شكل موقع سجلماسة وأهميته التاريخية محور ندوة نظمت أمس الثلاثاء، بمناسبة الأيام الثقافية لميدلت (28 يناير -فاتح فبراير).
وتوخت هذه الندوة حسب جمعية “شبابنا”، المنظمة لهذا اللقاء، تعريف الأجيال الصاعدة على وجه الخصوص، بتاريخ سجلماسة التي شكلت مركزا ثقافيا وتجاريا وواحدة من المدن التي طبعت تاريخ المغرب والعالم الإسلامي في العصور الوسطى.
وهكذا استعرض باحثون ومؤرخون وأكاديميون الأدوار السوسيو الاقتصادية والسياسية لهذه المدينة، التي شكلت ملتقى الحضارات والتبادلات التجارية مع اقتراح حلول لتعزيز الابحاث الأركيولوجية بهذا الموقع.
وأبرز عمر زفاطي، أستاذ محاضر بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، في مداخلة له أن الحفريات الأثرية في سجلماسة بدأت في عدة فترات زمنية، بدء ا من التنقيبات الأولى في بداية القرن العشرين.
كما استعرض أبرز الاكتشافات التي تمت في الموقع مثل المعالم المعمارية، والأدوات اليومية، والنقوش والقطع الأثرية التي تقدم فهما أعمق عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك الفترة.
وأشار إلى التحديات التي يواجهها الباحثون مثل تعقيد الطبقات الأثرية وتحديات البيئة في المنطقة، مؤكدا على أهمية دراسة الحفريات لفهم تاريخ المدينة والإحاطة بتأثيراتها في تاريخ المغرب والعالم العربي.
من جانبه، أكد الأستاذ عبد الرحمن حميداني، مدير مركز الدراسات والبحوث العلوية، على أهمية استخدام التقنيات الحديثة للتأريخ الأركيولوجي مثل التحليل بالكربون المشع، والتوثيق الدقيق للمكتشفات، لضمان دقة المعلومات المستخلصة حول المدينة.
كما دعا إلى تعزيز التعاون بين الباحثين والمؤسسات المعنية لتطوير الدراسات المتعلقة بسجلماسة، بما يساهم في وضع هذه المدينة في سياقها التاريخي.
من جانبه، أشار يوسف العلوي ممثل جمعية “شبابنا”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذه النسخة الرابعة لأيام ميدلت الثقافية، التي تنظم بالتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة بدرعة – تافيلالت، ارتأت تسليط الضوء على تاريخ سجلماسة وأدوارها الاجتماعية والاقتصادية من خلال تنظيم مؤتمرات وندوات وعرض مقاطع فيديو و تنظيم معارض للفنون البصرية من أجل تقريب عموم المهتمين من تاريخ هذه المدينة.
يذكر أن سجلماسة كانت منذ تأسيسها في القرن الثامن حاضرة مزدهرة وقطبا لحركة التجارة من خلال القوافل التي تربط العديد من الحضارات، خصوصا الإفريقية والشرقية، قبل أن يأفل نجمها ابتداء من نهاية القرن 14.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.