14 فبراير 2025

بروكسيل.. “أطلنتيك ستراتيجي غروب” يناقش آفاق العلاقات الأطلسية

بروكسيل.. “أطلنتيك ستراتيجي غروب” يناقش آفاق العلاقات الأطلسية

تنكب الدورة التاسعة من “أطلنتيك ستراتيجي غروب”، وهي مبادرة من مركز التفكير الأمريكي (جيرمان مارشال فاند) ومركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، يومي الخميس والجمعة في بروكسيل، على دراسة آفاق العلاقات الأطلسية في ظل هذه “الفترة المضطربة”، فضلا عن موقع الجنوب العالمي في ديناميات التطور الحالية والمستقبلية.

وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا الحدث، استعرض خبراء من أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، العديد من التحديات التي يتعين على هذه المنطقة من العالم مواجهتها، والتي تتعلق بقضايا مثل النمو الاقتصادي والتجارة والهجرة والطاقة والمناخ والأمن، وتعزيز السلام والاستقرار.

وحذر الباحثون من “خطر النزعة الأحادية”، مؤكدين أهمية ربط الدول ببعضها من خلال التزامات مشتركة لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.

وبرأيهم، يجب وضع التغيرات العالمية الراهنة في منظور أوسع، واستغلال هذا الزخم من أجل “التصرف بطريقة مختلفة”، وإعادة توجيه “الموارد إلى حيث يجب”، فضلا عن اعتماد مقاربات جديدة في العلاقات بين بلدان الجنوب، وكذلك بين الجنوب وأوروبا.

كما شدد المشاركون على ضرورة إعادة التفكير في العلاقات عبر الأطلسي في إطار مفهوم “الأطلسي الموسع”، الذي يتجاوز النظرة الغربية التقليدية ليشمل الجنوب الناشئ، الذي يزداد أهمية في سياق الشراكات الدولية.

من جهة أخرى، أكد الخبراء على أحقية بلدان الجنوب في السعي نحو تنويع شراكاتها، خاصة في وقت تبدو فيه التعددية في أزمة أمام تصاعد الأحادية.

وشددوا في هذا السياق على ضرورة أن تعمل دول الجنوب من أجل شراكة جنوب-جنوب مستدامة وموجهة نحو المستقبل، مشيرين إلى أن الأمر يتعلق “بتمكين بلدان الجنوب من تقرير مصيرها، وتعبئة مواردها وإعادة توجيهها نحو مشاريع مستدامة من شأنها بناء مستقبلها”. وأكد الباحثون أن الأطلسي الموسع يوفر إطارا واعدا في هذا الاتجاه.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال نائب رئيس (جيرمان مارشال فاند)، إيان ليستر: “نحن نعيش في لحظة تتسم بالغليان، حيث كل شيء يتغير، وكل طرف يحاول فهم احتياجاته في ما يتعلق بأمنه وازدهاره ومستقبل تعاونه”.

وأضاف السيد ليستر أن “العالم بحاجة إلى أفكار جديدة، وبعضها قد ينبثق من إعادة النظر في تصوراتنا الذهنية حول ماهية العلاقات عبر الأطلسية، لأنها لا تقتصر فقط على الولايات المتحدة وأوروبا”.

كما أكد أن “هذا هو وقت إفريقيا”، مشيرا إلى عوامل ديموغرافية وموارد وديناميات اقتصادية، فضلا عن الحاجة إلى بنية تحتية جديدة واستثمارات حديثة وتعزيز الأمن. وأوضح أن القارة، رغم قدرتها على الاعتماد على شركائها الأفارقة، تحتاج أيض ا إلى توسيع نطاق شركائها.

من جانبها، أشارت نزهة الشقروني، الباحثة البارزة في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إلى “أن المسألة الأطلسية أصبحت أكثر إلحاحا اليوم، ليس فقط لأن بلدان الجنوب الناشئة تسعى إلى بناء أقطاب خاصة بها وموازنة القوى الأخرى وإسماع صوتها، ولكن أيضا بالنظر إلى التحولات الجارية على الساحة الدولية”.

وأضافت السيدة الشقروني: “في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، نعمل على مفهوم الجنوب الجديد، وهو مفهوم براغماتي أكثر، غير منحاز، لكنه يعتمد على موازين القوى المحتملة لخلق الثروة”.

وأكدت على أهمية المبادرة الملكية الأطلسية التي تهدف إلى تمكين بلدان الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي، ما يسمح لها بفك العزلة والمساهمة في خلق الثروات.

وأضافت في هذا الصدد أن “المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يبتكر وينوع شراكاته، ليربط نفسه بالعالم ويمضي نحو مستقبل مزدهر”.

من جهته، أشار جوليان فينتورا، الباحث المنتسب إلى معهد (شاتام هاوس)، إلى أن “العالم يدخل اليوم مرحلة جديدة معقدة، لكنها قد تحمل أيضا فرصا لعلاقات أطلسية أوسع وأقوى”.

وقال السيد فينتورا إن: “هذه لحظة صعبة، لكنها أيضا فرصة لدول الأطلسي الجنوبي لتكون أكثر إبداعا، والعمل بجدية، والتعاون فيما بينها”، معتبرا أنها “فرصة لإظهار روح المبادرة والمساهمة بشكل أكبر في الاقتصاد العالمي”.

يذكر أن “أطلنتيك ستراتيجي غروب” هو اجتماع سنوي يضم مشاركين من أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، ويركز على القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الدول المطلة على المحيط الأطلسي، كما يوفر منصة يمكن من خلالها استكشاف مجالات جديدة للتعاون بين مختلف الفاعلين في الحوض الأطلسي.

ويهدف “أطلنتيك ستراتيجي غروب” إلى تعزيز بناء الشبكات، وتحسين الفهم الجماعي للقضايا الملحة، وتجميع نتائج مفيدة لصناع القرار والمراقبين على جانبي الأطلسي.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.