30 يناير 2025

حوار مع نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب

Maroc24 | تكنولوجيا |  
حوار مع نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب

أكدت نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومديرة معرض “المغرب الألعاب الإلكترونية”، أن الشروع في بناء مدينة مخصصة للألعاب الإلكترونية بالرباط من المرتقب أن يتم في فبراير المقبل، وهي مبادرة تندرج ضمن استراتيجية تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب.

وذكرت المسؤولة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن بنى تحتية أخرى مخصصة لهذه الصناعة سترى النور أيضا بالدار البيضاء وكذ في جهات أخرى من المملكة، مبرزة الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة لتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية في المملكة، والتي ساعدت على تحديد مجتمع مطوري ألعاب الفيديو واللاعبين المحترفين، مع تسليط الضوء على دور هذه الألعاب في الترويج للتراث الثقافي المغربي في جميع أنحاء العالم.

1- كيف تقيمون تطور قطاع الألعاب الإلكترونية بالمغرب في السنوات الأخيرة؟

لا يمكننا اليوم الحديث عن منظومة لصناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب، بيد أن المملكة لديها لاعبين محترفين ومطوري ألعاب إلكترونية محترفين يصممون منتجات جيدة على المستوى الوطني والدولي. وتقدر السوق المغربية لهذه الصناعة بـ 2,24 مليار درهم، مقابل 300 مليار دولار للسوق الدولية.

وقد وضعت وزارة الشباب والثقافة والتواصل استراتيجية لتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية، مكنت من تحديد مجتمع مطوري ألعاب الفيديو واللاعبين المحترفين، والشركات المغربية الناشئة في هذا المجال، وكذا الشركات الأجنبية الناشئة التي أسستها كفاءات مغربية.

وترتكز هذه الاستراتيجية على خمسة محاور رئيسية وهي البنى التحتية المعدة للاستقبال، والتدريب، والاحتضان ودعم البنى التحتية، والتواصل والترويج، والحكامة.

2- استضافت الرباط في ماي الماضي الدورة الأولى من معرض “المغرب للألعاب الإلكترونية”. ماذا تعكس هذه التظاهرة، وما هي أهدافها؟ وما هي المستجدات المنتظرة خلال الدورة الثانية؟

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم، في ماي الماضي، تنظيم الدورة الأولى لمعرض “المغرب للألعاب الإلكترونية”. إن فكرة تنظيم معرض للألعاب الإلكترونية في المغرب تمليها محاور استراتيجية تطوير هذه الألعاب بالمغرب. والهدف منه هو الترويج لهذه المنظومة لدى المغاربة والمهنيين الأجانب.

وقد عرف هذا الحدث حضور عدد كبير من المستثمرين الأجانب والمحاضرين المشهورين، الذين أثروا النقاش والتبادل بين الشركات، ما أتاح للمهنيين المغاربة مجالا للتبادل مع زملائهم الدوليين، من أجل تطوير الشراكات واكتساب فهم أفضل لاتجاهات السوق وصناعة الألعاب. إن تعزيز التشبيك بين المهنيين المغاربة والأجانب هو أحد أهداف المعرض، والذي يعزز الترويج للشركات المغربية العاملة في هذا القطاع. ومقارنة بالسنة الماضية، ستتميز الدورة الثانية من معرض “المغرب للألعاب الإلكترونية” بمنصة عرض أكبر، وستتسع ساحة الألعاب الإلكترونية لأربعة أضعاف عدد الحضور، مقارنة بـ 250 مقعدا في الدورة الأولى.

3- تم الإعلان عن إنشاء مدينة للألعاب بالرباط خلال قمة الرياضة الإلكترونية المغربية، أين وصل المشروع ؟

من المرتقب أن ينطلق في فبراير القادم مشروع إنشاء مدينة للألعاب، والتي تندرج في إطار المحور الأول لاستراتيجية تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب. وسترى النور أيضا بنى تحتية أخرى مخصصة لهذه الصناعة في الدار البيضاء وجهات أخرى من المملكة.

سيضم المشروع مكاتب ومساحات مخصصة للشركات المغربية والأجنبية التي ستنتقل إليه في مطلع السنة القادمة.

إن فكرة إنشاء مدينة مخصصة للألعاب أملتها خصوصية مجتمع المطورين لألعاب الفيديو والفاعلين في هذا القطاع، والذين هم في حاجة لبيئة ملائمة لروح الألعاب الإلكترونية وقواعدها. لا يمكن لهذا المجتمع العمل في مبنى تقليدي مثل أي صناعة أخرى. 4- كيف تفسرون حماس الشباب المغربي للألعاب الإلكترونية، وكيف لموهبتهم أن تدعم فرص التشغيل؟

إن تحمس الشباب المغربي للألعاب الإلكترونية ليس وليد اليوم، غير أن الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة مكنت الشباب الممارس لهذه الألعاب من البروز أكثر، خصوصا خلال معرض “المغرب للألعاب الإلكترونية” ومنصة moroccogamingindustry.ma، والتي يراد لها أن تكون فضاء رقميا في خدمة الفاعلين في مجال الألعاب الإلكترونية.

وتعمل الوزارة على مشاريع تمويل ودعم مالي لتمكين الشباب من خلق مقاولاتهم والعمل خلال كامل وقتهم في مجال شغفهم. وفي إطار استراتيجيتها، تهدف الوزارة إلى خلق ما لا يقل عن 6000 وظيفة مباشرة بحلول سنة 2030، في 70 مهنة ملازمة للألعاب الإلكترونية، وخاصة تلك المتعلقة بتحريك الرسوم (ثنائية وثلاثية الأبعاد) والصوت والموسيقى والبرمجة والتسويق للعبة.

وبالإضافة إلى التكوينات التي وضعتها الوزارة بمعية شركائها والتي مكنت الشباب المغربي من اكتساب مهارات للعمل في صناعة الألعاب الإلكترونية، وصناعات أخرى، كصناعة السيارات والطائرات. الهدف هو خلق فرص للشغل لفائدة الشباب المغربي.

5- كيف يمكن لإنتاج ألعاب الفيديو أن يسهم في تثمين الثقافة المغربية وتعزيز صورة المغرب دوليا؟

ألعاب الفيديو هي منتج يمكن تصديره بسهولة على المستوى الدولي. بمجرد تطويرها، يتم وضع اللعبة على منصة مخصصة وإتاحتها للتنزيل من قبل المستخدمين من أي موقع جغرافي. انطلاقا من هذا المبدأ فإننا نشجع الشباب على الاستفادة القصوى من ثقافتنا المغربية الغنية، واستخدام مواقعنا ومعالمنا التاريخية في تصميم اللعبة ولباسها وديكورها وبيئتها. إن تصدير اللعبة على المستوى الدولي يسير جنبا إلى جنب مع الترويج للثقافة المغربية وتصديرها. يقوم الشباب المغربي بالفعل بالترويج لثقافتنا. فخلال لقاءاتنا بهم، أثلج صدورنا أن نرى لمسة مغربية في الألعاب التي يطورونها، من حيث المواقع والآثار والملابس (الجلابة، القفطان). فالشباب المغربي متشبع بالثقافة المغربية لدرجة أنهم يدمجونها بالفعل في ألعاب الفيديو.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.