أشاد المغرب، اليوم الثلاثاء أمام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، بالأنشطة التي تضطلع بها لجنة الحكماء وآلياتها الفرعية (FemWise وWiseYouth)، مبرزا أثرها الملموس والإيجابي في مجال تعزيز السلم والأمن والحكامة الجيدة بإفريقيا.
وأبرز الوفد المغربي، خلال اجتماع حول “أنشطة لجنة الحكماء وآلياتها الفرعية (شبكة النساء الإفريقيات للوقاية من النزاعات والوساطة “Femwise-Africa”، شبكة الحكماء الأفارقة “réseau Panwise” وشبكة الشباب الأفارقة في الوقاية من النزاعات والوساطة “Wiseyouth)”)، نظمه مجلس السلم والأمن تحت الرئاسة المغربية لشهر مارس، أنه في سياق الوضع الأمني المعقد بالقارة الإفريقية، عززت لجنة الحكماء وهيئاتها الفرعية، على مر السنين، مكانتها كآليات أساسية في مجال تعزيز الحوار والتماسك الوطني والمصالحة داخل البلدان الإفريقية.
وأشار إلى أن الإجراءات الفعالة والحاسمة التي اتخذتها لجنة الحكماء حول مختلف المواضيع وفي العديد من البلدان الإفريقية، تجسد الرؤية المشتركة لتحقيق التآزر بين مختلف القوى الإفريقية، خاصة النساء والشباب، بهدف خدمة القضايا النبيلة للقارة وضمان السلم والأمن والاستقرار داخلها.
وأضاف أن لجنة الحكماء أكدت بالتالي دورها كركيزة للهندسة الإفريقية للسلم والأمن، مشيرا إلى أن التفاعلات المضطلع بها في عام 2024 مع البلدان التي تمر بمرحلة انتقال سياسي مكنت من تعزيز قنوات التواصل مع هذه الأخيرة وتقييم التقدم المحرز في مجال الإصلاحات وتعزيز الحكامة الجيدة في هذه البلدان، مع استعراض التحديات التي واجهتها هذه الأخيرة.
كما أشار الوفد المغربي إلى أن المشاركة النشطة للجنة في العمليات الانتخابية اتسمت بجهود الوقاية من التوترات المرتبطة بالانتخابات، من خلال الدعوة إلى نهج مقاربة تشمل كافة الجهات الفاعلة في سياق معالجة المخالفات وتعزيز شفافية العمليات الانتخابية سالفة الذكر، مبرزا أن اللجنة عززت مكانتها كفاعل رئيسي في الحفاظ على النظام الديمقراطي في إفريقيا، وتهدئة العمليات الانتخابية والترويج لنموذج إفريقي للحكامة الجيدة والشاملة.
وشدد على أن شبكة النساء الإفريقيات للوقاية من النزاعات والوساطة واصلت، من جهتها، تقديم مساهمة كبيرة في تعزيز البعد الجنساني وتعزيز دور النساء في مجالات الدبلوماسية الوقائية والوساطة والحوار على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية. ورغم محدودية الموارد، قامت الشبكة بنشر نساء وسيطات في إطار بعثات مراقبة العمليات الانتخابية والدبلوماسية الوقائية، مع الاضطلاع بدور رئيسي في الترويج لمنصات الحوار المخصصة للنساء في حالات النزاع.
وذك ر في هذا السياق بأن إطلاق المجموعة الأولى لشبكة الشباب الأفارقة في الوقاية من النزاعات والوساطة في نونبر 2024 شكل خطوة رئيسية في تفعيلها كآلية فرعية للجنة الحكماء، موضحا أنها هذه الشبكة ستمكن من جعل الشباب الإفريقي قوة نشطة في إطار مختلف عمليات الدبلوماسية الوقائية والوساطة والحوار والسلام التي يقودها الاتحاد الإفريقي.
وأضاف الوفد المغربي أن تحقيق هدف تسجيل مشاركة ذات قيمة مضافة عالية للشباب الإفريقي في العمليات السالفة الذكر يتطلب بالضرورة تعاونا وثيقا وتفاعلا منتظما بين الشبكة والاتحاد الإفريقي للشباب، موضحا أن هذا التعاون يمتاز بتوجيه مشاركة الشباب بشكل خاص في عمليات السلام.
علاوة على ذلك، دعا الوفد المغربي إلى الدعم الكامل لأنشطة شبكتي “Panwise” و”FemWise”، من خلال تخصيص الموارد الكافية للاضطلاع بمهامهما، ولا سيما نشر النساء الوسيطات، مؤكدا على أهمية تقديم إحاطات منتظمة حول أنشطة هاتين الهيئتين.
كما دعا إلى تشجيع التعاون الوثيق بين شبكة “WiseYouth” والاتحاد الإفريقي للشباب، بهدف توجيه مشاركة الشباب في عمليات السلام وتعزيز شمولية شبكة “WiseYouth” في مختلف عمليات منع وتسوية النزاعات.
و م ع