مدينة الثقافة الإفريقية-متحف القارة المستقبلي، “جسر ديناميكي” للمبدعين الأفارقة (المهدي قطبي)
![مدينة الثقافة الإفريقية-متحف القارة المستقبلي، “جسر ديناميكي” للمبدعين الأفارقة (المهدي قطبي)](https://www.maroc24.com/wp-content/uploads/2025/02/المهدي-قطبي.jpg)
أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي، أن مدينة الثقافة الإفريقية- متحف القارة المستقبلي، الذي يتم إنشاؤه بالرباط، يهدف إلى أن يتموقع كـ “مفترق طرق ديناميكي” للمبدعين الأفارقة.
وأوضح السيد قطبي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا “المشروع الطموح” سيساهم في تعزيز القوة الناعمة للمغرب وإفريقيا، وسيتيح عدة برامج من شأنها إبراز “غنى الإبداع الإفريقي”.
وأضاف أن هذه المدينة ستكون “فضاء مميزا” للقاءات والتقاسم والتكوين والتعاون، مشيرا إلى أن هذه المبادلات ستمكن من نسج روابط قوية ودائمة بين المهنيين في مجال المتاحف، مع إتاحة الفرصة للتعبيرات الفنية للقارة للتفاعل مع إبداعات العالم بأسره.
وأوضح السيد قطبي أن تبادل الخبرات والمعارف بين بلدان الجنوب يسمح بتطوير مشاريع تعاونية تعزز “الحفاظ على تراثنا المشترك وتثمينه”، مؤكدا أن المؤسسة الوطنية للمتاحف قامت مسبقا بمبادرات في هذا الاتجاه، من قبيل التكوين على المستوى الإفريقي بهدف تحسين التدبير والحفاظ على التراث والهندسة الثقافية في القارة الإفريقية.
وأضاف أن هذه التبادلات تمكن من مواجهة التحديات الخاصة التي تواجهها المتاحف والأشياء في مواجهة تأثيرات تغير المناخ بشكل أفضل، وقياس حجم هذه التحولات.
وذكر أنه انطلاقا من هذا المنظور، نظمت المؤسسة العديد من المعارض الإفريقية، مثل “إفريقيا في العاصمة”، و”كنوز الإسلام في إفريقيا: من تمبكتو إلى زنجبار”، و”أنوار إفريقيا”، و”إفريقيا بعيون مصوريها، من مالك سيديبي إلى اليوم”، و”فن بنين: الأمس واليوم، من الاسترداد إلى البروز” و”أحلام باماكو 30″.
وأكد السيد قطبي أن المؤسسة الوطنية للمتاحف، التي تعتبر التشارك “جوهر الثقافة”، تقيم شراكات مع مؤسسات أجنبية لتعزيز ونشر التراث المغربي هنا وفي أماكن أخرى.
ولفت إلى أن المؤسسة، تروم من خلال توقيع اتفاقيات شراكة مع مختلف المتاحف العالمية، تعزيز “نقل المعرفة عبر التكوين، وتعزيز الثقافة المغربية من خلال المعارض”.
وفي هذا السياق، ذكر سلسلة من الفعاليات التي تم تنظيمها بفضل هذه الشراكات، بما في ذلك “المغرب في العصور الوسطى: إمبراطورية من إفريقيا إلى إسبانيا” مع متحف اللوفر، و”البحر الأبيض المتوسط والفن الحديث” مع المتحف الوطني للفن المعاصر بمركز بومبيدو، و”المغرب وروسيا، تاريخ قديم مشترك” مع متحف بوشكين، و”المغرب المعاصر” مع معهد العالم العربي، أو “المغرب يفتح أبوابه لكم” مع مركز أبو ظبي الوطني للمعارض.
وبالإضافة إلى المشاركة الفعالة في إشعاع المغرب وإفريقيا، تلتزم المؤسسة الوطنية للمتاحف، من خلال استراتيجية رقمية طموحة، بجعل “الفن والثقافة أسهل ولوجا وأكثر تفاعلا من قبل أكبر عدد ممكن من الناس”، وذلك بفضل مبادرات مختلفة.
وأشار رئيس المؤسسة، أيضا، إلى أن الشراكة التي أبرمت مؤخرا مع مؤسسة أورنج المغرب من شأنها تسريع هذا التحول الرقمي، لاسيما مع رقمنة بيع التذاكر، ورقمنة الفضاءات والأعمال، فضلا عن تطوير تطبيق محمول يسمح للناس باكتشاف الزيارات الافتراضية وشراء التذاكر عبر الإنترنت.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.