أديس أبابا: مشاركة منتخبين من الأقاليم الجنوبية للمملكة في الدورة ال57 للجنة الاقتصادية لإفريقيا، إشارة قوية للاهتمام الموجه لهذه الأقاليم في التكامل القاري (السيد شيبة)

أكد الدكتور شيبة مربيه رب، رئيس مركز الصحراء للدراسات في التنمية وحقوق الإنسان، أن مشاركة ممثلين عن المنتخبين المحليين لجهتي الداخلة وادي الذهب والعيون الساقية الحمراء ضمن الوفد المغربي المشارك في أشغال الدورة ال57 للجنة الإقتصادية لإفريقيا، المنعقدة بأديس أبابا من 12 إلى 18 مارس الجاري، يعد إشارة قوية للاهتمام الموجه للأقاليم الجنوبية للمملكة في عملية التكامل الجهوي والقاري، وكذا الرغبة الواضحة في تنويع وتطوير اقتصادها.
وأبرز السيد شيبة، وهو أيضا منتخب محلي عن جهة العيون الساقية الحمراء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بفضل إمكاناتها والبنى التحتية الاستراتيجية قيد التطوير، تبرز الأقاليم الجنوبية للمملكة، وفقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كبوابة لبناء فضاء إفريقي مزدهر ومتضامن، في خدمة القارة وشعوبها.
وأشار إلى أن هذه الدينامية، كما أرادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تهدف إلى جعل هذه المناطق منصة استراتيجية للربط بين أوروبا وإفريقيا وأمريكا وحوض البحر الأبيض المتوسط، لا سيما مع اكتمال مشاريع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية وافتتاح الطريق السريع تيزنيت-الداخلة، الذي يربط المغرب بالقارة الإفريقية عبر موريتانيا.
علاوة على ذلك، يضيف السيد شيبة، فإن البنى التحتية الكبرى، مثل ميناء الداخلة الأطلسي، الذي ي عد أحد أكبر الموانئ على المستوى القاري، وشبكة الطرق والمطارات والمنشآت اللوجستية من الجيل الجديد ومناطق التبادل التجاري الحر، تعزز هذه الدينامية وتسر ع عملية التكامل الاقتصادي لهذه المناطق.
وأوضح رئيس مركز الصحراء للدراسات في التنمية وحقوق الإنسان أن هذه المبادرات تندرج في إطار الرؤية المستقبلية لجلالة الملك، الهادفة إلى جعل الأقاليم الجنوبية محورا استراتيجيا للتنمية المستدامة للقارة الإفريقية، مشيرا في هذا السياق إلى المبادرة الملكية الأطلسية، التي تسعى إلى توحيد الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي وجعلها فضاء ديناميكيا للتكامل الاقتصادي، وكذا مبادرة جلالة الملك الرامية إلى فك العزلة عن دول الساحل، التي تفتقر إلى منافذ بحرية، من خلال فتح ممرات وصول إلى المحيط الأطلسي عبر شبكة من البنى التحتية الاستراتيجية.
وأبرز أن هذه الآلية تضمن لهذه الدول الانفتاح على الأسواق العالمية من خلال المرور عبر الأقاليم الجنوبية للمملكة.
من جهة أخرى، أبرز السيد شيبة أن مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب يعد رافعة رئيسية للاندماج الإقليمي والقاري، من خلال تعزيز الربط الطاقي وتعميق التعاون الاقتصادي بين الدول التي يمر بها، بحيث يعزز المشروع دور المملكة كفاعل محوري في التنمية والاستقرار في إفريقيا.
وفي معرض تعليقه على انتخاب المغرب رئيسا للدورة 57 للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة ومؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة، أكد الدكتور شيبة مربيه رب، أن هذا الانتخاب يعكس الثقة التي يتمتع بها المغرب، وكذا رغبة المجتمع الدولي والإفريقي في الاستفادة من خبراته المتراكمة في المجالات الرئيسية المتعلقة بتعزيز الاندماج الإقليمي بين الدول الإفريقية، من خلال تطوير الاقتصادات المحلية والانفتاح على مبادرات قارية كبرى سعيا إلى “تعزيز تنفيذ اتفاق إحداث منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية”، الذي تم اختياره من قبل المنظمين كشعار لهذه النسخة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.