انطلقت اليوم الأربعاء بسطات، أشغال ندوة دولية حول موضوع “حقوق الإنسان وتحديات العصر الرقمي “، بمشاركة خبراء مغاربة وأجانب متخصصين في هذا المجال.
وتروم هذه الندوة، التي تنظمها جامعة الحسن الأول بسطات بشراكة مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية إلى غاية 7 فبراير الجاري، تحليل تأثير العصر الرقمي على حقوق الإنسان، والتعرف على التهديدات والمخاطر المحتملة على حقوق الإنسان التي تنشأ بسبب التحولات الرقمية وكيفية مواجهتها، والبحث عن الآليات القانونية لحماية حقوق الإنسان في البيئة الرقمية.
وفي كلمة خلال افتتاح هذه الندوة، قال رئيس جامعة الحسن الأول، عبد اللطيف مكرم، إن هذا الحدث الدولي يشكل منصة للتحليل والتفكير، وتقديم الاقتراحات بشأن موضوع حقوق الإنسان في ظل التطورات التي يعرفها الفضاء الرقمي، كما يعكس اهتمام الجامعة بتعزيز الثقافة والتربية الرقمية بشكل عام.
وأضاف أن هذه الندوة، التي تعرف مشاركة أطر من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والنيابة العامة، والأمن الوطني، وأساتذة جامعيين، ومحامين وقضاة، “تتميز بمشاركة عدة بلدان نتقاسم معهم اللغة والدين والتاريخ والتقاليد، بغية مقاربة مواضيع مرتبطة بحقوق الانسان وعلاقتها بالعصر الرقمي”.
وأكد أن الجامعة، التي تقع على عاتقها مسؤوليات مجتمعية إلى جانب المسؤوليات الأكاديمية والبحث والتكوين ، تلعب دورا محوريا في المجتمع، لتكون بذلك رافعة لتحقيق التنمية، عبر الانخراط في هذه المبادرات التي تواكب الأوراش المفتوحة بالمغرب، مشيرا إلى أن مخرجات هذا اللقاء ستشكل قيمة مضافة لمعالجة الإشكالات الرئيسية المرتبطة بموضوع الندوة.
من جهتها، قالت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان آمنة بوعياش، إن موضوع الندوة يحتل راهنية كبيرة، سواء على الساحة الوطنية أو الدولية، من خلال التطورات التي تتبلور وتتسارع، لتزيد معها سرعة فرص استثمار هذه الفضاءات والزخم الذي تتيحه من جهة، وحجم الانشغالات والانتهاكات والتهديدات المحدقة بالحقوق والحريات، من جهة ثانية.
وأضافت السيدة بوعياش، في كلمة تلاها نيابة عنها مدير مديرية الدراسات والتوثيق، محمد الهاشمي، أن “ثنائية الخير والشر، والمنافع والأضرار، والفرص والتحديات، هي ثنائية متلازمة وملازمة للتطورات التكنولوجية في عالمنا المعاصر، حيث يتصاعد تأثير التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، الذي يوفر فرصا كبيرة لتعزيز الولوج الفعلي للعديد من الحقوق التي تستفيد من الطفرات التكنولوجية التي نعيشها، غير أنها تنطوي في الوقت ذاته على مخاطر وتهديدات جدية لحقوق الإنسان”.
وأكدت أنه المغرب يسعى بكامل الجدية والالتزام إلى تحقيق سيادته الرقمية الوطنية، وتحقيق تحول رقمي شامل وكامل، وتشجيع خلق مقاولات مغربية قادرة على المنافسة وضمان تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي الرقمي.
من جانبه، أكد وكيل الجامعة للعلاقات الخارجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية خالد بن عبد العزيز الحرفش، أن هذه الندوة تعد ثمرة شراكة ناجحة ومتميزة مع جامعة الحسن الأول، عززتها اتفاقيات التعاون المشترك التي أثمرت العديد من الأنشطة المشتركة في المجالات العدلية والإنسانية.
وأشار إلى أن هذه النسخة تأتي ضمن الجهود التي تبذلها الجامعة لتعزيز حقوق الإنسان، التي تعد قضية وثيقة الصلة بكل ما يحقق أمن واستقرار المجتمعات، وأهداف التنمية المستدامة، مؤكدا التزام الجامعة بتعزيز التعاون العالمي لنشر ثقافة حقوق الإنسان، وتطوير التشريعات والآليات التي تدعم الجهود الدولية في هذا المجال.
وسجل أن الأمر يتعلق كذلك بموعد لتناول ومقاربة موضوع حقوق الإنسان وتحديات المجال الرقمي، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل من خلال برامجها الأكاديمية والتدريبية والبحثية والأنشطة العلمية على ترجمة هذا الاهتمام بحقوق الإنسان إلى مبادرات فاعلة.
ويتضمن برنامج الندوة تنظيم جلسات تفاعلية حول مواضيع تهم، بالأساس، الحقوق الرقمية وحماية البيانات ، والآليات المستحدثة لحماية حقوق الانسان في العصر الرقمي، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحقوق الانسان، والتكنولوجيا وحقوق الانسان، والتحديات القانونية المرتبطة بالحقوق الرقمية.
كما سيبحث المشاركون عدة محاور، تهم تحولات العصر الرقمي وتوسيع نطاق حقوق الإنسان، ومخاطر التحولات الرقمية على حقوق الإنسان وآثارها على الأوساط الاجتماعية، والتحديات التي تواجه حقوق الأفراد في عصر البيانات الرقمية، والآليات المستحدثة لحماية حقوق الإنسان في العصر الرقمي، مع التطرق لبعض التجارب والممارسات الدولية في حماية حقوق الإنسان وتعزيز الأمن الرقمي.
و م ع