الجالية المغربية بفرنسا تستقبل شهر رمضان المبارك في أجواء من الروحانية

قبل 5 ساعات

تستقبل الجالية المغربية المقيمة بفرنسا شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ هذا السبت في هذا البلد الأوروبي، في أجواء من الروحانية.

وفي مختلف المساجد المنتشرة عبر الأقاليم الفرنسية، حيث اعتاد أفراد الجالية أداء الصلوات والعبادات الخاصة بهذا الشهر الفضيل، بدأ الأئمة والوعاظ والمرشدات، الذين أوفدتهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بالتوافد إلى أماكن تعيينهم، من أجل تلبية احتياجات مغاربة العالم من التأطير الديني، وذلك في تناغم تام مع القوانين المعمول بها في بلدان الاستقبال، وبالتنسيق مع الجمعيات الفاعلة في هذا المجال.

ويعد المسجد الكبير محمد السادس في سانت إتيان واحدا من أبرز المعالم الدينية التي تستفيد من هذه العملية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد يوسف عفيف، مدير الشؤون الثقافية بالمسجد، أن جميع الترتيبات قد اتخذت لضمان استقبال المصلين في أفضل الظروف داخل هذا الصرح المعماري المغربي، الذي شهد توسعة خاصة بهذه المناسبة.

وقال السيد عفيف: “نتوقع حضور ما بين 3000 و3500 شخص يوميا خلال الشهر الفضيل، مع تسجيل ذروة في ليلة القدر، حيث يمكن أن يتجاوز العدد 10 آلاف مصل”.

ويعد هذا المسجد، الذي افت تح سنة 2012، معلمة دينية ذات طابع معماري أصيل، وقد تمكن في غضون سنوات قليلة من فرض نفسه كرمز ديني وثقافي في إقليم لوار، حيث يجسد قيم الانفتاح والتعايش في هذه المنطقة الواقعة جنوب شرق فرنسا.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمسجد الكبير محمد السادس بسانت إتيان ما بين 2000 و2500 مصل داخل قاعاته، فضلا عن ساحة خارجية، مما يجعل مجموع مساحته الممتدة على هكتار واحد قادرا على استيعاب أعداد كبيرة من المصلين.

وأضاف السيد عفيف أنه لمواكبة الجالية المغربية خلال الشهر الفضيل، تم إعداد برنامج غني بالأنشطة، يشمل، إلى جانب الصلوات وتلاوة القرآن الكريم، تنظيم محاضرات وندوات حول قيم التضامن والتعايش، بمشاركة أئمة ووعاظ قادمين من المغرب، بينهم ثلاثة مرشدين وثلاث مرشدات.

وأشار إلى أن هؤلاء الوعاظ والمرشدين هم جزء من الوفد الديني الذي أوفدته المملكة لخدمة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مؤكدا أن أفراد الجالية يثمنون عاليا هذه المبادرة التي تعزز ارتباطهم الروحي والديني بوطنهم الأم.

وأضاف أن أفراد الجالية المغربية يعبرون عن شغفهم الكبير بالحفاظ على صلتهم الروحية والدينية ببلدهم الأصلي، مشددا على أن الأئمة والوعاظ المغاربة ينجحون، بفضل خطابهم المستنير ومنهجهم التربوي المستوحى من قيم الاعتدال والوسطية، في ترسيخ قيم الإسلام السمح في نفوس أبناء الجالية.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن 27 إماما وواعظا وواعظة مغربيا سيشرفون على التأطير الديني خلال هذا الشهر في جهة أوفيرن-رون-ألب، التي تنتمي إليها مدينة سانت إتيان.

يذكر أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي نظمت الأربعاء الماضي بالرباط لقاء تواصليا لفائدة البعثة العلمية المكلفة بتأطير الجالية المغربية بالخارج خلال شهر رمضان المبارك، قامت بتوزيع الوعاظ والواعظات والمشفعين، انطلاقا من الاتفاق الذي يتم مع سفارات وقنصليات المملكة بالخارج، وكذا الهيئات المسيرة للمساجد المغربية، التي تعتبر المخاطب الرسمي في هذا الشأن.

وتتألف هذه البعثة العلمية من 363 مشفعا و25 واعظا و22 واعظة، سيتوزعون بين مختلف الدول الأوروبية وكندا.

وفي السياق ذاته، قدمت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، يوم الثلاثاء الماضي بالرباط، برنامج المواكبة الدينية لأفراد الجالية المغربية بالخارج خلال شهر رمضان 2025.

وعلى غرار السنوات الماضية، ستوفد مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بعثة مكونة من 272 عضوا، سيتكلفون بإلقاء الخطب وتقديم حصص لحفظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى 31 إماما مكلفا بصلاة التراويح.

و م ع

آخر الأخبار