21 فبراير 2025

منتدى رؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية: تسليط الضوء على فرص وتحديات الاندماج الاقتصادي بالقارة

منتدى رؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية: تسليط الضوء على فرص وتحديات الاندماج الاقتصادي بالقارة

سلط خبراء وأكاديميون، اليوم الخميس خلال أشغال المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية بمجلس النواب، الضوء على الفرص والتحديات التي تواجه تحقيق التكامل والاندماج الاقتصادي بين بلدان القارة الإفريقية.

وأكد هؤلاء الخبراء والأكاديميون في جلسة تمحورت حول “الاندماج الاقتصادي وقنوات التنمية.. استجابة لتحديات السلم في إفريقيا”، أن القارة الإفريقية تتوفر على كافة إمكانيات النهوض وتحقيق التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي بين بلدانها، من موارد طبيعية وبشرية، مشددين على ضرورة الاستفادة من هذه الإمكانيات، بما يساهم في تحقيق طموحات شعوب القارة.

وفي هذا الصدد، لفت الأستاذ الباحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية -أكدال التابعة لجامعة محمد الخامس – الرباط، زكرياء فيرانو، إلى أن نسبة التكامل الاقتصادي بالقارة الإفريقية لا تتجاوز 18 في المائة، موضحا أن النسبة المتبقية (82 في المائة)، تهم منتجات يتم استيرادها من خارج القارة رغم توفر هذه الأخيرة على كل الإمكانيات اللازمة لتحقيق التكامل الاقتصادي بين بلدانها.

وأشار إلى أن البلدان الإفريقية تصدر سنويا أكثر من 82 مليار دولار من المواد الطاقية الخام، وتستورد أزيد من 42 مليار دولار من هذه المنتجات بعد أن يعاد تكريرها، مشددا على الحاجة إلى الاستفادة من الفرص التي تتوفر عليها لجعل هذه المنتجات تنتج بالكامل وتستغل وتصنع في إفريقيا.

وأبرز فيرانو أن هذا العجز عن بلوغ نسبة متقدمة من الاندماج الاقتصادي في القارة يعود في جزء مهم منه إلى ضعف البنيات التحتية الخاصة بالاتصال وتقنيات المعلومات، والتي تؤثر على أزيد من 32 بلدا حاليا، لافتا إلى أن التجربة والإمكانيات المغربية في مجال البنية التحتية للاتصالات، القطاع الذي يعرف حضورا مغربيا بارزا في القارة، يمكن أن تشكل نموذجا تقتدي به وتستفيد منه البلدان الإفريقية.

كما أشار إلى أن البلدان الإفريقية تواجه بشكل عام صعوبات في الحصول على التمويلات الضرورية لتحقيق التنمية الاقتصادية. ودعا في هذا الصدد إلى الإفادة من التجربة المغربية، حيث تمتلك البنوك المغربية فروعا واستثمارات في أزيد من 25 بلدا إفريقيا، لتحقيق التكامل، سواء مع المغرب، أو بلدان إفريقية أخرى بغية توفير التمويلات اللازمة لتعزيز النمو الاقتصادي بالقارة.

من جهته، أكد نائب رئيس لجنة إفريقيا بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، علي الزروالي، أن الازدهار الاقتصادي للقارة الإفريقية يقوم على محورين أساسيين، أولهما الاستقرار السياسي، والرؤية السياسية القائمة على تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة ومتسارعة.

وأوضح الزروالي أن المملكة تتوفر على هذين العنصرين، حيث تنعم المملكة باستقرار سياسي يشكل عنصر جذب للاستثمارات الأجنبية المباشرة وطويلة الأمد، فضلا عن الاستقرار الاقتصادي الذي يتجلى بوضوح في المؤشرات الماكرو -اقتصادية الإيجابية.

وأبرز المتحدث في هذا الصدد أهمية الدينامية الاقتصادية التي يشهدها المغرب، والتي تظهر أبرز تجلياتها في قطاع صناعة السيارات، حيث تمكن المغرب، في ظرف 15 سنة فقط، من أن يصبح أول مصدر للسيارات في القارة، وقطاع صناعة الطيران الذي وصلت نسبة الاندماج المحلي فيه نسبة 40 في المائة، وكذا قطاع السياحة حيث اقترب عدد السياح الذين زاروا المملكة سنة 2024 من 18 مليونا.

وتنعقد أشغال المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية تحت شعار “نحو وضع أسس دائمة للاستقرار والأمن في إفريقيا” وبمشاركة ممثلي حوالي أربعين بلدا من مختلف مناطق القارة. ويندرج تنظيم هذه الدورة في إطار التعاون وتنسيق جهود البرلمانات الإفريقية من أجل رفع التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية، كما يجسد حرص المملكة المغربية تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على تعزيز التعاون والتضامن على صعيد القارة الإفريقية.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.