أبرمت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، اليوم الجمعة في هانوفر، شراكة مع ولاية ساكسونيا السفلى في ألمانيا، تهدف إلى تعزيز تطوير حلول مستدامة لهجرة اليد العاملة وتمكين الجالية المغربية من الانخراط الفعال في هذه الولاية الواقعة شمال غرب ألمانيا.
وفي هذا الإطار، جرى التوقيع على مذكرة تفاهم في هانوفر، عاصمة ساكسونيا السفلى، بين رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عمر مورو، وكل من الوزير المحلي للاقتصاد، أولاف ليس، والوزير المحلي للشؤون الاجتماعية والعمل والصحة والمساواة، أندرياس فيليبي، على هامش منتدى نظم تحت شعار: “تصو ر هجرة المستقبل”.
ويعكس إطلاق هذه الشراكة قناعة الطرفين بأهمية ريادة الأعمال وخلق فرص العمل في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جهتيهما، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات والإمكانات المتاحة لخلق فرص العمل وتشجيع ريادة الأعمال لدى المغاربة المقيمين بالخارج.
وتسعى الجهتان من خلال هذه الشراكة إلى تعزيز التعاون الثنائي وتشجيع الابتكار عبر هجرة يد عاملة مؤهلة. كما التزمتا بالتعاون لتحديد احتياجاتهما من العمالة المؤهلة في القطاعات الاقتصادية الرئيسية، وتعزيز خلق فرص العمل وريادة الأعمال لدى الجالية المغربية، وتسهيل إدماج هذه العمالة في ساكسونيا السفلى.
وخلال حفل التوقيع، أبرز السيد مورو الفرص الاستثمارية التي تقدمها جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، داعيا الشركات الألمانية إلى الاستثمار في الجهة وتعزيز التبادل الثقافي والسياحي واللغوي لتحقيق أهداف هذه الشراكة.
من جانبه، دعا وزير الاقتصاد بساكسونيا السفلى إلى جعل العنصر البشري محور هذه الشراكة، مشيدا بالرغبة المشتركة بين الطرفين في تعزيز التعاون الثنائي واستغلال الإمكانات المتاحة بشكل يعود بالنفع على الجانبين في إطار شراكة رابح-رابح.
وشهد منتدى هانوفر، الذي تميز بمشاركة شخصيات بارزة، من بينها الكاتب العام لقطاع المغاربة المقيمين بالخارج بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مولاي اسماعيل المغاري، ونائب رئيس البعثة في سفارة المغرب ببرلين، عبد القادر الطالب، مناقشة عدة قضايا مرتبطة بالهجرة مع التركيز على “الشراكات كركيزة لتحقيق هجرة مستدامة”.
وتم تقديم الشراكة بين جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وساكسونيا السفلى كنموذج ناجح خلال هذا المنتدى، الذي شارك فيه ممثلون عن وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الفيدرالية الألمانية، ووكالة التشغيل الفيدرالية الألمانية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، إضافة إلى مسؤولين من فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بطنجة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وعدد من الفاعلين الجمعويين المغاربة والألمان.
ومن خلال شراكتهما، تضع الجهتان أسس رؤية مشتركة لسبل تنظيم هجرة العمالة المنتظمة بين المغرب وساكسونيا السفلى على المدى الطويل وبشكل منصف.
وناقش المشاركون بشكل موسع التحديات المرتبطة بإدماج المغاربة في ألمانيا، الذين أضحوا فاعلين في التنمية والابتكار، مع استعراض السبل الكفيلة بتحسين مشاركة الجالية المغربية في ساكسونيا السفلى.
وخلال زيارته لساكسونيا السفلى، قام الوفد المغربي بجولة في مراكز للتكوين المهني، حيث جرى تبادل التجارب بين الجانبين، بما في ذلك نموذج مدن المهن والكفاءات، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
و م ع