تم، بأبيدجان، تسليط الضوء على أسس نجاح المنظومة الفلاحية المغربية، وذلك في إطار الدورة الأولى لمنتدى الاستثمار في الصناعات الفلاحية المغربي في كوت ديفوار، الذي يتواصل إلى غاية 8 فبراير الحالي.
وبهذه المناسبة، سلط العديد من المتدخلين الذين يمثلون المؤسسات والمنظمات المهنية والقطاع الخاص في المملكة، الضوء على الإصلاحات والتدابير المتخذة لجعل القطاع الفلاحي الوطني أكثر تنافسية وتمكينه من القيام بدوره على أكمل وجه كرافعة للنمو في النسيج الاقتصادي المغربي.
وأشار المتدخلون إلى أنه بفضل السياسة الاستباقية للمملكة، أصبحت الفلاحة قطاعا استراتيجيا للنمو الشامل، ما مكن المغرب من ضمان أمنه الغذائي، وذلك على الرغم من الوضعية الصعبة التي تتسم بتغير المناخ والجفاف وندرة الموارد المائية.
وأضافوا أن المغرب جعل من النهوض بقطاعه الفلاحي أولوية وطنية، لا سيما من خلال تنفيذ مخطط المغرب الأخضر، الذي يركز على زيادة الإنتاجية والإنتاج الفلاحي وخلق فرص عمل فلاحية والتركيز على تنويع المنتجات، مبرزين خصوصية استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” التي تهدف بشكل رئيسي إلى تحديث الفلاحة وتعزيز الاستثمار الخاص وتشجيع التصنيع الفلاحي الغذائي.
أبرزوا، في ذات السياق، الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لضمان الإدارة الفعالة للموارد المائية، مشيرين إلى أن المغرب، الذي يواجه إجهادا مائيا، ومن أجل ضمان أمنه الغذائي، وضع استراتيجيات مبتكرة للتعامل مع هذا الوضع، عن طريق تطوير البنى التحتية المائية المناسبة (الطرق السيارة للمياه) وتعزيز التدبير المعقلن لهذه المادة الحيوية.
وأضافوا أن هذه الإجراءات تشمل البرنامج الوطني للاقتصاد في مياه الري، وتطوير تقنيات مبتكرة مثل الري الموضعي، واستخدام التقنيات الجديدة، وتطوير المحاصيل ومنصات تسويق المنتجات الفلاحية، دون إغفال الجهود المبذولة على مستوى التكوين وتحسين قدرات الموارد البشرية العاملة في مختلف القطاعات الفلاحية.
وشددوا على أن هذه المبادرات مكنت المغرب من تحسين إنتاجية قطاعه الفلاحي وتحديثه، وتعزيز إدماج الشباب والنساء في هذا القطاع، وتشجيع الاستثمار الخاص، مذكرين بأن المملكة، في إطار الترويج لمنتوجاتها الفلاحية، تمكنت من تطوير علامة “صنع في المغرب”، وبالتالي تعزيز قدرتها التنافسية على الصعيد الدولي.
ومن ناحية أخرى، أكد جميع المتدخلين التزامهم وعزمهم على دعم كوت ديفوار في رؤيتها وجهودها الرامية إلى تثمين منتجاتها الفلاحية والنهوض بقطاع الصناعة الفلاحية المحلي.
كما أشادوا بأهمية انعقاد هذا المنتدى الذي يتيح الفرصة للمغرب وكوت ديفوار لمناقشة آفاق التعاون وتحديد أوجه التآزر، والتي من شأنها تعزيز الشراكات المربحة بين الفاعلين الاقتصاديين من البلدين.
ويشارك في منتدى الاستثمار في الصناعات الفلاحية المغربي في كوت ديفوار وفد كبير من المغرب يضم مستثمرين ومهنيين وخبراء ومديرين يمثلون، على الخصوص، الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة سوس -ماسة، والمكتب الشريف للفوسفاط، ووكالة التنمية الفلاحية، والجمعية المغربية للمصدرين، وشركة ميدز، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، فضلا عن الفيدرالية الوطنية للصناعات الغذائية.
ويهدف هذا الحدث، الذي أطلقه المجلس الفلاحي الإيفواري بالمغرب، بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الرباط-سلا-القنيطرة ، والغرفة الوطنية للفلاحة بكوت ديفوار، إلى تعزيز الروابط الاستراتيجية بين المغرب وكوت ديفوار في قطاعي الفلاحة والصناعة الزراعية.
و م ع