كأس العالم للحلويات.. الفريق المغربي يقدم في ليون تحفة فنية مميزة مستوحاة من “التبوريدة”
ثلاثة أشهر من التدريبات المكثفة من أجل ثماني ساعات من التحدي. هكذا استعد الفريق المغربي المشارك في نهائي كأس العالم للحلويات، المقام في إطار المعرض الدولي للمطاعم والفندقة والأغذية “سيرا” المرموق في ليون، لرفع رهانه وتقديم تحفة فنية مميزة مستوحاة من فن “التبوريدة”.
وص مم هذا الابتكار المغربي، وهو مزيج من منحوتة الشوكولاتة والكعك المثلج وحلويات المطاعم، في إطار شعار نسخة 2025 من هذه المسابقة الدولية للطهي حول “التراث الوطني”. وأثار العمل الإعجاب خلال عرضه مساء الجمعة أمام لجنة التحكيم في ختام اليوم الأول من المنافسة، بحضور نخبة من الطهاة والنقاد العالميين.
وتحت قيادة الطاهي رشيد واكاس، كان الفريق المغربي، المكون من عمر الديب، المتخصص في الإبداعات السكرية، ومحمد اليزيدي في الشوكولاتة، ومحمد العمراوي في الكعك المثلج، قد وعد بتقديم إبداعات استثنائية تمزج بين التقاليد والابتكار.
وتمكن الفريق المغربي من حجز مكانه في النهائيات بعد تأهله في التصفيات القارية للبطولة الرسمية للطهاة الأفارقة، التي ن ظمت يومي 12 و13 شتنبر 2024 في مراكش، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقد سمحت هذه التصفيات أيضا للمغرب بالتأهل إلى نهائيات (le Bocuse d’Or) وكأس العالم للطهاة، ضمن فعاليات “سيرا ليون” (23-27 يناير 2025)، حيث أظهرت المهارات المغربية مزيجا من التميز والابتكار على الساحة الدولية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال كمال رحال السولامي، سفير إفريقيا لكأس العالم للحلويات: “نحن فخورون بوجودنا هنا بين أفضل 18 دولة في مجال الحلويات، لتمثيل المغرب وإفريقيا إلى جانب موريشيوس ومصر”.
وسلط السيد السولامي، الذي يرأس مجموعة “رحال”، الجهة المنظمة لتصفيات مراكش، الضوء على أهمية المشاركة المغربية في إبراز التراث الثقافي الوطني، مؤكدا أنه “من هنا جاء اختيار موضوع التبوريدة، باعتباره فنا شعبيا مغربيا، لتقديم هذه التحفة الفنية”.
وأضاف أن إبداعات الفريق الوطني تركز على إبراز الزليج المغربي، سواء في الكعك المثلج أو حلويات المطاعم، كما تم تسليط الضوء على أجبان الجنوب من خلال تمثيل للدراعة الصحراوية.
وأوضح السيد السولامي: “إنه عمل فني جاء نتيجة ثلاثة أشهر من العمل المتواصل. لقد قام الطهاة، بشغف كبير، بتصميم القطعة أكثر من عشر مرات، بتركيز يليق بأكبر المنافسات العالمية”، مشيرا إلى أن مجموعة “رحال”، منذ عام 2003، ملتزمة بالترويج لفن الطبخ المغربي عالميا من خلال دعم الفرق الوطنية المشاركة في المنافسات الدولية.
وأكد أن “الطاهي المغربي لا يقل كفاءة عن الآخرين، لدينا مهارات نفتخر بها. والطهاة المغاربة مطلوبون اليوم في جميع أنحاء العالم، سواء في مجال المخبوزات أو الحلويات أو المطبخ”، قائلا “نحن نتطور ونحرز تقدما ونحظى بالتقدير في مجالنا. أعتقد أن ما نجنيه هو ثورة الطهي في مملكتنا، في ظل الرؤية المستنيرة لجلالة الملك”.
من جهة أخرى، أشاد الطاهي الفرنسي جان جاك بورن، عضو اللجنة التقنية لمعرض “سيرا ليون”، بالتقدم الذي أحرزه الطهاة المغاربة، قائلا “لقد لاحظت تطور الفريق المغربي من حيث التقنيات والجودة. لقد حققوا قفزة نوعية، وما قدموه يعد إنجازا مبهرا”.
من جانبه، قال رئيس الفريق المغربي، رشيد واكاس، إن “المغرب حاضر اليوم بقوة، ومستواه يتطور سنة بعد سنة. قدمنا عرضا رائعا حول موضوع التبوريدة، والتقييمات الأولية من لجنة التحكيم مشجعة للغاية”.
بدورها، أشادت القنصل العام للمغرب في ليون، فاطمة البارودي، بمشاركة الطهاة المغاربة في هذا الحدث الذي “يمنح المغرب فرصة لإبراز قدراته في مجال الطهي”، مضيفة “إنه شرف كبير للمغرب. نتمنى لهم حظا موفقا وفوزا مستحقا”.
ويعتبر كأس العالم للحلويات، الذي تأسس سنة 1989، مسابقة عالمية مرموقة تسلط الضوء على أفضل صناع الحلويات في العالم.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.