المنتدى الإفريقي للأمن السيبراني.. المغرب يعتمد نهجا تعاونيا واستشرافيا (خبراء)

قبل 4 ساعات

أكد المشاركون في جلسة نقاش خلال المنتدى الإفريقي للأمن السيبراني، اليوم الاثنين بالرباط، أن المغرب يعتمد نهجا تعاونيا واستشرافيا في مجال الأمن السيبراني والسيادة التكنولوجية.

وأبرز اللواء المصطفى ربيعي، مدير مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية التابع للمديرية العامة لأمن نظم المعلومات خلال مداخلته حول موضوع “التحول الرقمي لإفريقيا: تبني الأمن السيبراني والسيادة التكنولوجية”، الدور الحاسم للأمن السيبراني “القوي والسيادي” في تحقيق تحول رقمي مرن عبر القارة الإفريقية. وأكد أن “المغرب جعل من الأمن السيبراني أولوية وطنية تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال إرساء هياكل الحكامة والاستراتيجيات الوطنية الطموحة، بهدف تعزيز صمود البنى التحتية الحيوية وتطوير قدرات مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية. وفي استعراضه لمختلف تحديات الفضاء السيبراني، سلط اللواء ربيعي الضوء على جملة من العوامل، لاسيما تصاعد التوترات الجيوسياسية والهجمات المتطورة، مبرزا أهمية استخدام تقنيات مبتكرة لحماية البنى التحتية الحيوية وتعزيز مرونة النظام الرقمي في القارة. وأكد المسؤول في المديرية العامة لأمن نظم المعلومات على ضرورة اعتماد مقاربة استباقية للتصدي للتهديدات السيبرانية العابرة للحدود، مشيرا إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي، وتبادل المعلومات، وتوحيد الخبرات في هذا المجال. وقال اللواء ربيعي، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس شبكة الهيئات الإفريقية للأمن السيبراني، إن مبادرات مثل “سمارت أفريكا” والشبكة الإفريقية تساهم في توحيد السياسات الرقمية بين الدول الإفريقية وتعزيز القدرات من خلال نهج تعاوني ومتبصر. كما سلط المتدخلون خلال هذه الجلسة الضوء على الأساليب العملية لتحسين المرونة الرقمية في إفريقيا من خلال تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي والسحابة الموثوقة والحلول السحابية الموحدة.

واستنادا إلى تجارب دولية وإفريقية، ناقش الخبراء الاستراتيجيات التشغيلية، وتطوير أنظمة رقمية مستدامة، وأهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لبناء مستقبل رقمي آمن وذي سيادة. كما استعرضوا نماذج ملموسة من شأنها تحويل المناقشات الاستراتيجية إلى تدابير عملية تتناسب مع السياقات الخاصة بإفريقيا. وفي تصريح للصحافة، أشاد ألبرت أنتوي-بواسياكو، المدير العام لهيئة الأمن السيبراني في غانا، بريادة المغرب في مجال الأمن السيبراني بالقارة الإفريقية. وقال المسؤول الغاني: “ليس من المفاجئ أن يكون المغرب من بين الدول الإفريقية الرائدة في تعزيز الأمن السيبراني”، مضيفا أن “غانا والمغرب والعديد من الدول الإفريقية تدرك أهمية الأمن السيبراني لدعم التحول الرقمي، وكذا للحفاظ على استقرار الاقتصادات الرقمية بشكل عام”. كما أكد أن تطور الذكاء الاصطناعي يسهم في دعم التحول الرقمي، مشيرا إلى أن هناك فرصا هائلة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية في البلدان الإفريقية، في إطار التعاون جنوب-جنوب. وأضاف “المغرب يضطلع بدور محوري في السنوات الأخيرة، حيث نجح في تعبئة عدد من الدول الإفريقية، كما أنه يشكل جسرا بين إفريقيا والعالم”. كما تم التأكيد من جهة أخرى على أهمية بناء القدرات وتبادل الخبرات في مجال الأمن السيبراني. وفي هذا الصدد، دعا الخبراء إلى إنشاء كيان إفريقي يرتبط عمليا بشبكة الهيئات الإفريقية للأمن السيبراني ، مستوحى من نموذج المركز الإقليمي العربي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات. واعتبر الخبراء أن يمكن لهذه الهيئة أن تضطلع بدور استراتيجي عبر تمكين تبادل المعلومات حول التهديدات في الوقت الفعلي، وتنسيق الاستجابة للحوادث، وتعزيز القدرة على التصدي للتهديدات السيبرانية العابرة للحدود. ويتعلق الأمر أيضا باستكشاف سبل التعاون بين شبكة الهيئات الإفريقية للأمن السيبراني والمراكز الوطنية للأمن السيبراني للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وسيساهم هذا التعاون المتبادل في تبادل التجارب وأفضل الممارسات، إلى جانب دعم تنفيذ برامج التكوين لتعزيز القدرات السيبرانية للطرفين. ويجمع هذا المنتدى، الذي تنظمه المديرية العامة لأمن نظم المعلومات التابعة لإدارة الدفاع الوطني، بتوجيهات ملكية سامية، والذي يتواصل إلى غاية 5 فبراير الجاري، خبراء مغاربة وأجانب، فضلا عن مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، ومدراء شركات، ومهنيين في مجال الأمن السيبراني وباحثين وأكاديميين.

و م ع

آخر الأخبار