06 مارس 2025

“دار الميمة” بالهراويين.. تجسيد حقيقي لصناعة التفوق الدراسي والإدماج الإجتماعي للفتيات في وضعية صعبة

Maroc24 | جهات |  
“دار الميمة” بالهراويين.. تجسيد حقيقي لصناعة التفوق الدراسي والإدماج الإجتماعي للفتيات في وضعية صعبة

الدار البيضاء 06 مارس 2025 (ومع) تعد “دار الميمة للإناث بالهراويين”، المتواجدة بالنفوذ الترابي لإقليم مديونة، إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تشكل نموذجا حقيقيا لاحتضان ومواكبة الفتيات في وضعية صعبة، ومساعدتهن على التفوق الدراسي والاندماج في المجتمع.

وتعد هذه المؤسسة، التي أحدثت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بطاقة استيعابية تبلغ 104 من الإناث، تجسيدا مثاليا لإيواء الفتيات وتكريسا للدور الفعال الذي يضطلع به المجتمع المدني في احتضان الفتيات (من 2 إلى 25 سنة)، وتتبع مسارهن الدراسي والمهني.

وتكمن أهمية هذه المؤسسة، التي تسيرها جمعية “رعاية ابن السبيل” التي تجعل من التعليم أولوية ضمن برامجها وخطط عملها، في توفير الإدماج الاجتماعي للفتيات والأطفال المحرومين من السند الأسري والأشخاص بدون مأوى، بالإضافة إلى مواكبة المستفيدات ومساعدتهن على تحقيق نجاحات كبيرة، حيث بلغ معدل النجاح المدرسي الإجمالي مئة في المئة.

وبفضل التوجه الرائد للجمعية والظروف الملائمة لدار “الميمة”، استطاعت هذه الفئة من الفتيات التغلب على الصعوبات وتخطي الحواجز بعزيمة وإرادة قويتين، وكسب رهان التفوق الدراسي بقوة فولاذية، وبلوغ مراتب مجتمعية مشرفة.

وأثمرت هذه المجهودات عن مواصلة عدد من المستفيدات، بعد حصولهن على شهادة البكالوريا بتفوق، دراساتهن العليا حاليا في المغرب (الجامعة الدولية بالرباط، مدرسة الدراسات العليا للتجارة، جامعة مونديابوليس، المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، المدرسة المغربية لعلوم المهندس)، وفي الخارج أيضا بكل من الصين وروسيا وألمانيا.

في هذا الصدد، أكدت رئيسة جمعية “رعاية ابن السبيل”، إنصاف الرغاي، أن هذه المؤسسة، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2010، تساهم بشكل كبير في تطوير المهارات الشخصية للمستفيدات عن طريق التكوين المستمر، ورفع درجة المعرفة والوعي، وتقوية قدراتهن لضمان اندماج سليم داخل المجتمع.

وأضافت السيدة الرغاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدار تعمل على إعداد مشروع حياة لكل مستفيدة، ومواكبة النزيلات في ما يخص الاستماع والتوجيه والمصاحبة، انطلاقا من كسب رهان الإدماج السوسيو-اقتصادي للفتيات ووصولا إلى تمتعهن بالاستقلالية والتمكين الاقتصادي.

وتابعت أن الجمعية نجحت في تحقيق أهدافها عبر الانتقال بالمستفيدات من الوضعية الهشة إلى مواطنات متشبعات بقيم المواطنة الحقة والنجاح في مسارهن الدراسي، وضمان فرص شغل تضمن لهن الكرامة وفرض ذواتهن في المجتمع، مشيرة إلى أنه تم خلال الـ15 سنة الماضية إدماج حوالي 100 مستفيدة في قطاعات حيوية، مثل الطب والهندسة والتربية والتكوين وغيرها.

وأبرزت رئيسة الجمعية أن نجاح الفتيات يرجع، بالأساس، إلى مواكبتهن نفسيا وتمكينهن من مختلف الظروف المواتية والآليات الحقيقية للإدماج الدراسي، ورفع جودة الخدمات عن طريق ممارسة الفن والمسرح والرياضة.

وخلصت إلى أنه، فضلا عن رعاية الفتيات، فإن الجمعية تعمل، بمعية شركائها، على توفير الرعاية إلى أزيد من مئة مستفيد من الذكور، بالإضافة إلى تقديم خدمات في مجال النهوض بوضعية المرأة والطفل وحماية الطفولة، وتنظيم قوافل طبية للنساء الحوامل، وتوزيع مساعدات ومواد غذائية، لاسيما خلال شهر رمضان المبارك.

من جهته، قال محمد سينا، المكلف بمصلحة مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم مديونة، إن مؤسسة “دار الميمة”، التي تم إحداثها بمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تهدف إلى توفير الرعاية لفائدة الأطفال المتخلى عنهم واليتامى والمنحدرين من أسر معوزة، وتحقيق اندماج أمثل للطفل في الوسط العائلي والاجتماعي والمدرسي والسوسيو-اقتصادي.

وأضاف أن هذه المؤسسة الاجتماعية تهدف، بفضل المجهودات المتواصلة ودعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى تقديم خدمات أساسية ذات جودة عالية تتمثل في توفير السكن والتعليم والتتبع الطبي والنفسي، فضلا عن توفير الظروف الملائمة التي من شأنها تحسين أوضاع هذه الفئة من الأطفال، وبالتالي تسهيل اندماجهم في المجتمع.

وأبرز أن اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تخصص دعما ماليا سنويا يقدر بـ 500 ألف درهم كمساهمة في مصاريف تسيير هذه المؤسسة.

وفي سياق متصل، عب رت مجموعة من المستفيدات عن ارتياحهن لجودة التعليم والخدمات التي تقدمها “دار الميمة” لمختلف المستفيدين والمستفيدات، مبرزين الدور الفعال للجمعية المسيرة وأطر الدار في تخفيف العبء عن الفئات المعوزة والهشة، وتوفير أجواء مواتية لاستكمال دراستهم وبالتالي إدماجهم الإيجابي داخل المجتمع.

وتضم المؤسسة، المشيدة على مساحة 2000 متر مربع، 30 غرفة مخصصة للإيواء، وقاعة للإعلاميات، وقاعة للصلاة، وأخرى للرياضة، بالإضافة إلى مصحة، ومطبخ، ومطعم، ومكاتب إدارية، ومرافق صحية، وقاعات ألعاب للأطفال.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.