افتتح اليوم الخميس برواق المركز الثقافي “إكليل” بمدينة طنجة معرض تشكيلي للفنان عبد الله أوعبي بعنوان “مغرب الرموز .. أشكال وألوان”، والذي يبرز خصوصيات المعمار المغربي وتعدد روافد الثقافة الوطنية بلمسات فنية تجريدية بديعة.
وتتميز لوحات المعرض التشكيلي، الذي سيستمر الى غاية الثالث من أبريل المقبل، بتعدد الألوان والشخوص والرموز في فضاءات تطغى عليها الأقواس والمجسمات التي توحي بالمدن العتيقة المغربية، بأبوابها ومساجدها وصوامعها وقصورها وأضرحتها وأسواقها وساحاتها وحركة روادها.
كما تحكي ألوان نحو 30 لوحة، التي تنتقل من الأزرق إلى الأصفر مرورا بالبني والأخضر والبرتقالي والأبيض، عن امتداد تاريخ المغرب وتنوع جغرافيته من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، وتأثيراتها على التراث العمراني ولباس الإنسان المغربي، حيث تعكس جميعها تراثا أصيلا قلما تجد له مثيلا في العالم.
في هذا السياق، يقول الفنان التشكيلي أوعبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تعدد الألوان في لوحاته يحكي عن زخم وتنوع وعمق ثقافة المغرب التي تشكلت، على مر العصور، من روافد ثقافية مختلفة ومتعددة، تتجلى في التقاليد والعادات كما في الفنون البصرية والصناعة اليدوية والمطبخ والموسيقى، مضيفا أنه يعتبر نفسه “مهندس ألوان متداخلة كل واحد منها يعكس خصوصيات كل منطقة مغربية على حدة”.
وأشار الى أن لوحاته تحمل نمطا فنيا يعطي للألوان الساطعة مساحة واسعة تضفي حيوية خاصة لم يعتد عليها المتلقي المغربي، مبرزا أن “رسالته الأساسية المعبر عنها في اللوحات هي إبراز الاختلاف الجغرافي وتعدد الثقافة الوطنية بأشكالها وتعبيراتها المختلفة وتنوع الأنشطة البشرية”.
ولفت الفنان التشكيلي أوعبي، المزداد سنة 1964 والمنحدر من منطقة أزرو، إلى أن طريقة إبداعه عاصفة بالألوان الصاخبة والخطوط الملتوية والرموز الأمازيغية، وهي تتعامل مع الأشكال الهندسية والألوان بطريقة غير تقليدية “ذات لمسات فنية استثنائية بشكل يجسد استثناء تراث المغرب وهويته”.
واعتبر أن اللوحات المعروضة، عبر تفاعل الألوان والأشكال والتي أخذت منه عقودا من الاجتهاد والدراسة والتدقيق المنهجي والتمحيص العلمي، تحاول تقديم رؤية معاصرة ومجردة عن مضامين الثقافة المغربية من زاوية فنية قلما يطلع عليها المتتبع والمتلقي المحترف أو الهاوي، وكذا الجمع بين التجريد والمرجعيات المعمارية المغربية الأصيلة، وتحويل الذاكرة المعمارية إلى تجربة بصرية غامرة.
وتميزت مسيرة عبد الله أوعبي الفنية بالمشاركة الفعلية في الكثير من المعارض الفردية والجماعية داخل المغرب وخارجه منذ سنة 1987، بمدن من قبيل إفران وأصيلة والداخلة والرباط وطنجة الدار البيضاء والصخيرات وسيدي قاسم وفاس، إلى جانب المشاركة في معارض خارج التراب الوطني بباريس وتولوز وليل وأنجي (فرنسا) والقاهرة (مصر) وبروكسل (بلجيكا).
و م ع