شكلت الدورة الخامسة من أسبوع العلوم التي اختتمت فعالياتها الجمعة، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مناسبة لاستكشاف التحديات العلمية الرئيسية للمستقبل، بما في ذلك دور الذكاء الاصطناعي في التحولات الصناعية والرهانات الطاقية والمعدنية.
وانصبت المناقشات خلال هذا الحدث العلمي، حول الابتكار في قطاعي الفلاحة والصحة، مع التركيز، بشكل خاص، على السيادة العلمية في إفريقيا.
وأرست الدورة الخامسة من أسبوع العلوم، وفق بلاغ للمنظمين، أسس تفكير حول التحولات الراهنة، وضرورة اتخاذ مبادرات ملموسة بين البحث والصناعة، والمؤسسات العمومية.
وأظهرت النقاشات حول الهيدروجين الأخضر، أهمية مقاربة مندمجة تمزج بين الإنتاج المحلي والبنيات التحتية الملائمة وتصنيع سلاسل القيمة.
وأكد فيليب إيسبوسيتو، مؤسس “DH2 Energy” ، في هذا الصدد، على تأمين الاستثمارات والتنمية، وتعزيز الشراكات بين البحث والصناعة لتفادي تبعية تكنولوجية.
وفي قطاع التعدين، أبرزت جلسة حول “تعدين المستقبل”، التوترات بين ارتفاع الطلب العالمي على المواد الاستراتيجية، والحاجة إلى استغلال مستدام.
بدوره، قدم ريتشارد ليلي، الجيولوجي الاستكشافي، الاتجاهات نحو الأتمتة المتقدمة والتدبير الأمثل للموارد، فيما أكد توفيق آيت التاجر، المستشار الاستراتيجي في شركة دولية مخصصة لاستكشاف النفط وتكريره، على استراتيجيات الحياد الكربوني، واحتجاز ثاني أكسيد الكربون.
كما شكل تدبير الفوسفور، الذي يعتبر عنصرا رئيسيا في الفلاحة، محور مداخلة لجاكوب جونز، مدير مركز ” STEPS”، الذي دعا إلى تدبير أمثل لتدفق الإنتاج وإعادة تدوير الأسمدة الفوسفاطية.
وأثارت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب، النقاش حول المساهمات الخوارزمية، وموثوقية التشخيصات، وتأثيرها على التكوين الطبي.
وأبرز شكري بن مامون، الأستاذ بجامعة يال، التقدم المحرز في مجال الطب التنبؤي، مع التأكيد على حدود النماذج الحالية.
أما انتصار حدية، المختصة في أمراض الكلي، فذكرت بأن الذكاء الاصطناعي يتعين تأطيره لضمان تكامله مع الخبرة الإنسانية.
وتم أيضا تسليط الضوء على الهندسة المعمارية من خلال مداخلة لطارق والالو، مصمم الملعب الكبير الحسن الثاني ، الذي سيكون أكبر ملعب في العالم بسعة 115 ألف مقعد، والذي استلهم تصميمه من التقاليد المغربية حيث يمزج بين الجمالية والأداء الطاقي.
كما سلطت دورة 2025 من أسبوع العلوم الضوء على العديد من المشاريع المقدمة من قبل باحثين وطلبة، ضمنها “AlgaTech”، وهو عبارة عن روبوت قادر على جمع وإعادة تدوير الطحالب لإنتاج الوقود الحيوي وأسمدة طبيعية، و”Ecolink”، وهي منصة رقمية تربط المقاولات ومن يقومون بإعادة التدوير لتحسين تدبير النفايات.
وشكلت القرية العلمية، التي تمت تهيئتها بهذه المناسبة، ﻓﻀﺎء دﻳﻨﺎميكيا حيث اكتشف الباحثون والطلبة والجمهور آخر التطورات التكنولوجية من خلال عروض تفاعلية وورشات تطبيقية.
وتميز هذا الحدث العلمي الكبير، المنظم من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، تحت شعار ” تشكيل المستقبل” ، بتنظيم 30 ورشة و45 لقاء، بمشاركة خبراء مغاربة وأجانب مرموقين، وبحضور طلبة من العديد الجامعات.
و م ع