انكب المشاركون في الملتقى الوطني لفروع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين ومديري المعاهد التعليمية والمراكز الاجتماعية التربوية التابعة لها، الذي انطلقت أشغاله اليوم الأربعاء بمراكش، على مناقشة سبل تجويد الخدمات التربوية المقدمة للمكفوفين وضعاف البصر وتيسير إدماجهم في الحياة العامة.
وخلال هذا اللقاء، ناقش أعضاء من المنظمة ورؤساء فروعها وأطر من التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش آسفي، صياغة برنامج موحد يرتقي بالعرض التعليمي المقدم للمكفوفين وضعاف البصر الذين يتابعون دراستهم داخل المعاهد التعليمية التابعة للمنظمة (13 معهدا على المستوى الوطني)، من الابتدائي إلى الباكلوريا، في نظام داخلي مجاني.
وفي كلمة بالمناسبة، شدد الكاتب العام للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، صلاح الدين السمار، على ضرورة إضفاء دينامية جديدة لتجويد الخدمات المقدمة للمكفوفين وضعاف البصر على مختلف المستويات، سواء في المعاهد التعليمية أو المراكز الاجتماعية التربوية التابعة للمنظمة.
وأضاف السيد السمار، أنه من هذا المنطلق، يأتي هذا الملتقى ليبحث إيجاد صيغة عمل موحدة بين جميع فروع المنظمة والمعاهد، ثم إرساء نوع من الانسجام بين أطر وزارة التربية الوطنية وفروع المنظمة يفضي إلى تدبير أفضل لهذه المعاهد والمراكز، ويجعل فئة المكفوفين وضعاف البصر في صلب التحولات التي تشهدها المنظومة التعليمية الوطنية.
ودعا في هذا السياق، إلى تمتين علاقات الشراكة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون تتضمن مبادرات تصب في مصلحة الرقي بالخدمات التعليمية والاجتماعية المقدمة لهذه الفئة، مع التركيز على تجاوز الحواجز التي تحول دون تحقيق تكافؤ الفرص مع غيرهم، وتيسير تمتيعهم بالحقوق والحريات وضمان حقهم في الإدماج.
وأشار إلى أن “المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، التي تترأسها صاحبة السمو الأميرة للا لمياء الصلح، تعمل بشكل دائم، على إدماج المكفوفين وضعاف البصر عبر النهوض بالتعليم والتأهيل والتكوين، وتعبئة كل الوسائل الكفيلة بالنهوض بأوضاع هذه الفئة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس عناية خاصة” .
من جانبه، ذكر مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش آسفي، مولاي أحمد الكريمي، بأن هذا الملتقى يأتي تنزيلا لاتفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة التربية الوطنية والمنظمة، وتماشيا مع البرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، بهدف تمكين فئة المكفوفين وضعاف البصر من تتبع تعليمهم، والحصول على نتائج جيدة.
وأبرز السيد الكريمي، أن الشراكة بين الأكاديمية وفرع المنظمة بالجهة تتجسد عبر معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين، كمؤسسة دامجة لهذه الفئة، إذ تعمل بشكل متواصل على تجويد خدماتها التربوية والاجتماعية والنفسية المقدمة للمكفوفين وضعاف البصر، تحقيقا للإنصاف والمساواة وتكافؤ الفرص لجميع الأطفال بمختلف وضعياتهم.
وأشار إلى أن المنظومة التربوية على صعيد جهة مراكش آسفي تتوفر على استراتيجية مندمجة لفائدة المكفوفين وضعاف البصر، وتجويد وتحسين العرض المدرسي للتربية الدامجة الموجه لهذه الفئة، مذكرا بأن الجهة تضم أزيد من 1552 مؤسسة دامجة، يتمدرس فيها نحو 5400 تلميذة وتلميذ في وضعية إعاقة.
وتم التأكيد خلال هذا اللقاء، الذي اختير له شعار “من أجل خلق دينامية إيجابية بين فروع المنظمة ومديري المعاهد التعليمية والمراكز الاجتماعية التربوية خدمة للمكفوفين”، على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية من أجل تدبير المرافق المختلفة التابعة لفروع المنظمة وتوحيد الرؤى من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة.
ويتطرق هذا الملتقى، المنظم إلى غاية 7 فبراير الجاري، لعدد من المواضيع تهم “الآليات الممكنة لتحقيق أهداف المنتدى على مستوى الفروع والمرافق المختلفة المكلفة بتدبيرها مع باقي الشركاء”، و”التدبير المالي للفرع وكيفية إعداد المشاريع الخاصة بالبحث عن الموارد المالية وإعداد التقارير الخاصة بها”، و”تطوير وتجويد البرامج التعليمية التربوية والاجتماعية في إطار التنسيق بين قطاع التربية الوطنية والمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب”، و”دور التربية البدنية والرياضة في حياة الشخص الكفيف .. قراءة في مسار التطور وآفاق العمل”، و”كيفية الاستفادة من الموارد المختلفة المتاحة لتطوير المؤسسة”.
و م ع