تستعد مدينة الصويرة، المعروفة بتراثها العريق كرمز للتعددية الثقافية والتعايش السلمي، لاستضافة النسخة الثالثة من المهرجان الدولي “روح الثقافات”، ما بين 21 و23 فبراير الجاري تحت شعار “روحانياتنا في تقاسم: بين الأخلاق والجمال”.
وبحسب بلاغ للمنظمين، فإن هذا المهرجان، المنظم بشراكة بين جمعية شباب الفن الأصيل للسماع وتراث الزاوية القادرية بالصويرة، ومؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، ومؤسسة ماتشادو بإشبيلية، يهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان، والدبلوماسية الروحية، والتفاهم الثقافي، من خلال تسليط الضوء على العلاقة بين الأخلاق والجمال في التقاليد الروحية العالمية.
وأبرز البلاغ أنه “لطالما كانت الصويرة نموذجا فريدا للتعايش الديني والثقافي، حيث تعايشت فيها التقاليد الإسلامية واليهودية والمسيحية في تناغم تام”، مضيفا أن المهرجان يجدد التزام المدينة بق ي م التسامح والانفتاح والحوار، حيث يلتقي الفكر والموسيقى والفن لاستكشاف الروابط العميقة بين الروحانية والأخلاق والتعبير الجمالي عبر الثقافات والتقاليد الدينية المختلفة.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن المهرجان يستضيف هذه السنة نخبة من المفكرين ورجال الدين والفنانين والأكاديميين، الذين سيبحثون في الأبعاد الأخلاقية والجمالية للروحانيات من خلال سلسلة من الندوات والجلسات الفكرية والعروض الفنية.
ومن المشاركين في هذه النسخة، علي الداودي، إمام ومستشار ديني في هولندا، وميريام أتياس، عالمة اجتماع وخبيرة في الوساطة الثقافية، وخوسيه أنطونيو فرنانديز كابريو، رئيس أخوية ماكارينا في إشبيلية، وأمامة عواد، أستاذة جامعية وسفيرة المغرب السابقة في بانما، وفوزي الصقلي، أنثروبولوجي وباحث في العلوم الدينية، ومانويل بينيكو، أنثروبولوجي بمركز جاك بيرك في الرباط، وقيس بن يحيى، شاعر وموسيقي ومفكر صوفي، إضافة إلى الحاخام راس دافيد، ممثل الطائفة اليهودية في الصويرة.
وسيتميز المهرجان ببرنامج غني يسلط الضوء على التعبيرات الفنية والروحية التي تعكس عمق العلاقة بين الجمال والمقدس، من خلال عروض موسيقية روحية صوفية إسلامية ومسيحية ويهودية، إضافة إلى استعراض صوفي في أزقة الصويرة بمشاركة الطرق الصوفية المغربية والإسبانية، وفرقة باندا فيردياليس سانتو بيتار من مالقة.
كما ستقام جلسات ذكر وسماع صوفي بمشاركة كبار المنشدين المغاربة، إلى جانب طقوس دينية مشتركة تجمع ممثلي الديانات السماوية في لحظات تعبدية تؤكد على عمق الروابط الروحية والإنسانية التي تتجاوز الفوارق الدينية.
كما ستبرز هذه الدورة الروابط بين الروحانيات والصناعة التقليدية، حيث سيتم تقديم صليب خشبي مصنوع يدوي ا في الصويرة إلى أخوية المسيح التاجي في إشبيلية، وتنظيم ورشات حول الصناعات التقليدية الصوفية والفن المقدس.
ونقل البلاغ عن هشام دينار، المدير المؤسس للمهرجان ومقدم الزاوية القادرية بالصويرة، قوله إن “هذه النسخة تمثل دعوة للتأمل في العلاقة العميقة بين الروحانية والجمال والأخلاق، مما يعزز مكانة الصويرة كعاصمة عالمية للدبلوماسية الروحية”.
وأضاف أن “المهرجان يعكس الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يدعو دائما إلى تعزيز الحوار بين الأديان وترسيخ ثقافة العيش المشترك”.
ويعتبر المهرجان الدولي “روح الثقافات” موعدا سنويا يهدف إلى تعزيز الحوار الروحي والثقافي بين الشعوب والاحتفاء بالإرث الروحي المشترك.
وخلص البلاغ إلى أنه “من خلال التركيز هذه السنة على العلاقة بين الأخلاق والجمال في التقاليد الروحية، يجسد المهرجان التزام المغرب بالسلام والتعددية والانفتاح، ويؤكد مرة أخرى دور الصويرة كفضاء عالمي للحوار الروحي والثقافي”.
و م ع