نيروبي: تسليط الضوء على جهود المغرب في مجال التعمير المستدام

قبل يوم واحد

سلط الوفد المغربي المشارك في منتدى “أوربان شيفت أفريكا” (UrbanShift Africa)، المنعقد من 17 إلى 21 فبراير الجاري بنيروبي، الضوء على أهمية الحلول القائمة على الطبيعة في تكييف المدن مع التحديات البيئية.

وأبرز الوفد المغربي، خلال مشاركته يوم الأربعاء ضمن أشغال هذا المنتدى، الحاجة إلى مقاربة مندمجة ومستدامة لمواجهة التحديات المناخية، من خلال الاعتماد على مبادرات محلية تتماشى مع الالتزامات الوطنية والدولية في مجال البيئة والتنمية المستدامة.

وفي هذا الصدد، استعرض كرم أمزيل، منسق مشروع “مراكش مدينة مستدامة”، الذي تنفذه وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مبادرات مراكش في مجال تدبير المياه والتخضير الحضري والحفاظ على التنوع البيولوجي.

وبعد أن سلط الضوء على تحديات وفرص التنمية المستدامة في مراكش، أشار السيد أمزيل إلى أن المدينة الحمراء تشهد نموا حضريا سريعا وتتعرض لضغوط مناخية قوية.

وقال في هذا الصدد إن المدينة تعاني من ندرة متزايدة في المياه وفقدان كبير للتنوع البيولوجي، لافتا إلى أنه تم وضع استراتيجيات طموحة لتعزيز قدرة المدينة على الصمود.

ومن بين المبادرات الرئيسية التي تم إطلاقها لمواجهة هذه التحديات، توقف السيد أمزيل بشكل خاص عند إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة لسقي ملاعب الغولف وواحة النخيل والمساحات الخضراء بالمدينة.

وفي إطار تعزيز تخضير مراكش، أشار السيد أمزيل إلى إعادة تأهيل الحدائق التاريخية للمدينة وغابة الشباب، فضلا عن تطوير مخططات ومسالك خضراء.

من جانبها، أكدت رئيسة فريق البيئة والطاقة والمناخ والتنوع البيولوجي ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب، أمل نديم، على ضرورة مكافحة الجزر الحرارية الحضرية بغية تشجيع بروز مدن إفريقية مستدامة وشاملة وصحية.

وأبرزت في هذا السياق التأثير المتزايد للاحترار الحضري على السكان الأفارقة، مشددة على العوامل المؤدية إلى ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الحضرية، مثل التكثيف، ومواد البناء، والأنشطة البشرية، وفقدان الغطاء النباتي.

كما سلطت الضوء على الحاجة الملحة لإعادة التفكير في سياسات التهيئة الحضرية من خلال تشجيع توسيع المساحات الخضراء، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وزراعة الأشجار، وإحداث ممرات إيكولوجية، إضافة إلى تدبير أمثل للموارد والمياه.

وشددت السيدة نديم، من جهة أخرى، على ضرورة استغلال الابتكار والتقدم التكنولوجي لتوفير معطيات ومعلومات موثوقة، ضرورية لتنوير وتوجيه عملية اتخاذ القرار، مذك رة بأن مشروع “مراكش مدينة مستدامة”، الذي يندرج في إطار مبادرة “أوربان شيفت”، يجسد هذه المقاربة وهذه الرؤية للتنمية الحضرية المستدامة، من خلال التخطيط لمشاريع تهدف إلى الترويج للحلول القائمة على الطبيعة.

ويجمع منتدى “أوربان شيفت أفريكا”، الذي انطلقت أشغاله الاثنين بمقر برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، أكثر من 250 ممثلا لمدن إفريقية، بما في ذلك رؤساء مجالس بلدية ومسؤولو بلديات، إضافة إلى مستثمرين ورؤساء مقاولات.

ويهدف المنتدى، الذي تنظمه الشبكة العالمية C40 للمدن، بتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومعهد الموارد العالمية والمجلس الدولي للمبادرات البيئية المحلية، إلى أن يكون منصة للتخطيط الحضري المرن والاستثمارات المستدامة والعمل المناخي.

و م ع

آخر الأخبار