مهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش 2025.. تسليط الضوء على دور الأدب النسائي كآلية للتحول الاجتماعي (مائدة مستديرة)

قبل 5 ساعات

سلط مشاركون في مائدة مستديرة، نظمت اليوم الخميس بالرباط، الضوء على الأدب النسائي كآلية للتحول الاجتماعي، وذلك في إطار الدورة الثالثة لمهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش.

وشكلت المائدة المستديرة، التي حملت عنوان “عندما يعيد الخيال الأنثوي رسم العالم” وحضرها ثلة من الشخصيات المؤثرة في عالمي الفكر والسياسة، مناسبة لإبراز غنى وأهمية القصص النسائية في بناء عالم أكثر مساواة.

وفي هذا السياق، أكدت الوزيرة الفرنسية السابقة، ورئيسة جمعية “فرنسا أرض اللجوء”، نجاة فالو بلقاسم، على الدور الأساسي للتعليم في نقل القصص النسوية، مشددة على أهمية توفير مراجع ملهمة للفتيات تمكنهن من الرجوع إليها من خلال الأدب.

كما أشارت إلى أن التاريخ لطالما كتبه الرجال ومن أجل الرجال، مما أدى إلى تهميش إسهامات النساء، مضيفة أنه من الضروري اليوم أن تستعيد المرأة مكانتها في التراث الثقافي، قصد إعادة التوازن إلى السرديات وتحقيق تمثيل أكثر إنصافا وشمولا.

من جهتها، شاركت وزيرة العدل السابقة بالجمهورية الفرنسية، كريستيان توبيرا، والتي تعتبر رمزا للنضال من أجل العدالة والحريات، تجربتها حول الدور الهام الذي لعبه الأدب في تطوير شخصيتها.

وأضافت قائلة: “نشأت في صمت ف رض على النساء، لكنني كنت شاهدة على مقاومتهن الصامتة أيضا، كانت القراءة ملجئي ووسيلتي لفهم العالم والتفاعل معه”.

من جانبها، شددت الشاعرة والروائية الموريشيوسية، أناندا ديفي، على أهمية الأدب النسائي، موضحة أنه خلال طفولتها كانت القصص تركز على الرجال، “بينما كانت النساء غائبات”.

وأبرزت الروائية أنه لهذه الغاية وضعت على عاتقها مهمة إحياء الإرث النسوي من خلال أعمالها التي تستعرض عددا من القضايا الاجتماعية المتعلقة بالمرأة وهويتها.

وقدم مدير مركز الدراسات الإفريقية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، علي بن مخلوف، مقاربة فلسفية للموضوع، حيث أكد أن التفكير النقدي والتشكيك في الهياكل الأبوية أمران ضروريان لتطور المجتمعات.

وقال: “لطالما كانت الفلسفة مجالا يهيمن عليه الرجال. واليوم، أصبح من الضروري إدماج الصوت النسائي لإعادة النظر في مفاهيمنا حول العدالة والحرية والمساواة”.

يشار إلى أن مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي يروم الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين، ويتيح للجمهور من مختلف الأعمار المشاركة في فعالياته والولوج بالمجان إلى جميع المواقع المحتضنة لأنشطته، من أجل تقريب الثقافة والفن من المشاركين.

ويهدف هذا الحدث، الذي أضحى حدثا ثقافيا مميزا، إلى المساهمة في التأثير الثقافي والفني بإفريقيا من خلال إبراز ثراء أدبها وفنونها.

كما يسعى أيضا إلى تشجيع الثقافة والكتابة ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الفن.

و م ع

آخر الأخبار