14 مارس 2025

مدرسة المسيرة الخضراء للتعليم العتيق بطانطان، معلمة دينية تجمع بين التعليم العتيق والعلوم العصرية

Maroc24 | جهات |  
مدرسة المسيرة الخضراء للتعليم العتيق بطانطان، معلمة دينية تجمع بين التعليم العتيق والعلوم العصرية

تعد مدرسة المسيرة الخضراء للتعليم العتيق بطانطان، واحدة من بين المدارس العتيقة التي تزخر بها جهة كلميم وادنون نون، ومعلمة دينية وتربوية مهمة في المنطقة يقصدها طلبة العلم والمعرفة وحفظة القرآن الكريم.

ويضطلع هذا الصرح الديني، الذي تأسس سنة 1998 بحي المسيرة، بدوره التعليمي الأصيل من خلال اعتماد برنامج يجمع بين التعليم العتيق والانفتاح على المستجدات التربوية الحديثة بسلك التعليم الابتدائي.

وبحسب المشرفين على هذه المدرسة المتواجدة بجوار مسجد “المسيرة”، فإن الفضل في تأسيسها يعود إلى الفقيه الطيب شكور (وافته المنية مؤخرا)، الذي كان يشغل إماما وخطيبا بمسجد “الخير”، وط لب منه في سنة 1998 الانتقال للاشتغال بمسجد “المسيرة” لكنه اشترط في مقابل ذلك، تشييد مدرسة قرآنية بجوار هذا المسجد من أجل استكمال مشواره التعليمي القرآني والعلمي الذي بدأه بمدرسة قرآنية بمسجد “الخير”، والمتمثل في تدريس كتاب الله تعالى لفائدة أبناء المنطقة ومدن أخرى، وتلقينهم مبادئ في علم تجويد وحفظ القرآن.

ويبدأ الطالب الملتحق بالمدرسة مساره العلمي بعد اجتيازه لاختبار المستوى في مادة القرآن الكريم والعلوم الشرعية ومواد الثلثين (الرياضيات والفرنسية)، بحفظ القرآن الكريم وفق المنهج المغربي العتيق باستخدام ألواح خشبية، مما يسمح له بتعلم، في الآن ذاته، كل أساليب الخط العربي والرسم القرآني.

وأبرز عبدالله شكور، مدرس، وناظر بالمدرسة العتيقة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المؤسسة لا تزال تواصل مهمتها العلمية والتربوية لفائدة الراغبين في طلب العلم، والمتمثلة أساسا في تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية، مضيفا أن هذه المدرسة تهتم بالتعليم العتيق الخاص بتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية ومواد الثلثين، وتلعب دورا روحيا في تربية الأجيال على قيم ومبادئ الإسلام السمح والوسطي.

وإلى إلى جانب المحافظة على تدريس العلوم الشرعية وأصول الفقه والحديث وحفظ القرآن الكريم وتجويده، فإن هذه المدرسة العتيقة تعمل على تعزيز كفاءات طلبتها وتيسير اندماجهم بالمحيط السوسيو-مهني، وذلك عبر تدريس اللغات الحية والانفتاح على العلوم الحديثة حيث يتلقى تلاميذ الطور الابتدائي، فضلا عن ذلك، دروسا في مواد اللغة الفرنسية والرياضيات والنشاط العلمي والتربية الفنية وكذا المهارات الحياتية.

وفي هذا السياق، أوضح السيد شكور، وهو نجل مؤسس مدرسة المسيرة الخضراء للتعليم العتيق، أن هذه الأخيرة، وعلى غرار جميع المدارس العتيقة بالمملكة، والتي يؤطرها القانون 01-13، تجمع بين التعليمين العتيق والعصري، حيث يدرس فيها القرآن الكريم بالدرجة الأولى وأيضا العلوم الشرعية بما فيها التفسير والفقه والحديث والأصول وكل ما يتعلق باللغة العربية من نحو وصرف، ثم مواد الثلثين التي تخص اللغات كالفرنسية والأمازيغية، وكذلك الرياضيات والنشاط العلمي.

وأبرز أن الولوج إلى هذه المدرسة، يتم وفق شروط أعدتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومنها أن يتم التسجيل بشكل مباشر بالنسبة للتلاميذ الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات، أما بالنسبة للذين تفوق أعمارهم 13 سنة، فيشترط فيهم حفظ 45 حزبا على الأقل.

من جهته، أكد لحسن إخريزي، حارس عام خارجي بالمدرسة العتيقة، الدور الكبير الذي تلعبه هذه المعلمة الدينية في تكوين الأجيال، وإرساء توجيه ناجع للطلبة الذين يتابعون دراستهم بالمؤسسة، والذين يبلغ عددهم خلال الموسم الدراسي الحالي حوالي 40 طالبا بالطور الابتدائي ينحدرون من عدة مدن منها طانطان وكلميم وأكادير والعيون وبوجدور وتارودانت والسمارة وأسا-الزاك.

وأشار إلى أن المدرسة، التي يتألف طاقمها التربوي والإداري من 11 إطارا بينهم 7 أساتذة، ومشرف، وحارسين عامين اثنين، ومقتصد، وكذا مستخدمين، تتوفر على عدة مرافق منها 4 قاعات للتدريس وحفظ القرآن وقاعة للأنشطة، ومطعم ومطبخ ومكتبة، ومرافق إدارية وصحية، و 9 غرف لإيواء الطلبة.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.