شكلت الرهانات الإستراتيجية المرتبطة بالماء محور النسخة الثانية من يوم الهندسة القروية، التي نظمتها، اليوم السبت بالرباط، الجمعية المغربية لطلبة الهندسة القروية.
وناقش المشاركون في هذا اللقاء المنظم تحت شعار “الترابط بين الأحواض المائية في المغرب، مقاربة إستراتيجية بأبعاد متعددة”، التحديات التقنية والبيئية والاقتصادية المتصلة بالترابط بين الأحواض المائية.
كما شكل هذا الحدث، الذي جمع ثلة من الطلبة والباحثين والخبراء، مناسبة لتحليل الرهانات المتعلقة بهذا الترابط في سياق موسوم بالتغيرات المناخية والضغط المتزايد على الموارد المائية.
وتناولت أشغال هذا اليوم الدراسي عدة محاور، أبرزها سياق مشروع الترابط بين الأحواض المائية، ودور المقاربة التشاركية في إنجاح مشاريع الترابط بين األحواض، بالإضافة إلى التأثيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية لهذا المشروع.
وفي مداخلة بالمناسبة، أوضح الأستاذ الباحث ومدير شعبة التكوين العام بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، حسين باعلي، أن يوم الهندسة القروية يشكل فرصة متميزة لاستضافة خبراء مرموقين لتقاسم معارفهم مع الطلبة ومناقشة العديد من القضايا الراهنة.
وأشار إلى أن الموضوع الرئيسي لهذه السنة يتمحور حول مشروع الترابط بين الأحواض المائية الذي أطلق سنة 2023، حيث تم إنجاز الشطر الأول منه الرابط بين سبو وأبي رقراق على مسافة تتراوح بين 65 و66 كيلومترا، مذكرا بأن الشطر الثاني، الذي يهم المنطقة الشمالية ويربط بين سدي وادي المخازن ودار خروفة، يوجد حاليا في مرحلة الاختبار.
من جهته، أبرز مدير العمليات لمشاريع الترابط بين الأحواض بمديرية الري التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عادل بنور، أن هذا اليوم الدراسي شكل مناسبة لتقاسم الجوانب التقنية والحكامة المتعلقة بالمشروع، بهدف إتاحة الفرصة للمشاركين للاستفادة من هذه الخبرة.
وشدد على العناصر الإستراتيجية والتنظيمية والمالية التي ساهمت في إنجاح هذا المشروع الرائد على المستوى الوطني، مؤكدا أهمية هذه العناصر في الإنجاز السريع والفعال للبنية التحتية.
بدوره، أبرز الأستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، إدريس حسناوي، أهمية المقاربة التشاركية في هذا النوع من المشاريع لضمان نجاح واستدامة البنيات التحتية المنجزة.
وأوضح أن هذه المقاربة تقوم على إشراك الفاعلين المعنيين بشكل نشط، منذ مرحلة التصميم إلى التنفيذ، لضمان انخراط المستخدمين المعنيين والسكان المستفيدين، مع الحرص على استدامة الخدمات المقدمة.
وتهدف الجمعية المغربية لطلبة الهندسة القروية، التي تأسست سنة 1998، إلى تعزيز التميز الأكاديمي والمهني والجمعوي لدى مهندسي المستقبل في مجال الهندسة القروية بالمعهد. كما تحرص الجمعية على إطلاق نقاشات ومبادرات ملموسة حول القضايا الوطنية والدولية المرتبطة بهذا المجال الإستراتيجي.
و م ع