المغرب رائد في مجال الاستثمارات السياحية بإفريقيا (منظمة الأمم المتحدة للسياحة)
أكدت منظمة الأمم المتحدة للسياحة، في دليلها “سياحة ممارسة الأعمال – الاستثمار في المغرب”، أنه بفضل آفاق اقتصادية متينة، ونمو متواصل وحوافز جذابة، يواصل المغرب تعزيز مكانته كرائد في مجال الاستثمارات السياحية بإفريقيا.
ويسلط هذا الدليل، الذي جرى تقديمه اليوم الثلاثاء بمراكش خلال المؤتمر الدولي حول الابتكار والاستثمار السياحي، الضوء على الأسباب الرئيسية التي تجعل من المغرب في صدارة الوجهات المفضلة بالنسبة للمستثمرين الأجانب بإفريقيا، مؤكدا أنه بفضل مزيج من الحوافز الضريبية الجذابة، وبنية تحتية ذات جودة، واستراتيجية تنموية طموحة، تواصل المملكة هيمنتها على السوق الإفريقي للسياحة.
وأوضح الدليل أن المغرب، باستقطابه لـ17,4 مليون سائح أجبني في 2024، ارتقى إلى أول وجهة في إفريقيا، مسجلا أن المملكة سجلت أيضا، نموا بنسبة 43 في المئة من المداخيل السياحية الدولية مقارنة مع 2019، معززة بذلك جاذبيتها وتنافسيتها بالسوق الدولية.
وحسب التقرير، تتميز المملكة بموقعها الاستراتيجي على بعد 14 كليومترا فقط عن أوروبا، مما يتيح الولوج إلى سوق تضم 2,5 مليار مستهلك، مضيفا أن المغرب يزخر أيضا، بغنى ثقافي عريق ومؤهلات طبيعية استثنائية تضم 9 مواقع مدرجة ضمن التراث العالمي لليونسكو، و11 منتزها وطنيا وأزيد من 3500 كلم من السواحل وغيرها من المؤهلات.
وأكد المصدر ذاته، أن “هذه المؤهلات، المقرونة ببنيات تحتية حديثة تشمل 19 مطارا و27 ميناء تجاريا وشبكة طرقية من 1800 كلم من الطرق السيارة وشبكة سككية بأزيد من 2100 كلم، ت مكن المغرب من استقطاب تدفقات ثابتة من المستثمرين والزوار”.
من جهة أخرى، يبرز الدليل التحفيزات الممنوحة من قبل المملكة، لاسيما ميثاق الاستثمار الطموح والتدابير التحفيزية التي قد تغطي إلى حدود 30 في المئة من الاستثمارات المؤهلة، مشيرا إلى أن المملكة تتوفر أيضا، على اتفاقات لحماية الاستثمارات مبرمة مع 72 بلدا، واتفاقيات تروم تفادي الازدواج الضريبي مع 62 بلدا، معززة بذلك ثقة المستثمرين الأجانب في وجهة المغرب.
ومن هذا المنطلق، يضيف التقرير، تضطلع المراكز الجهوية للاستثمار بدور محوري في تسهيل المساطر الإدارية ومواكبة المستثمرين في مشاريعهم، مبرزا أن المغرب يتموقع كنموذج في مجال النهوض بالاستثمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأوضح أنه في إطار كأس العالم لكرة القدم 2030، التي سينظمها المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، يجري إنجاز مشاريع طموحة لتطوير الإيواء السياحي، مع إحداث آلاف الأسرة في المدن المستضيفة، مؤكدا أن هذه الاستثمارات تتوخى دعم نمو القطاع استجابة لطلب متزايد.
من جانب آخر، توقف الدليل عند مبادرات الابتكار والاستدامة المتخذة من قبل المملكة، على غرار المسابقة الوطنية للمقاولات السياحية الناشئة، التي تشجع على تطوير حلول تكنولوجية ومستدامة في مجالات كالاقتصاد الأزرق، والتراث الثقافي والطبيعي والمدن المستدامة.
وجاء في التقرير أيضا، أنه “بمساهمة مباشرة في الناتج الداخلي الخام تقدر بمليارات الدولارات وخلق فرص عمل مهيكلة لحوالي 364 ألف شخص، يشكل قطاع السياحة دعامة حقيقية للاقتصاد المغربي. ومن خلال استقطاب 2,2 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بين 2014 و2023، يتموقع المغرب كرائد في مجال السياحة بإفريقيا وفاعل لا محيد عنه على الساحة الدولية”.
وأشار إلى أنه بفضل هذه الجهود والرؤية الاستراتيجية المدعومة بسياسات طموحة، لم يعد المغرب وجهة سياحية رائدة فحسب، بل أيضا منصة مرجعية للاستثمار، مما يعزز مكانته كمحرك للتنمية والابتكار في القارة الإفريقية.
و يتيح هذا الدليل، الذي تمت صياغته بتعاون مع الشركة المغربية للهندسة السياحية، للمستثمرين ومهنيي السياحة مرجعا واضحا وكاملا لتطوير مشاريعهم السياحية بالمغرب. كما يمكن الأطراف المعنية من اكتساب معارف معمقة حول القطاع السياحي بالمغرب، واتخاذ القرارات المناسبة في مجال الاستثمار.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.