26 يناير 2025

الدار البيضاء.. يوم دراسي للنبش في ذاكرة العلامة المؤرخ ابن الموقت المراكشي

Maroc24 | جهات |  
الدار البيضاء.. يوم دراسي للنبش في ذاكرة العلامة المؤرخ ابن الموقت المراكشي

التأم، اليوم السبت بالدار البيضاء، ثلة من المفكرين والباحثين للنبش في ذاكرة العلامة المؤرخ محمد ابن الموقت المراكشي، من خلال الإبحار في إرثه العلمي، وتسليط الضوء على إسهاماته القيمة في مجال التاريخ والتراث والفقه والأدب، مع استعراض وتحليل فكره الإصلاحي.

وأجمع المتدخلون، خلال هذا اللقاء المنظم من طرف مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية ومؤسسة الموقت للعلوم والثقافة، على أن العلامة محمد ابن الموقت المراكشي يظل موسوعة استشرافية فريدة، حيث كان -على حد قولهم- سابقا لعصره.

وأكدوا، في هذا المنحى، على غزارة علمه وتشعب مآثره، حيث كان يجمع بين مختلف العلوم والمعارف في محاولة منه للكشف عن مظاهر الجهل والتخلف التي سعى المستعمر جاهدا وبكل الوسائل من أجل تجذرها، بعيدا عن القيم الدينية الصحيحة المبنية على إعمال العقل والتدبر. وفي موضوع الصلاح والإصلاح كمحور جوهري، كان العلامة ابن المؤقت يدعو، كما جاء في المداخلات، إلى التحلي بصفة التقوى لبناء الإنسان المواطن الصالح الكفيل بنشر الثقافة المجتمعية الإيجابية، حيث تسود العدالة الاجتماعية كأحد تجليات السعادة.

وفي هذا الصدد، قال عبد المنتقم الموقت، رئيس “مؤسسة الموقت للعلوم والثقافة”، إن والده كان نموذجا للعالم المتبصر الذي امتزجت فيه الأصالة العلمية مع العمق الفكري، إذ اتسمت شخصيته بطابع موسوعي وثقافة واسعة واطلاع متنوع في مختلف العلوم والمعارف، من علوم التفسير والحديث واللغة إلى الأدب والتاريخ، ومن الفقه إلى التصوف، ومن الفلك والتوقيت إلى الجغرافيا، ومن علم النباتات والمناخ إلى الآثار والعمران.

وأكد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ذلك يبدو جليا من خلال الإرث الزاخر الذي خلفه الراحل من مؤلفات ومخطوطات لا تزال شاهدة على عبقريته وتفانيه في خدمة العلم والمعرفة، مشيرا إلى أن العلامة ابن الموقت ترك وثيقة بخط يده تفيد بأن مؤلفاته بلغت 200 كتاب، في الوقت الذي لم يتمكن الباحثون حتى الآن من توثيق وتحقيق سوى 83 كتابا من تأليفه.

من جانبه، قال المدير العام المساعد لمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، محمد الفران، في تصريح مماثل، إن تنظيم هذا اليوم الدراسي يأتي في سياق مشروع تنخرط فيه المؤسسة للتعريف ببعض أعلام الفكر والثقافة بالمملكة، وذلك عبر سلسلة من الجلسات العلمية التي تجمع بين مفكرين وعلماء تركوا أثرا جليا في مسار الثقافة المغربية وفي مختلف المجالات.

وأشار إلى أن محور هذا اليوم الدراسي، المنظم في موضوع “العلامة المؤرخ ابن المؤقت المراكشي.. إرثه العلمي وفكره الإصلاحي”، يندرج في هذا المنحى، حيث شكل فرصة لإبراز سلسلة من الأعمال والمؤلفات التي حاولت أن تمس مجالات مختلفة، من علم التوقيت والفلك إلى العلوم الشرعية، فضلا عن نزعته الإصلاحية التي تجلت في مجموعة من الكتب القيمة.

وتضمن برنامج هذا اللقاء جلستين علميتين انصب النقاش فيهما حول عدة محاور، منها “اليقظة الدينية والنقد الإصلاحي عند ابن المؤقت”، و”أفكار حول الثقافة والسعادة في فكر ابن المؤقت المراكشي”، و”الإصلاح في سياقه التاريخي، الرحلة المراكشية”، و”عناية المغاربة بالصحيحين: ابن الموقت نموذجا”، و”يواقيت صاحب المواقيت: شطر من بلاغة محمد الموقت في الرحلة المراكشية”، و”إسهامات ابن المؤقت في كتابة تاريخ مدينة مراكش”، و”الكتابة التاريخية بالمغرب في عهد الحماية: ابن الموقت المراكشي نموذجا”.

يذكر أن مؤسسة الموقت للعلوم والثقافة، التي لا يتجاوز عمرها سنتين، أشرفت، في سنتها الأولى، على إصدار ستة كتب، من بينها “تعطير الأنفاس في التعريف بالشيخ أبي العباس”، و”السعادة الأبدية في جزأين في التعريف بمشاهير الحضرة المراكشية”، إضافة إلى إعادة طبع كتابي “الرحلة المراكشية” و”الجيوش الجرارة “، وهي كلها كتب تعتبر من أبرز مؤلفات العلامة محمد ابن الموقت وأكثرها شهرة عن سيرته العلمية وفكره الإصلاحي.

كما تنكب المؤسسة، حاليا، على إصدار كتاب جديد بعنوان “اليواقيت العصرية” للعلامة المؤرخ ابن الموقت، وهو كتاب ضخم بموسوعة شاملة في مجال التاريخ والعلوم والحضارة والفنون والمآثر والعمران، والذي انتهى الأستاذ الباحث أحمد متفكر من تحقيق الجزء الأول منه.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.