أكد المشاركون في النسخة الرابعة للمؤتمر الدولي للتدريب في الرعاية الصحية والابتكار (2025-HTIC)، المقام بوجدة ما بين 20 و22 فبراير الجاري، على أهمية إدماج التكنولوجيا الحديثة في التكوين الطبي، واستلهام أفضل الممارسات في مجالات التدريب، والبحث العلمي، والابتكار الصحي.
وأبرز المتدخلون خلال أشغال هذه التظاهرة العلمية، التي نظمتها الجمعية المغربية في علوم الصحة (Morocco Sim)، أهمية المحاكاة في الرعاية الصحية والابتكار البيداغوجي، وتعزيز الأعمال البحثية في العلوم الأساسية، وكذا إدماج المحاكاة الصحية في إصلاح الدراسات الطبية، وأيضا الصحة الرقمية، فضلا عن التكوين من خلال الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الصدد، أكد الكاتب العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، محمد خلفاوي، على أهمية هذا المؤتمر في المساهمة في النهوض بمجال المحاكاة والابتكار التربوي في علوم الصحة، مؤكدا على ضرورة تجديد وتطوير نماذج التكوين في العلوم الصحية بما يتماشى مع التغيرات العلمية ومتطلبات العصر.
وأبرز الدور الذي تلعبه المحاكاة في طرق تدريب مهنيي المستقبل، من خلال توفير بيئة تدريب واقعية وآمنة تساهم في تحسين مستوى الأمان لدى المرضى وجودة الخدمات المقدمة، مؤكدا التزام الوزارة بتعزيز مكانة المحاكاة ضمن برامج التكوين، سواء الأولي أو المستمر، عبر إنشاء مراكز محاكاة داخل المؤسسات الجامعية مجهزة بأحدث المعدات والتقنيات.
ومن جهته، ذكر والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة – أنجاد، خطيب الهبيل، بالتزام المغرب بالتميز والابتكار في مجال التكوين الطبي، مؤكدا أن جهة الشرق تلعب دورا محوريا في هذا الالتزام من خلال بنياتها التحتية وتفانيها في مجال الصحة.
وأشار إلى أن المحاكاة في مجال الصحة، تمثل ثورة في تعلم وممارسة الطب، من خلال تقديمها حلولا فعالة لمشكلة النقص في الأطباء، وتوفير تدريب عملي للطلاب في ظروف شبه واقعية، كما تضطلع بدور أساسي في التحولات التي يشهدها المجال الصحي، عبر تعزيز التكوين الطبي، وتحسين إدارة الحالات الطارئة، والارتقاء بجودة الرعاية الصحية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد عميد كلية الطب والصيدلة بوجدة، خالد السراج، أن هذه التظاهرة تمثل قيمة علمية وبيداغوجية كبيرة، ونتيجة لمسار طويل من الإنجازات في مجال المحاكاة الذي حققته الكلية، والمتوج بتنظيم هذا المؤتمر، وبافتتاح مركز المحاكاة الطبية بالكلية.
وأوضح أن افتتاح هذا المركز، يشكل نقطة تحول كبيرة، حيث سيتم هيكلة المحاكاة كوسيلة بيداغوجية مهمة، ضمن البيداغوجية العامة التي تتبعها الكلية، مبرزا أنها ستمكن الطلاب من تطوير مهاراتهم وكفاءاتهم، والتدرب على كافة الإجراءات الطبية في بيئة آمنة قبل التعامل مع المرضى.
ومن جانبه، أوضح أستاذ التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، ورئيس الجمعية المغربية للمحاكاة في علوم الصحة، محمد موهوي، أن المحاكاة التي تعتبر تكنولوجيا بيداغوجية جديدة ومتطورة، تمكن من صقل المواهب والمهارات التقنية للطلاب؛ مما يؤهلهم للتصرف اللازم عند التعامل مع المرضى في الواقع.
وحسب المنظمين، فإن هذا المؤتمر، الذي ن ظم بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة، وكلية الطب والصيدلة بوجدة، والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، يشكل منصة للتبادل العلمي والتقني بهدف تعزيز قدرات العاملين في القطاع الصحي، ولتقديم حلول مبتكرة لتحسين جودة الرعاية الصحية، وأيضا لخلق فضاء للنقاش وتبادل الخبرات، من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، بما يواكب التطورات العالمية.
و م ع