في قلب المعرض الدولي للفلاحة بباريس (22 فبراير-2 مارس)، يبرز الجناح المغربي كواجهة حقيقية للتميز الفلاحي الوطني، إذ يعكس تنوع جهاته وتراثه العريق، مقدما نموذجا لفلاحة مستدامة ومبتكرة.
وعلى مساحة 476 مترا مربعا، يشارك المغرب، الذي يحل ضيف شرف لأول مرة في تاريخ المعرض، بمجموعة واسعة من المنتجات المميزة، والتي تقدمها 76 تعاونية تضم ما يقارب 2000 فلاح صغير، يعدون الحراس الحقيقيين للمهارات الفلاحية التقليدية بالمملكة.
ومنذ الولوج إلى الجناح عبر بواباته الكبرى، المزي نة بألوان المغرب، والذي تم إعداده تحت إشراف وكالة التنمية الفلاحية، يجد الزوار أنفسهم أمام عرض مذهل من الألوان والنكهات. فكل ركن من الجناح يأخذ الزائر في رحلة حسية، حيث تبرز زيوت الزيتون والأركان بنكهتها المتميزة، والزعفران والتمور بعطورهما الفريدة، إلى جانب منتجات أخرى استثنائية ثمرة جهود التعاونيات المغربية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، المهدي الريفي: إن “الجناح المغربي في هذه النسخة من المعرض شهد توسعا كبيرا، حيث بلغ حوالي 500 متر مربع، ما يعكس تطورا ملحوظا مقارنة بالدورات السابقة، ويمنحه مكانة أفضل”.
وأضاف المسؤول أن الجناح المغربي يضم نحو ثلاثين تجمعا من التعاونيات تمثل الجهات ال12 للمملكة، مشيرا إلى أنه يقدم تشكيلة واسعة من المنتجات الفلاحية المغربية، بما في ذلك الفواكه والخضروات والمنتجات البستانية، التي تصدر إلى أوروبا وأسواق عالمية أخرى.
وبخصوص اختيار المغرب كأول بلد ضيف شرف للمعرض الدولي للفلاحة بباريس، أكد السيد الريفي أن هذا الاحتفاء يعكس جودة علاقات التعاون بين المغرب وفرنسا، خاصة في مجالات الفلاحة والغابات والصيد البحري.
ويحمل الجناح المغربي هذا العام شعار “المغرب.. قرون من النكهات”، حيث لا يقتصر دوره على عرض المنتجات فقط، بل يتجاوز ذلك إلى إبراز الثقافة المغربية الأصيلة من خلال أنشطة ترفيهية وعروض تذوق مميزة.
وعند مدخل القاعة رقم 5 بقصر المعارض بباريس، يمكن التعرف بسهولة على الجناح المغربي، حيث تمتزج روائح التوابل والنباتات العطرية بأطباق وحلويات تقليدية، مرفقة بكؤوس الشاي بالنعناع على إيقاعات الدقة المراكشية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت زهرة بودبيزة، وهي عارضة في الجناح المغربي تمثل تعاونية نسائية متخصصة في تسويق التين الشوكي بسيدي إفني: “مشاركتنا في معرض باريس فرصة حقيقية لتعريف العالم بجودة تيننا الشوكي”.
وأضافت: “كما أنها مناسبة لتسليط الضوء على دور النساء القرويات، اللواتي يضطلعن بدور أساسي في تثمين منتجاتنا الفلاحية”.
وقد تأسس المعرض الدولي للفلاحة بباريس عام 1964، ويعد أحد أكبر التجمعات العالمية المخصصة للأغذية والفلاحة، حيث يجمع بين المستهلكين وصناع القرار ومشغلي سلاسل التوزيع والباحثين في مجال الابتكار الفلاحي.
ويجد تكريم المغرب في معرض باريس صداه في حدث قادم، حيث ستحل فرنسا بدورها ضيف شرف على المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في أبريل المقبل، ما يعكس رمزية قوية للتكامل والتعاون بين البلدين.
و م ع