الأولي آيت تغشيت يندرج في إطار تفعيل البرنامج الرابع المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في شقه المتعلق بدعم التعليم الأولي في الوسط القروي، مضيفا أن هذه الوحدة هي بنية تربوية ذات قيمة مضافة للتعليم الأولي لاسيما بالعالم القروي.
وأشار السيد حمو إلى أنه تم بناء وتهيئة وتجهيز وتسيير 59 وحدة للتعليم الأولي على مستوى الإقليم خلال الفترة الممتدة ما بين 2019 و2023، منها 33 وحدة تم بناؤها سنة 2023، افتتح منها 26 وحدة في نونبر 2024 فيما سيتم افتتاح، قريبا، باقي الوحدات(7)، مضيفا أن إحداث هذا العدد المهم من الوحدات هو نابع من الأهمية القصوى التي توليها المبادرة للتعليم الأولي باعتباره لبنة أساسية لتعليم الناشئة. من جهته، أكد عبداللطيف إلحيان، مشرف ومؤطر تربوي بالمنسقية الإقليمية للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بسيدي إفني، أن الشراكة التي تجمع بين المؤسسة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تروم تعميم تعليم أولي ذو جودة لجميع الأطفال، مشيرا إلى أن من بين المهام المنوطة بالمؤسسة تسيير وتدبير وتتبع وحدات التعليم الأولي، وكذا تكوين المربين والمربيات وتأطيرهم طيلة السنة الدراسية. من جانبها، أوضحت المربية نعيمة بونهيضي، أن هذه وحدة التعليم الأولي تلعب دورا مهما في إعداد الأطفال للمدرسة الابتدائية، من خلال تزويدهم بالقدرات والمهارات اللازمة، مضيفة “نحاول تحبيب الطفل في التعلم عبر تطبيق بيداغوجية اللعب كوسيلة تعليمية فعالة لتمرير الفكرة إلى الطفل، ثم الرسم والصباغة”. وأشارت إلى أن تعليم الأطفال يمر عبر عدة مراحل تبدأ باستقبالهم بالوحدة، ثم اعتماد عدة أركان هي التجمع واللعب والمشروع والصباغة ثم ركن المكتبة، وذلك في إطار مجموعات ووفق منظور بيداغوجي يتمحور حول الطفل. هي إذن، تجربة رائدة تقودها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمنح تعليم أولي بجودة عالية وتأطير تربوي رفيع، انعكس على الإقبال المتزايد لأطفال يقومون بخطواتهم الأولى في مشوارهم الدراسي.

و م ع